"طفرة في العلاقات العربية".. محللون يكشفون كيف ترسم قمة العلمين ملامح مستقبل المنطقة؟
تستضيف مدينة العلمين قمة عربية، تجمع قادة الأردن والإمارات والبحرين ومصر والإمارات العربية المتحدة، إلى جانب رئيس وزراء العراق. ويناقش ممثلو هذه الدول التغييرات العميقة التي تمر بها المنطقة من الناحية الدبلوماسية والسياسية والاجتماعية.
وكان أول زعيم وصل إلى مصر، هو الرئيس الإماراتي محمد بن زايد، الذي التقى بالرئيس عبد الفتاح السيسي لبحث التحديات الإقليمية والدولية التي تواجه دول الشرق الأوسط نتيجة التحولات الجديدة. كما شددوا خلال الاجتماع على أهمية الحفاظ على وحدة عربية متماسكة قادرة على الوصول إلى "حلول دائمة" للأزمات الحالية التي تمر بها الدول المختلفة.
ناقش الجانبان أيضا سبل تعزيز التعاون الثنائي، فضلا عن تعميق مختلف "الفرص الواعدة" من أجل "تعزيز الشراكة الاستراتيجية"، لا سيما في المجال الاقتصادي- حسب وكالة الأنباء الإماراتية (وام)-.
في هذا السياق، عقد زعماء البلدين قمتين. الأولى، التي عقدت في أبو ظبي في أوائل يناير، وحضرها أيضا العاهل البحريني حمد بن عيسى آل خليفة، في حين استضافت الثانية في القاهرة، وجمع بين العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي.
الصراع الروسي الأوكراني
بالإضافة إلى السعي إلى تعزيز التعاون الثنائي وبين الدول الأخرى المشاركة في القمة الجديدة، سيناقش القادة العرب التبعات الاقتصادية والاجتماعية للصراع الروسي الأوكراني، وكذلك القضية الفلسطينية. والحرص على الارتقاء بالتعاون بين الدول الخمس إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، بما يعظم من استفادة الدول الخمس من الفرص والإمكانات الكامنة في علاقات التعاون بينهم فضلًا عن كون هذه العلاقات تمثل حجر أساس للحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليمي وإعادة التوازن للمنطقة وذلك في ضوء الأهمية المحورية لمصر والبحرين والأردن والهراق والإمارات إقليميًا ودوليًا.
كما أن القمة مناسبة للتشاور والتحاور في مرحلة شديدة الدقة دوليا وإقليميا حيث أن العالم بمر بتطورات سريعة حيث أن الدول العربية تحاول الاجتماع بشكل منتظم وسليم للتعامل مع التطورات الدولية الكبيرة حيث وجود مناطق انفجار كبير في روسيا وأوكرانيا والصين وتايوان.
تغير المناخ
كما أن القمة دليل على عودة الحيوية للدور المصري بشكل غير مسبوق هذا العام والذي يتوج بقمة تغير المناخ في نوفمبر المقبل حيث أن مصر معينة بالشؤون القومية العربية ودورها الإقليمي رغم عملية البناء الضخم داخلها كما أنها لا تغفل أهمية التواصل العربي.
كما تتضمن المباحثات ملفات التعاون الاقتصادى والاستثمارى والتجارى وبحث إقامة مشروعات استثمارية تعود بالنفع على شعوب الدول والمنطقة العربية، كما تركز القمة على ملفات الأمن القومى العربى، فى ظل المتغيرات الإقليمية والدولية، فضلا عن توسيع نطاق آلية التعاون الثلاثى بين مصر والأردن والعراق، بمشاركة الإمارات والبحرين فيما يخص تعزيز التعاون العربي.
ومن المقرر أن تتناول القمة المرتقبة سبل تعزيز العلاقات المشتركة فى مختلف المجالات ومن بينها ملفات الطاقة والغذاء وتعزيز الروابط بين الدول المشاركة فى ظل التداعيات الاقتصادية العالمية.
طفرة في العلاقات العربية
وعلق جمال رائف الكاتب ومحلل سياسي، قائلا: إن مصر والإمارات علاقات مميزة ورائدة ولها خصوصية كبيرة للغاية، وهناك تشاور دائم بين القاهرة وأبو ظبي وهو ما انعكس بالإيجاب على جودة العلاقات سواء في الإطار السياسي أو الإطار الاقتصادي.
وأضاف رائف خلال حواره ببرنامج "صباح الخير يا مصر"، على القناة الأولى، اليوم الإثنين، أن مصر والإمارات شركاء استراتيجيين وجودة العلاقات بينهما تخدم المصالح الإقليمية وبخاصة المصالح العربية، حيث أن الحراك العربي الحالي يمكنه صون وحماية مقدرات الأمة العربية والحفاظ على الأمن القومي العربي.
وتابع المحلل السياسي، أن العلاقات بين البلدين متنامية ومتطورة، حيث شهدت طفرة كبيرة بعد عام 2014، حيث أن الإمارات ثاني مستثمر عربي في الداخل المصري، والتاسع على مستوى العالم، وتبادل تجاري كبير يتخطى 3.6 مليار دولار، وهناك استثمارات في مجالات مختلفة وحيوية في مصر مثل البنية التحتية.
مصر المخزون الاستراتيجي لدول الخليخ
في سياق متصل، قالت الدكتورة نشوة عقل، الأستاذ بكلية الإعلام جامعة القاهرة، إن دول العالم تواجه حاليا تحديات اقتصادية مع موجة إرهاب طالت العديد من الدول على مدار العقدين الماضيين، لذلك من الطبيعي أن يتجه العالم إلى التكتلات.
وأشارت عقل، خلال لقاء خاص ببرنامج "صباح البلد" المذاع على قناة صدى البلد، اليوم الإثنين، إلى أن مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات يشكلون تكتلا مهما في المنطقة العربية لما يمتلكونه من ثقل سياسي واستراتيجي مع دول العالم، مضيفة أن توافق الرؤى بين الدول الثلاث يساهم في تشكيل قوى عربية بمنطقة الشرق الأوسط، لافتة إلى أن مصر والإمارات لديهما تحالف استراتيجي تجاه العديد من القضايا، لعل أبرزها الأزمات الاقتصادية بعد جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية.
وأكدت أن مصر دائما تعتبر دول الخليج امتداد لأمنها القومي، بينما تعتبر دول الخليج مصر، مخزونها الاستراتيجي ونقطة ارتكاز وصمام أمان، وبالتالي فإن الاتحاد قوة بين تلك الدول لا سيما قوة اقتصادية كبيرة مثل الإمارات ومصر بثقلها الكبير في المنطقة، مضيفة أن اللقاءات الدورية بين الرئيس عبدالفتاح السيسي ونظيره الإماراتي الشيخ محمد بن زايد تعمل على تنظيم قواعد العمل العربي المشترك وإيجاد سبل لتعزيز القدرات على ما بين الدول على مستوى اقتصادي وتبادل تجاري وتوسيع الشراكات فضلا عن ملفات التنمية المستدامة.