"أفول الغرب".. صورة لكتاب مع شيخ الأزهر تثير جدلا على السوشيال ميديا (تقرير)
جدل كبيير عى مواقع التواصل الاجتماعي الساعات الأخيرة منذ أن التقطت صورة للإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر أثناء عودته على طائرة من ألمانيا بعد رحلة علاج مع كتاب" أفول الغرب" للكتاب المغربي حسن أوريد.
وكتاب "أفول الغرب" للكتاب حسن أوريد صدر عن المركز الثقافي العربي (الدار البيضاء، بيروت) عبارة عن في 207 صفحة، يتضمن كتاب حسن أوريد تأملات نقدية عن واقع الأزمة التي يعيشها الغرب خلال الوقت الراهن، كما يرى أن الغرب لن يقود العالم، وأنه لن تكون له السيادة المطلقة، لكن هذا التحول ليس بالضرورة جيدا بالنسبة للعرب فهو يطرح سيناريوهات خطيرة على عالَمهم الذي قد يعرف تحولات عميقة غير مسبوقة تبدت أعراضها في دول فاشلة أو عاجزة أو حروب أهلية من شأنها أن تستفحل وتتوسع. وفي توقع أعم "من شأن الدول المرتبطة بالغرب تاريخيا وثقافيا ووجدانيا أن تكون ساحة لاضطرابات عنيفة يمكن أن تمتد لعقود".
وهاجم الدكتور خالد منتصر، شيخ الأزهر عبر حسابه على تويتر قائلا": "أولًا ألف حمد الله على سلامة شيخ الأزهر بعد عودته من رحلة علاج أو فحوصات في فرنسا، لكن عندي سؤال بسيط وبكل احترام، الكتاب الذي يقرأه فضيلة الإمام في الطائرة الأمريكية عنوانه (أفول الغرب)، اللي هو الغرب الكافر اللي لو أفل وغابت شمس حضارته مش حنلاقي قرص دوا ولا كمان طيارة نرجع فيها".
الكاتب الصحفي أحمد الصاوي، رئيس تحرير جريدة صوت الأزهر رد على صفحته يقول:أكان لا بد أن يقرأ فضيلة شيخ الأزهر الإمام الطيب عن فول الغرب، فيثير بذلك حفيظة أدعياء العلم والتنوير الذين لم يقرأوا فى الصورة غير أنفسهم وعقولهم الغارقة فى السطحية والشكلانية، وتصوراتهم عن الخناقة التى فى عقولهم والتى يستخدمون فيها كل ما يليق وما لا يليق على طريقة الشخصية السينمائية خالتى فرنسا.
وأضاف الصاوي: الحقيقة أن اهتمام فضيلة الإمام بالقراءة فى هذا الموضوع يتواكب مع اهتمام كبير لمفكرين وكتاب ومراكز أبحاث غربية كبرى، اهتمت طوال العقد الأخير على الأقل وبكثافة بصك هذا المصطلح وترويجه رسميًا، حتى بات من لا يقرأ تصورات المفكرين والباحثين والفلاسفة عن الأفول أو التراجع الغربى حضاريًا هو الرجعى الذى يعيش فى غيبوبته الفكرية، ومن يقرأ ويتعمق فى هذا الشأن هو التقدمى المواكب للعالم وما ينتجه من أفكار"
وأضاف: ولا أعرف إن كان هؤلاء أدعياء العلم والتنوير سبق لهم قراءة كتاب أفول الغرب للمفكر المغربى حسن أوريد واطلعوا على ما يتضمنه من تأملات نقدية في الواقع الغربى والعربى على السواء، ربما لو أنفقوا قدرًا قليلًا من الوقت قبل قذف بوستاتهم» الانطباعية الساذجة التى لا تليق بمن يدعى الانحياز للعلم والتنوير، وأقل قواعد العلم والتنوير أن نقرأ أولًا. لو فعل هؤلاء ما أقول ربما فتح لهم كتاب حسن أوريد الباب لفهم الاهتمام الغربى وليس العربى بهذه النبوءة حتى أن أوريد لم يكن أول ولن يكون آخر المفكرين الذين تعرضوا لذلك وبنفس العنوان
