كيف أصبحت العلاقات بين مصر والإمارات نموذجا يحتذى به؟
استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، ظهر أمس، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، بمطار العلمين.
كما عقدت اليوم قمة عربية هامة في مدينة العلمين بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، وقادة 4 دول، هما الإمارات، العراق، البحرين، الأردن.
تاريخ العلاقات المصرية الإماراتية
ويعود تاريخ العلاقات المصرية الإماراتية إلى ما قبل عام 1971 الذي شهد التئام شمل الإمارات السبع في دولة واحدة هي دولة الإمارات العربية المتحدة، تحت قيادة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ودعمت مصر إنشاءها، كما وتُعد مصر من بين أولى الدول التي اعترفت بالاتحاد الجديد فور إعلانه، ودعمته دوليًا إقليميًا كركيزة للأمن والاستقرار وإضافة قوة جديدة للعرب.
وتشكل الجوانب الاقتصادية أحد الأعمدة القوية للعلاقات المصرية الإماراتية، وقد ساهمت الإرادة السياسية القوية لدى قيادتي البلدين في الارتقاء بالعلاقات الاقتصادية حتى أصبحت نموذجًا في العلاقات العربية والإقليمية.
وقدمت الإمارات 4 مليارات دولار لدعم الاقتصاد المصري عقب ثورة 30 يونيو، كما يعد السوق الإماراتي الوجهة الأولى للصادرات المصرية ويستقبل سنويًا نحو 11% من إجمالي صادرات مصر للعالم، في حين تساهم الإمارات في السوق المصرية بمشروعات تزيد استثماراتها على 15 مليار دولار، بالإضافة إلى تأسيس منصة استثمارية بـ20 مليار دولار، حسب بيانات رسمية للحكومة المصرية.
و تعد الإمارات الشريك التجاري الثاني عربيًا والتاسع عالميًا لمصر، حيث بلغ حجم التبادل التجاري غير البترولي بين البلدين خلال عام 2019 نحو 6 مليارات دولار، بنسبة نمو بلغت 9.6% مقارنة بعام 2018، وتعد مصر سادس أكبر شريك تجاري عربي للإمارات، وفق بيانات الحكومة المصرية، التي أكدت على أن عدد الشركات الإماراتية في مصر يزيد على 1165 شركة، تعمل في مختلف المجالات الاقتصادية.
بعد ثورة 30 يونيو 2013، وقفت الإمارات بكل ما تملك من دعم سياسي واقتصادي بجانب الإرادة المصرية، وهذا الدعم مثل امتدادًا للعلاقة التاريخية الخاصة التي تجمع شعبين البلدين، والتي أرساها، المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ودعمها بقوة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله.
من يقرأ تفاصيل العلاقات المصرية الإماراتية يتأكد له التطابق شبه الكامل في وجهة نظر الدولتين تجاه القضايا الإقليمية والدولية؛ حيث تتفق القاهرة وأبوظبي على ضرورة احترام القانون الدولي، ومكافحة الفكر المتطرف والتنظيمات الإرهابية، وإرساء قيم التعايش المشترك وقبول الآخر، وحل الخلافات بين الدول بالطرق السياسية والسلمية وطاولة الحوار، وليس بالبندقية والرصاص، وهو ما أثمر أن تحول محور «القاهرة ـ أبوظبي» إلى رافعة سياسية لدعم الأمن والاستقرار في المنطقة العربية والشرق أوسطية. والبلدان لديهما إيمان كامل بأن «الاستثمار في الاستقرار» هو أفضل طريق لبناء المستقبل في الإقليم العربي، ولهذا تعمل مصر والإمارات بشكل دائم من أجل تعزيز العمل العربي المشترك، وتوحيد الصوت العربي في مواجهة كافة التحديات والتدخلات الخارجية، وأثمر هذا التعاون المصري الإماراتي عن دعم وتقوية «الدولة الوطنية العربية» في مواجهة التنظيمات والمليشيات الإرهابية والظلامية.
كما ساهم التوافق في الرؤى بين الإمارات ومصر تجاه مختلف القضايا والتحديات الإقليمية والدولية، في تعميق وترسيخ العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، التي أصبحت رصيدًا لكل الأمة العربية، من أجل التصدي لكل ما يحاك ضد الأمن القومي العربي، وهو ما تعكسه تصريحات ومواقف البلدين، حيث تؤكد القيادة المصرية، والرئيس عبدالفتاح السيسي، دائمًا أن أمن مصر القومي مرتبط بأمن منطقة الخليج العربي عامة، وبدولة الإمارات خاصة.
وإدراكًا لخطورة ما يمر به الإقليم العربي من تعقيدات وتشابكات شهدت الفترة منذ عام 2014 وحتى اليوم، تعاونًا غير مسبوق في المجال العسكري بين مصر والإمارات، حيث شاركت قوات البلدين البحرية والجوية والبرية في سلسلة من التدريبات العسكرية المشتركة كان أبرزها فعاليات التمرين العسكري المشترك زايد 3 في مايو الماضي، ومشاركة القوات الإماراتية في فعاليات التدريب المشترك سيف العرب في 22 نوفمبر الماضي، كما نفذت القوات المسلحة الإماراتية والمصرية التدريب العسكري المشترك صقور الليل في نوفمبر 2019.
وفي 25 يوليو 2018 انطلقت فعاليات التدريب البحري المشترك استجابة النسر 2018، وقبلها في أبريل من العام ذاته جرت فعاليات التدريب البحري المصري الإماراتي المشترك خليفة 3 وغيرها الكثير والكثير من التدريبات والمناورات المشتركة بين البلدين، حسب ما أفادت به الهيئة المصرية العامة للاستعلامات.