الليرة التركية تواصل النزيف أمام الدولار
تراجعت العملة التركية أمام الدولار الأمريكي لمستوى قياسي بلغ 18.20 ليرة لكل دولار، وهو أعلى مستوى له منذ ديسمبر 2021.
في المجمل ارتفع الدولار الأمريكي في التعاملات الأوروبية المبكرة يوم الجمعة، قبل خطاب رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، المنتظر بفارغ الصبر في اجتماع جاكسون هول بالبنك المركزي، والذي قد يوفر المزيد من الأدلة حول تشديد السياسة في المستقبل.
وتم تداول مؤشر الدولار، الذي يقيس العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات أخرى، بنسبة 0.2 ٪ أعلى إلى 108.623، وهو أقل بقليل من أعلى مستوى له منذ عقدين وعلى المسار الصحيح بنسبة 0.4 ٪ مكاسب أسبوعية.
تشديد السياسة النقدية مطلوب "لبعض الوقت"
قدم رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، اليوم، التزامًا صارمًا بوقف التضخم، محذرًا من أنه يتوقع أن يواصل الفيدرالي رفع أسعار الفائدة بطريقة ستسبب "بعض الألم" للاقتصاد الأمريكي.
وفي خطابه السنوي الذي طال انتظاره في جاكسون هول بولاية وايومنغ، أكد باول أن الاحتياطي الفيدرالي "سيستخدم أدواتنا بقوة" لمهاجمة التضخم الذي لا يزال يقترب من أعلى مستوياته منذ أكثر من 40 عامًا، وفق ما نقلت سي إن بي سي.
تأتي تلك التعهدات على عكس بعض التوقعات التي رجحت بدء الفيدرالي في تيسير نهجه في محاربة التضخم، بعد أن كان قد رفع أسعار الفائدة بـ0.75% في كل من الاجتماعين السابقين.
وقال باول: "نتخذ خطوات قوية وسريعة لتعديل الطلب بحيث يتماشى بشكل أفضل مع العرض، ولإبقاء توقعات التضخم ثابتة.. وسنواصل ذلك حتى نتأكد من إنجاز المهمة".
وأضاف باول أن الاقتصاد الأمريكي سيحتاج إلى سياسة نقدية صارمة "لبعض الوقت" قبل أن يصبح التضخم تحت السيطرة، وهي حقيقة تعني تباطؤ النمو وضعف سوق العمل وبعض الألم للأسر والشركات.
وقال رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) اليوم الجمعة إن الاقتصاد الأمريكي سيحتاج إلى سياسة نقدية صارمة "لبعض الوقت" قبل أن يصبح التضخم تحت السيطرة، وهي حقيقة تعني تباطؤ النمو وسوق عمل أضعف و"بعض الألم" للأسر والشركات، منبها إلى عدم وجود علاج سريع لارتفاع الأسعار.
وأضاف باول، حسب تصريحات معدة مسبقا لكلمته خلال ندوة للبنوك المركزية في جاكسون هول بولاية وايومنج، "من المرجح أن يتطلب خفض التضخم فترة دائمة من النمو... علاوة على ذلك، من المرجح أن يتم (اتخاذ إجراءات) للتخفيف من ظروف سوق العمل. ومن شأن أسعار الفائدة المرتفعة والنمو البطيء وظروف سوق العمل... أن تؤدي إلى تراجع التضخم لكنها ستجلب بعض الألم للأسر والشركات".
وتابع القول "هذه هي التكاليف المؤسفة لخفض التضخم. لكن الفشل في استعادة استقرار الأسعار سيعني ألما أكبر بكثير".
وقال باول "السجل التاريخي يحذر بشدة من تخفيف السياسة (النقدية) قبل الأوان... يجب أن نستمر في ذلك حتى يتم إنجاز المهمة".
وأظهرت بيانات اليوم من وزارة التجارة إلى أن الإنفاق الاستهلاكي في الولايات المتحدة ارتفع بشكل طفيف في يوليو، لكن التضخم تراجع بشكل كبير، مما قد يمنح مجلس الاحتياطي الفيدرالي مجالا لتقليص زياداته الكبرى في أسعار الفائدة.