بعد وفاته.. من هو رئيس الاتحاد السوفيتي السابق ميخائيل غورباتشوف
توفي رئيس الاتحاد السوفيتي السابق ميخائيل غورباتشوف عن عمر يناهز الـ91 عامًا، حيث قال المستشفى المركزي التابع للرئاسة الروسية في بيان أنه بعد صراع طويل مع مرض خطير، توفي ميخائيل سيرغي غورباتشوف.
ولد غورباتشوف في 2 مارس 1931، في قرية بريفولنوي، ستافروبول كراي، أحدى الجمهوريات المكونة للاتحاد السوفيتي.
كانت عائلته من ناحية الأب من أصل روسي وانتقلت إلى المنطقة من فارونيش، ومن ناحية الأم من أصل عرقي أوكراني هاجروا من تشرنيغوف.
كان والديه فقراء، ويعيشان كفلاحين، حيث عاشا في البداية في منزل والد سيرغي، كوخ من الطوب، قبل أن يبنيا كوخ خاص بهما.
بعد اندلاع الحرب العالمية الثانية في عام 1939، غزا الجيش الألماني الاتحاد السوفيتي في يونيو عام 1941، واحتلت القوات الألمانية بريفولنوى لمدة أربعة أشهر ونصف عام 1942، انضم والد غورباتشوف إلى الجيش الأحمر وقاتل في الخطوط الأمامية، وأُعلن عن طريق الخطأ وفاته أثناء معركة، وقاتل في معركة كورسك قبل أن يعود إلى عائلته مصابًا.
في عام 1946، انضم غورباتشوف إلى كومسومول، منظمة الشباب السياسي السوفياتي، وأصبح زعيمًا لمجموعته المحلية ثم انتُخب لعضوية لجنة كومسومول للمنطقة.
وفي عام 1961، أصبح أمينًا عامًا مناطقيًا لعصبة الشيوعيين الشباب، كما اختير مندوبًا للمشاركة في مؤتمر الحزب العام.
وبفضل خبرته في مجال ادارة القطاع الزراعي، حصل غورباتشوف على فرصة طرح مبادرات وابتكارات جديدة مما اكسبه علاوة على مركزه الحزبي المرموق نفوذًا كبيرًا في منطقة ستافروبول.
غورباتشوف
وفي عام 1978، توجه غورباتشوف إلى موسكو بوصفه عضوا في السكرتارية الزراعية التابعة للجنة المركزية، ولم تمر سنتان الا وعين عضوًا كاملًا في المكتب السياسي المنبثق عن اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفييتي.
وخلال الفترة التي تولى خلالها يوري اندروبوف منصب الامين العام للحزب، قام غورباتشوف بعدة رحلات إلى الخارج، منها زيارة إلى لندن في عام 1984 ترك فيها انطباعا حسنا لدى رئيسة الحكومة البريطانية آنذاك مارغريت تاتشر.
وفي عام 1985، تم تعيينه أمينا عاما للحزب الشيوعي في الاتحاد السوفيتي.
سعى أثناء فترة حكمه إلى إصلاح الحزب واقتصاد الدولة عن طريق إدخال مفاهيم الانفتاح وإعادة الهيكلة والديمقراطية والتنمية الاقتصادية، وأحدث العديد من التطورات التكنولوجية التي أدت إلى زيادة الإنتاجية، وسعى إلى إضفاء طابعٍ ديمقراطي على النظام السياسي في البلاد واعتماد اللامركزية في الاقتصاد والتي عرفت باسم سياسة غلاسنوست، الأمر الذي يعتقد أنه كان من أسباب سقوط الشيوعية وانهيار الاتحاد السوفيتي في عام 1991.
وفي 14 أكتوبر عام 1990، تم منح زعيم الاتحاد السوفيتي ميخائيل غورباتشوف، جائزة نوبل للسلام، لدوره القيادي في إحلال السلام، الذي تتمتع به اليوم أجزاء هامة من المجتمع الدولي، وأشادت لجنة نوبل في بيان رسمي بالتغييرات التي قام بها الزعيم السوفيتي، والتي أهدت بلده والمجتمع العالمي، تخفيف حدة التوتر بين الشرق والغرب، وتباطؤ سباق التسلح.
وبعد فترة رئاسته، أسس الحزب الاجتماعي الديمقراطي في روسيا، واستقال منه في عام 2004، وبعد ثلاث سنوات، شكل حزبًا جديدًا يدعى اتحاد الديمقراطيين الاجتماعيين.
في عام 2008، قام مركز الدستور الوطني الأمريكي، وعلى يد الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش (الأب)، بمنح ميخائيل غورباتشوف وسام الحرية لدوره في إنهاء الحرب الباردة، وكانت مراسم الفعالية ضمن الاحتفال بالذكرى الـ 20 لسقوط جدار برلين.
واجه غورباتشوف في السنوات الأخيرة اتهامات عدة بتسببه في انهيار الاتحاد السوفيتي، بلغت ببعض نواب مجلس الدوما الروسي (البرلمان) إلى المطالبة بمقاضاته، مؤكدين أن مواطني. الاتحاد السوفيتي أبدوا خلال الاستفتاء الرغبة في الحفاظ على وحدة الدولة، لكن القياديين السوفييت قاموا بنشاط غير قانوني أدى إلى انهيار البلاد.
ونفى غورباتشوف هذه الاتهامات في مقابلة مع وكالة انترفاكس، ناصحًا بإجراء تحليل جدي لكل من صوت وكيف صوت في المجلس الروسي الأعلى للموافقة على اتفاقية بيلوفيجسكايا بوشا، في إشارة إلى الاتفاقية التي وقعت 8 ديسمبر 1991، والتي نتج عنها تشكيل رابطة الدول المستقلة وتفكك الاتحاد السوفيتي.
وأضاف غورباتشوف: يجب جمع نواب الدوما آنذاك الذين صوتوا لصالح اتفاقية بيلوفيجسكايا وإرسالهم إلى المنفى.
وتوفي غورباتشوف، في 30 أغسطس 2022، في المستشفى المركزي التابع للرئاسة الروسية، بعد صراعه مع مرض خطير.