كلاكيت تاني مرّة.. الزوجة في بيت زوجها
لازال السوشيال ميديا يصُّج بالحديث حول خدمة المرأة، ووجوب الرضاعة عليها، وحقوقها بشكل عام، حتى صار السجال الفقه ميدياوي - إن جاز التعبير - وهو إشارة إلى ما تعرض فه الفقه الإسلامي من الزجّ به في صراع التواصل الاجتماعي الذي لا يراعي غالبا حساسية الأمور في تناول المناقشات وتداول الآراء؛ ليختلط فيه الحابل بالنابل، وصاحب العلم بصاحب وجه النظر، وهذة هي طبيعة المنصات بوجه عام.
الخلط
إن الخلط بين الطبيعة وفقه المرأة هو السب، إن كان في رأي بعض الفقهاء أن الرضاعة لها أجر أو بعدم ووجوبية خدمة الزوجة، فهذا ما يحدده الزمان والمكان. فمثلًا جد أن طبيعة أهل مصر ستختلف جذريا عن طبيعة أهل الخليج، وعن طبيعة الأسر في بلدان أفريقية أخرى.
هل يتعارض الفقه مع المرأة؟
ولكن السؤال هل يتعارض الفقه المرأة، أن تكون الرعاية في بيت زوجها أو كون لها مساحة من الحرية الشخصية التي هي حق لكل إنسان، مع كون أنها بشر له كامل حقوقه في الحياة، مثلما عليه الواجبات التي لا ننكرها.
للأسف الحديث في الفقه له مكانه ومجاله..
إذا كانت الآراء والاتجاهات داخل المجتمع أو على التواصل الاجتماعي حول أمور الدين مكفولة في إطار التعبير، فإن إعطاء الفقه فرصة ومجال أكبر، من باب الاحترام والتقدير له من الواجب أن يحصُل، ولهو مدعاة لأن نبحث بعدها عن فقه يناسب العالمين إن أردنا.
راعية بضوابط
الحل يكمن في كون الزوجة ف بيت زوجها راعية للبيت بضوابط، ربما لا يجعلها خادمة دون راحة أو أن يتعارض هذا مع تحقيق جوانب من التقدم الحياتي كالدراسة والعمل، أو أن تكون لها جانب الآدمية، وهذا ما كفله الشرع الحنيف "للرجال نصيب مما اكتسبوا والنساء نصيب مما اكتسبت" النساء الآية ٣٢، فهذا هو مربط الفرس.
أين المشكلة؟
يتساءل البعض أين المشكلة؟
عزيزي القارئ المشكلة تكمن في أمي وأمك وأمهات المصريين، اللوائي لا زلن يضعن أنفسهن في الشقاء بأن لا يرسين قواعد أن تكون المشاركة في البيت أساسًا للحياة.. الأم التي تصنع طفلا مدللا، وتلميذا مدللا، ورجلا مدللا، لن ننتظر منه سوى احتياجه للزوجة "الأم" التي ترعى مصالح خدمته، فكما لم يتربْ على أنَّ الأمومة رعاية وبرّ، لن يتفهَّم أن الزواج مودة ورحمة.
ولكن أنظر مثلًا.. إذا طبقنا الحديث الدائر حاليا على مسألة مرادها رعاية الأخت الكبرى أو الصغرى لبعض شؤون أخيها.. سيكون هذا من باب التكرم أم الخدمة..؟
الإشكال الحقيقي يكمن في ثقافة مشاركة الأنثى داخل البيوت المصرية، وكذا الخلط بين الطبيعةالمغروسة في فطرة الفتاة، التي نجد فيها رغبة تقديم المساعدة وإحساسها بالمسؤولية تجاه أفراد أسرتها الاي تربت فيها (الأب والأم وإخوانها وأخواتها) من ناحية، ووجوبية الأمر بالحِلِّيَّة أو التحريم عند انتقاله لبيت الزوج، ما هو إلا من باب الجدل المجتمعي المصبوغ بالشو الإعلامي.
كلمة
وأخيرا كلمة لله والمجتمع، إن التطور الطامحة له مصر، سواءً في قضية المرأة أو غيرها من القضايا، لن يأتي من الملهاة التي يصنعها أصحاب المصالح أو الأجندات وربما الطامحين في الظهور، بمبدأ "خالِف تُعرَف". إنما يأتي هذا التطوير من حراك فكري مضبوط، يضمن الولاء لله قبل الولاء للنفس.
ودُمتم،،