مصطفى عمار يكتب: وزارة الثقافة كانت ولا تزال بين أياد أمينة
رحلت الدكتورة إيناس عبدالدايم عن وزارة الثقافة بعد سنوات من الجهد والنجاح فى إدارة ملف الثقافة لدولة بحجم مصر.. وفى الحقيقية لا يوجد وزير يستطيع أن يحقق كل ما يحلم به بعد جلوسه على كرسى المسئولية.. ولكن دكتورة إيناس عبدالدايم استطاعت أن تحقق الكثير لأنها تعاملت مع كرسى الوزيرة بروح الفنانة أكثر من روح الوزيرة.. وهو ما يجعلنا نحزن لرحيلها عن الوزارة بعد كل هذا النجاح الذى حققته على مدار السنوات الماضية.. ولكننا فى نفس الوقت استعدنا فنانة كبيرة وعازفة فيلوت لا مثيل لها.. وما يمنحنا الأمل فى استكمال ما بدأته الدكتورة إيناس هو أن من تخلفها فى كرسى الوزارة هى الدكتورة نيفين الكيلانى التى خرجت بتصريحات فى غاية الرقى عقب حلفها اليمين الدستورية كوزيرة للثقافة المصرية وقالت فيها « أشكر الدكتورة إيناس عبدالدايم على ما قدمته للوزارة وخدمة الوطن خلال السنوات الماضية وأنهما يكملان مسيرة بعضها البعض «وهو ما يعكس الرقى والاحترام التى تتمتع به الوزيرة الجديدة فى تقديرها للدكتورة إيناس عبدالدايم ومجهودها بملف مهم بحجم ملف الثقافة المصرية.. ولا أخفى عليكم مدى سعادتى بتولى الدكتورة نيفين الكيلانى مسئولية وزارة الثقافة.. أولًا لأنها سيدة مصرية ناجحة فى مجالها وشغلت العديد من المناصب المهمة داخل قطاع الثقافة المصرى، وثانيًا لأنها تتمتع بنفس الروح التى تمتعت بها الدكتور إيناس عبدالدايم وهى روح الفنانة فى المقام الأول.. وأتمنى أن تحقق الدكتورة نيفين نجاحات أكبر وأهم من التى حققتها الدكتورة إيناس بما يخدم الثقافة المصرية ويعيد إليها عصرها الذهبى.. وأطالبها بدراسة ملف عودة عيد الفن ليكون أحد أهم الملفات التى تضعها أمامها خلال فترة توليها مسئولية وزارة الثقافة المصرية.. من حق الفنان المصرى والمثقف المصرى أن يجد احتفالية سنوية له بحضور السيد رئيس الجمهورية.. ليمنح كبار رموزنا الفنية والثقافية ما يستحقوه من تكريم على ما قدموه للفن والثقافة المصرية خلال سنوات عمرهم.. وربما يكون هذا الملف واحدا من أهم الملفات التى ستقابلها الدكتورة نيفين الكيلانى.. لأن عيد الفن متوقف منذ سنوات عديدة ويحتاج لجهد كبير وإرادة حقيقية لعودته مرة أخرى.. وأعتقد أن ملف حضور طلاب المدارس لحفلات تنظمها وزارة الثقافة بدار الأوبرا المصرية من الأفكار المهمة التى يجب أن تدرسها الدكتورة نيفين وتعمل على خروجها للنور.. الطلاب فى المرحلة الإبتدائية والإعدادية تساعد الموسيقى فى تشكيل شخصيتهم وتعديل سلوكهم.. ولو استطاعت معالى الوزيرة لوضع بروتوكول مع وزارة الثقافة لتخصيص بعض الأيام خلال العام الدراسى لطلاب هذه المرحلة لحضور عروض الموسيقى والباليه بدار الأوبرا المصرية.. ستكون قدمت خدمة جليلة للوطن وللأجيال الجديدة بأن تربيهم على معرفة الطريق لدار الأوبرا المصرية لحضور الحفلات ومعرفة قيمة وعظمة الفنون.. ولو استطاعت سيادتها أن تدرس أيضًا فكرة شهر سينما بالمجان لكل الطلاب بقصور الثقافة على مستوى الجمهورية سيكون عملا عظيما آخر يجذب الطلاب بمختلف المراحل لفن راق وعظيم مثل فن السينما.. الأفكار كثيرة لوضع الثقافة المصرية فى مكانها الطبيعى ولخلق أجيال جديدة يعرفون قية الثقافة والفنون ويحترموها بعيدًا عن بعض أنواع الفنون المسيطر على تفكيرهم.. أكتب هذا لأننى على قناعة أن الأطفال الذين يدرسوا الموسيقى ويحضروا حفلاتها ويشاهدون المسرح والسينما من صغرهم.. لن يخرج من بينهم فى يوم من الأيام شخص متطرف لم يجد أمامه سوى أبواب الزوايا والمساجد والكنائس البعيدة لتزرع بداخل عقله بذور التطرف.. أتمنى التوفيق للدكتورة نيفين الكيلانى وكل الشكر للدكتورة إيناس عبدالدايم.