إله الحكمة للفراعنة.. "تحوت" الذي علم قدماء المصريين الكتابة والحساب
"تحوت".. إله الحكمة عند الفراعنة، يربط به دور الوسيط بين آلهة الخير والشر. وتقص أسطورته بأنه عاصر ثلاثة صراعات بين الخير والشر. الثلاثة صراعات متماثلة من حيث المبدأ مع تغير في المتصارعين حسب زمن كل أسطورة.
في المعركة الأولى كان الصراع بين الإله رع وأبيب، والثانية بين حيرو-بيخوتت وست، والصراع الثالث بين حورس ابن أوزوريس وست. وفي كل من تلك الصراعات كان الإله الأول يمثل النظام في الكون، والمصارع الثاني يمثل قوى العشوائية. وكان عندما يصاب أحد المتصارعين بإصابة خطيرة، عندئذ يقوم تحوت بمعالجته ليستطيع العودة إلى المعركة.
من ناحية أخرى، تربط الأساطير ماعت بالإله. امتد ارتباطه إلى كل من التوازن الإلهي والإلهة ماعت، التي مثلت هذا المبدأ. كما تم تصوير الإلهة أحيانًا على أنها زوجة تحوت
تحوت، يعتبر من أهم الآلهة المصرية القديمة، ويُصور برأس أبو منجل.. نظيره الأنثوي الإلهة ماعت ولقد كان ضريحه الأساسي في أشمون حيث كان المعبود الأساسي هناك.
اعتبر قدماء المصريين أن الإله تحوت هو الذي علمهم الكتابة والحساب، وهو يصور دائما ماسكا بالقلم ولوح يكتب عليه. له دور أساسي في محكمة الموتى حيث يؤتى بالميت بعد البعث لإجراء عملية وزن قلبه أمام ريشة الحق ماعت. ويقوم تحوت بتسجيل نتيجة الميزان. إذا كان قلب الميت أثقل من ريشة الحق - فيكون من المخطئين العاصين - يُلقى بقلبه إلى وحش مفترس تخيلي اسمه عمعموت فيلتهمه وتكون هذه هي النهاية الأبدية للميت.
أما إذا كان القلب أخف من ريشة الحق (ماعت) فمعنى ذلك أن الميت كان صالحا في الدنيا فيدخل الجنة يعيش فيها مع زوجته وأحبابه، بعد أن يستقبله أوزيريس.
أصل تحوت
في علم الأساطير المصري لعب تحوت العديد من الأدوار الحيوية والبارزة، فبالإضافة لكونه أحد الإلهين -الأخرى كانت (ماعت)- الذين وقفا على جانبي مركب رع. فلقد كان إلهًا للسحر والكتابة والأدب والعلم كما أنه اشترك في حساب الموتى. وكان يمتلك قدرات سحرية فائقة، حتى أن المصريين قد اعتقدوا في "كتاب تحوت" والذي يحول قارئه إلى أعظم ساحر متمكن في العالم.
أيضا عن دور تحوت في أسطورة إيزيس وأوزوريس. فبعد أن قامت إيزيس بجمع أشلاء أوزوريس من أنحاء مصر تحت فعل ست، أسر تحوت لها بكلمات لتستطيع بعثه من جديد، وأن تنجب منه (بعد مماته) إبنهما حورس. ثم قامت معركة بين حورس (المنتقم لأبيه) وست وفقد حورس في ذلك الصراع عينه اليسرى. ولكن استشارة تحوت أعطته الحكمة والمعرفة لمعالجتها واسترجاعها. فكان تحوت هو الإله الذي ينطق بإرادة رع.
التقويم التوتي
في البدء كان رع وتحوت وماعت، حيث كانت ماعت ممثلة النظام في الكون وتمثل الحق والعدل. وكان تحوت بتنفيذ إرادة رع. طبقا للأسطورة كانت السنة 360 يوم فقط، فكانت نوت زوجة رع لم تحمل ولم تنجب له طفلا خلال تلك الأيام. فتراهن تحوت مع القمر على 1/72 من ضوئه وكسب (360/72 = 5)، 5 أيام زائدة. وخلال تلك الخمسة أيام حملت نوت (ربة السماء) وأنجبت حيرو-أور (حورس الكبير، وجه السماء) وأوزوريس وست وإيزيس وأختها نيفتيس.
ارتبطت معرفة المصريين للتقويم وأيام السنة والشهور بالإله تحوت حتى أن البعض يطلق على التقويم المصري اسم التقويم التوتي، كما أن أول شهور السنة المصرية هو شهر "توت". جحوتي، تحوت، توت، هي أسماء لرب الحكمة والحسابات والفلك عند قدماء المصريين.