أيمن الظواهرى حلم محمود عبد العزيز الذى لم يكتمل
أحمد عز رغب فى تقديم الشخصية
لم تكن شخصية الإرهابى بالشخصية البعيدة عن عيون السينما والدراما التليفزيونية فالكثير من صناع الفن نجحوا فى تقديمها كما يجب أن يكون من خلال أعمالهم السينمائية أو التليفزيونية.
ومازالت الشخصية الإرهابية هى محط أنظار لصناع الفن فيجب تقديمها بما هو أقرب للواقع المرير فبداية من شخصية على عبد الظاهر الذى جسدها الزعيم عادل إمام فى فيلمه الشهير الإرهابى من كتابة لينين الرملى والذى كان من أوائل النجوم ممن رفعوا الستار عن هذا الوجه القبيح للجماعات الإرهابية عام ١٩٩٤ دون خوف أو قلق ليقدم رسالة فنية خاصة وإن لم تكن بالشكل المستفيض لعملياتهم الإرهابية ولكنه أول من وضع شخصية الإرهابى فى مرمى الفن لتتوالى الأعمال الفنية فيما بعد لكشف القناع عن جماعاتهم وعملياتهم الإجرامية فى كل العالم.
أما الشخصية التى كانت حلمًا يرادو الكثير من نجوم الفن هى شخصية أيمن الظواهرى الذى أعلن قتله قبل أيام لتتصدر عملية قتله وسائل الصحافة والإعلام ولم يعرف الكثير أن تجسيد شخصية الظواهرى كان من المشاريع المؤجلة للراحل محمود عبد العزيز حيث كان ينوى تقديم شخصيته لأول مرة بالسينما بفيلم سينمائى ضخم تحت عنوان «القاعدة» حيث كان هناك اتفاقات جمعته عام ٢٠٠٧ مع شركة جود نيوز وقتها لتقديم هذا العمل ولكن بعد فترة أعلنت الشركة توقف المشروع لظروف إنتاجية حيث تجاوزت ميزانية إنتاجه ما يقرب من ١٠ ملايين جنيه ليذهب حلم الظواهرى من الساحر دون رجعة.
ولم يكن محمود عبد العزيز هو وحده من يحلم بتجسيد الظواهرى وكشف الستار عن هذه الشخصية فأحمد عز هو الآخر كان ممن أعلنوا تقديمهم لشخصية الظواهرى فى عمل سينمائى ضخم يحمل اسمه «الظواهرى» وذلك فى عام ٢٠١١ إثر تفجيرات ١١ سبتمبر الشهيرة وكان العمل من تأليف حازم الحديدى وقتها وتصدى لإنتاجه وائل عبدالله وبرغم أنهم بدأوا بالفعل التحضيرات الأولى للفيلم ورحلة البحث عن طفل يشبه الظواهرى إلا أن الحلم لم يكتمل دون الإعلان عن الأسباب الحقيقية وقتها ويبدو أن عز لم يكن وقتها على استعداد لتقديم عمل ينتمى لهذه النوعية من الأعمال السياسية خوفا على شباك التذاكر الذى تصدره فى هذه المرحلة بأعماله اللايت الرومانسية وكان تبريرات صناع العمل وقتها أن المشروع تم تأجيله لحين إشعار آخر وبدأوا فى تنفيذ مشروع آخر حينذاك.
وبملحمة الاختيار نجح صناع العمل فى كشف أسرار عمليات الجماعات الإرهابية التى تمت بالفعل خلال السنوات الماضية واستهدفت أرواح الأبرياء من عناصر الجيش والشرطة فبداية من شخصية هشام العشماوى بالجزء الأول من العمل والتى جسدها أحمد العوضى ببراعة وصولا إلى خلية أبو أيوب وجند الإسلام المرتبطين فكريا بتنظيم القاعدة نجح العمل فى الكشف مخططاتهم فى المنطقة العربية وفضحهم أمام العالم ليعتبر ملحمة الاختيار هو من أنجح الأعمال التى قدمت صورة الإرهابى فى الدراما العربية. ودون الإعلان عن اسم الشخصية أدرك الكثير أن شخصية طارق لطفى «رمزى» فى أحداث القاهرة كابول تشير إلى «أيمن الظواهرى» فهو رئيس تنظيم لجماعة إرهابية فى أفغانستان وتنظيم إرهابى دولى يتولى العديد من العمليات القتالية على مستوى المنطقة العربية حتى أن الكل الخارجى كان يشبهه كثيرا. ولم تكن هذه الشخصية الوحيدة التى قدمها طارق لطفى فى ملف الجماعات الإرهابية فقد كان من أوائل من جسدوا شخصية الإرهابى فى عمل درامى تليفزيونى ببداية مشواره الفنى بمسلسل العائلة الذى تناول جزءًا بسيطًا يكشف الستار عن بعض أعمالهم القتالية فى هذه الفترة بشخصية «مصباح» هذا الشاب الفقير ابن الحارس الذى يلجأ لتلك الجماعات ظنا منه أنهم النجاة له من فقره البائس.