مصطفى عمار يكتب: شكرًا السيدة “انتصار السيسى” على تكريم رجاء حسين
أغمضت الفنانة الكبيرة رجاء حسين عينيها بعد رحلة فنية كبيرة.. منحت فيها الفن سنوات عمرها متنقلة بين السينما والمسرح والدراما التليفزونية.. لتترك خلفها ميراثًا فنيًا كبيرًا.. يجعلها واحدة من رموز قوى مصر الناعمة التى لا يختلف على عطائها أحد.. وكنت سعيد الحظ أننى التقيت بالفنانة الكبيرة رجاء حسين رحمة الله عليها عقب تكريم السيدة انتصار السيسى قرينة السيد الرئيس لها بيوم المرأة المصرية مارس الماضى.. ولن تستطيع الكلمات وصف حالة السعادة والفرحة الكبيرة التى كانت تعيشها بعد هذا التكريم الكبير.. يكفى أن أقول لكم إنها كانت تتحدث والدموع تملأ عينيها من السعادة مرددة جملة فى غاية الأهمية «عمرى ما راحش هدر» وهى جملة كفيلة بأن تكشف لنا أهمية التكريم فى حياة الفنان بعد أن يصل لمرحلة عمرية معينة.. تنصرف فيها النجومية عن بابه وأعماله تصبح قليلة.. وبالتالى تنصرف عنه الصحافة ووسائل الإعلام.. ليعيش على أمل أن يتم تكريمه ليس فى المهرجانات الفنية فقط ولكن من الدولة.. متمثلة فى السيد رئيس الجمهورية أو حرم سياداته.. وهو ما يجعل من المهم التفكير فى عودة عيد الفن والثقافة والإعلام والرياضة.. ليتم تكريم ١٠ أسماء سنويًا من مختلف رموز هذه المجالات.. لنخبرهم أن سنين عمرهم لم تذهب «هدر» مثلما قالت الراحلة الكبيرة رجاء حسين.. أتمنى من جديد أن تتبنى الدكتورة إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة والدكتور أشرف صبحى وزير الرياضة والدكتور خالد عبدالغفار وزير التعليم العالى والبحث العلمى والأستاذ كرم جبر رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام.. ليجتمعوا سويًا لوضع تصور كامل عن تنفيذ هذه المبادرة تحت رعاية السيد رئيس الجمهورية.. وأعتقد أن سيادته لن يتأخر عن تكريم كبار رموزنا من جميع المجالات التى ساهمت فى إثراء الحياة المصرية بجميع فروعها الثقافية والفنية والإعلامية والعملية والرياضية.. فمن حق هؤلاء الرموز أن يعيشوا لحظات من الفخر بتاريخهم وبما قدموه للوطن.. ولن يكون هناك أفضل من تكريم الرئيس لهم فى يوم يتكرر كل عام ليكون رسالة للأجيال الحالية والقادمة بأن الدولة المصرية ورئيسها لم ينسوا جيل الرواد ورموز مصر العظيمة وما قدموه لهذا الوطن.. فتخيلوا معى لو أن الراحلة العظيمة رجاء حسين كانت قد رحلت مثل الكثير من رموزنا الفنية من دون أن يتم تكريمها.. فهل كانت ستعيش هذه اللحظات العظيمة التى عاشتها وهى تقف أمام السيدة انتصار السيسى لحظة تكريمها؟.. هل كانت ستنام تلك الليلة والسعادة والفرحة تغمر قلبها محدثة نفسها أنها لا تريد شيئًا آخر من الدنيا بعد هذا التكريم؟.. أتمنى أن يعيش كل رموزنا الكبار نفس تلك اللحظات وأن يشعروا بنفس المشاعر التى غمرت قلب رجاء حسين لحظة تكريمها.. فهناك أجيال من رموزنا الفنية والثقافية والعلمية والإعلامية منحوا حياتهم لمصر.. لم يفكروا فى جمع مال أو حتى تأمين مستقبل أبنائهم.. قدموا كل ما يملكون من طاقة وجهد لبناء هذا الوطن فى جميع المجالات.. دون أن ينتظروا وقتها كلمة شكر أو تقدير.. كانوا أن يدركون أن ما يقوموا به واجبًا وحقًا للوطن عليهم.. وبعد نهاية الرحلة أكثر شىء ينتظروه هو كلمة شكر من الدولة التى أحبوا تراب أرضها.. حزين لرحيل فنانة بقيمة رجاء حسين.. والفن المصرى خسر قامة كبيرة برحيلها.. ولكن لا أملك سوى الدعاء لها وشكر حرم سيادة رئيس الجمهورية السيدة انتصار السيسى على تكريمها للفنانة رجاء حسين.. لتمنحها سعادة وتؤكد لها أن عمرها لم يذهب «هدر» مثلما قالت الفنانة الكبيرة.