في ندوة الاستدامة والخطط المستقبلية
وزير البيئة السابق: الأزمة الاقتصادية العالمية تحديًا أمام قمة المناخ بشرم الشيخ
كشف الدكتور خالد فهمي وزير البيئة السابق عن عدة تحديات تواجه الدولة المصرية التي ستنظم قمة المناخ في شرم الشيخ نوفمبر القادم مشيرًا إن حالة الانقسام الدولي التي أحدثتها الأزمة الروسية الأوكرانية والأزمة الاقتصادية العالمية تمثل تحدي أمام القمة التي تستضيفها مصر.
وقد جاء ذلك خلال الحلقة النقاشية التي نظّمها مركز إيدج للابتكار، التابع لشركة راية للمباني الذكية – إحدى شركات راية القابضة للاستثمارات المالية، بعنوان " الاستدامة والخطط المستقبلية" والتي ادارها الأستاذ صابر عثمان رئيس مجلس أمناء مؤسسة مناخ ارضنا للتنمية المستدامة والمنسق الأسبق لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ، لتسليط الضوء على جهود الدولة المصرية في استضافة مؤتمر تغير المناخ COP27، وكيف يساهم القطاع الخاص في التعاون مع الحكومة لإنجاح القمة وتحقيق الاستدامة في المجالات المختلفة، ودور المجتمع المدني في قضية تغير المناخ، والذي يأتي ضمن جهود مركز إيدج لنشر الوعي بالاستدامة.
ولفت د. خالد فهمي خلال كلمته إلى أن تغير المناخ هي ظاهرة عابرة للحدود وأزمة اقتصادية سياسية تتطلب الكثير من المفاوضات للتوصل إلى صيغة توافقية مؤكدا أن هناك آمالا كبيرة معقودة قمة شرم الشيخ، ولمدة ثلاثة عشر يوميا تستضيف خلالها مصر رؤساء وزعماء العالم، والوفود المرافقة لهم، وهو حدث له دلالة بداية من استضافة مصر له وصولا للمكاسب المنتظرة للمؤتمر بالنسبة للدول النامية.. وخاصة الأفريقية.
وشدد فهمي علي أن دول العالم قدمت تعهدات بخفض الانبعاثات الكربونية، لكن قليل منها هي التي التزمت بوضع خطط تنفيذية لمواجهة تلك الظاهرة الخطرة منوها بأنها لم تتعدى 60% فقط من الجهد المأمول، في حين أنه يتبقى على الوصول للمرحلة الخطيرة المتمثلة في زيادة درجة حرارة الأرض 1.5 درجة مئوية، مشيرًا إلى أن من بين أهم خمس مخاطر يواجها العالم في الفترة القادمة، يأتي احتواء تغير المناخ والتكيف معه في المرتبة الأولى من حيث التأثير واحتمالية الحدوث خلال العشر سنوات القادمة.
وأكد فهمي أن التحدي الذي يواجه تطبيق الدول النامية لسياسات النمو النظيفة، هي تحديات التمويل، نظرًا لعدم وجود ملاءة مالية، لأغلب تلك الدول لتلقي تمويلات دولية في شكل قروض، وطالب بضرورة وجود سياسات تمويلية جديدة، لعدم زيادة التحديات المالية للدول النامية، وتشجيعها على الانخراط بالجهود الدولية أيضًا.
وحذر فهمي من محاولة الدول المتقدمة التهرب من تعهداتها التمويلية بخصوص تغير المناخ، مشيرًا إلى أن عددا كبيرا منها أكد إن مشاركته في تمويل قضايا الاستدامة ستكون بنسبة 25% تمويلات حكومية، والباقي لأنشطة متعلقة بالقطاع الخاص، وليست من الدولة نفسها، مؤكدًا على ضرورة تحفيز القطاع الخاص للمشاركة في مواجهة التغير المناخي عن طريقة تدشين سياسات تحفزه علي ذلك مؤكدا أن القطاع الخاص لن يشارك إلا إذا وجد تسهيلات يستفيد منها.
ومن جانبها أكدت ميسون علي، رئيس نظم الاستدامة والإدارة البيئية والمجتمعية بالبنك التجاري الدولي أن البنك يستهدف تحقيق التنمية المستدامة في مصر ودفع عجلة التحول نحو الاقتصاد الأخضر لمواجهة المخاطر المستقبلية.
وأوضحت ميسون أن البنك يستهدف التكامل بين الحلول التمويلية مع المعايير البيئية والاجتماعية ومبادئ الحكومة لتحقيق استراتيجية مصر 2030 مشيرة إلى أن البنك رسخ مبادئ الاستدامة وتشجيع الاستثمارات الخضراء، وهو ما ساهم في حدوث نقلة نوعية كاملة داخل البنك.
وأضافت ميسون أن القطاع المصرفي المصري له دور ملموس في دعم التنمية المستدامة مشيرة إلي أن البنك المركزي المصري قد أكد في بيان له أن التوجه نحو التمويل المستدام في القطاع المصرفي أصبح من أولوياته ضمن الجهود المبذولة لبناء وزيادة القدرات على مواجهة التحديات البيئية والاجتماعي مؤكدا أن التمويل المستدام يعزز من التزامه بدعم التوجه الوطني لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وأشارت إلي أن البنك التجاري الدولي قام بتقديم عدة برامج تمويلية خضراء خلال المنتدى والتي تسعى لخدمة العملاء لتمويل التحكم في التلوث الصناعي والطاقة الجديدة والمتجددة والمشاريع الزراعية وما يتصل بها من خدمات وصناعات وبرنامج تمويل الاقتصاد الأخضر.
وشددت ميسون علي أن تحقيق التنمية المستدامة يحتاج إلى تكاتف جهود جميع مؤسسات القطاع الخاص مطالبة بضرورة رفع الوعى لدى صغار المستثمرين بضرورة ادماج البعد البيئي والمجتمعي للمشروعات لتسريع عملية التحول نحو الاقتصاد الأخضر.
وأوضحت ياسمين صقر مدير قسم المسؤولية المجتمعية والاستدامة بشركة راية أن تحقيق التنمية المستدامة مسؤولية مشركة بين الهيئات والحكومات والأفراد ولا يمكن لجهة واحدة تحقيق ذلك منفردة، ونحن في راية كنا من الشركات التي بدأت بمراعاة معايير الاستدامة في مشروعاتها، ومركز إيدج وجاليريا مول من المباني التي قمنا بتجهيزها لتكون صديقة للبيئة وتراعي اهداف الاستدامة.
وأضافت أن الشركة قامت بإنشاء أول مصنع للمخلفات الصلبة في مصر وأصبح الآن من أكبر المصانع في الشرق الأوسط ولدينا العديد من الصناعات التي نسعى بها لتطبيق الاستدامة مثل الأوتوموتيف والدفع الالكتروني إضافة إلى مشروعات التشجير التي نقوم بها.