ويتابع: "يكفى أن أقول لك أن «أفول الغرب»، أو Westlessness كان عنوانًا رئيسيًا فى مؤتمر ميونخ للأمن فى 2020، ومحورًا رئيسيًا فى التقارير البحثية لمؤسسات حلف شمال الأطلسى وسط تساؤلات حقيقية وجادة عن مستقبل الغرب بجناحية الأوروبى والأمريكى، كما سبق الفيلسوف الألمانى أوسوالد شبانغلر، المغربى حسن أوريد ومؤتمر ميونخ كذلك فى التعبير عن هذه الرؤية في كتابه الذى يحمل ذات العنوان decline of the west برؤية جديدة لفلسفة التاريخ، منتقدًا الغرور الأوروبي والاعتقاد السائد على أن الحضارة الغربية هي الوريث الوحيد لعصر النهضة، منتهيًا إلى أن كل حضارة في نظره تنقسم تاريخيًا لـ4 فصول كفصول السنة، ربيع صيف خريف وشتا، وأن الغرب أصبح في مرحلة الأفول الذي يسبق الانهيار.
ويشير إلى أنه طبقًا لتحليل عالم الاجتماع دانييل بيل في كتابه التناقضات الثقافية للرأسمالية فإن المشكلة مع المجتمع الغربي تكمن في أن نجاحه الاقتصادي يدفع إلى تدمير القيم الجوهرية التي قام عليها، وهو ما يعد نبوءة مبكرة بالأفول الغربى.
ويلفت رئيس تحرير جريدة الأزهر إلى أنه ربما كانت معظم هذه المساهمات تتحدث عن أفول الغرب الأوروبى تحديدًا، لكن تظهر وبقوة تنظيرات فلاسفة غربيين أمريكيين وكنديين تتحدث عن أفول الغرب الأمريكى تحديدًا على رأسهم الفيلسوف الأمريكى نعوم تشوميسكى، والكندى إريك والبيرغ الذى يُلح فى كتاباته على أننا نحتاج إلى الاستعداد لعالم ما بعد أمريكا، ويقول:أمريكا ما زالت في حالة أفول، ولا توجد إمبراطورية تترك المشهد من تلقاء نفسها أو بسرعة. أعتقد أن الولايات المتحدة تذهب إلى الأفول بشكل أسرع الآن. لأن بعض القوى ثارت على تجاوزاتها المروعة للتكنولوجيا وتدمير العالم والبيئة.
ويكمل الصاوي: هذه إذن قضية حضارية وفلسفية وفكرية وسياسية مهمة وعلى قدر بالغ من الخطورة، وتشغل عقول العالم كله ومراكز أبحاثه وتفكيره، والمختلف أن مساهمة المفكر المغربي حسن أوريد فيها وضعت العالم العربى فى صورة هذا الأفول من حيث تداعيات الانسحاب الغربى على مستقبل العالم العربي، فى ظل بناء النخب السياسية والاقتصادية والثقافية مشروعاتها على التبعية الغربية دون تبنى خيارات مستقلة متماسكة قادرة على أن تفرض نفسها وسط حالة التخبط والفراغ الذى يحدثها وسيحدثها الأفول الغربى، أو تستمر أزمات العالم العربى مجرد انعكاس لما يجرى فى الغرب، أو صدى لمشاكل الغرب
ويختتم احمد الصاوي رئيس تحرير جريدة الأزهر:لم يقرأ شيخ الأزهر إذن فى قضية هامشية، ولا كتاب صراعى يتحدث عن الغرب الكافر والشرق المؤمن، وإنما فى دورة حياة الحضارات وأثرها على العرب، مع العلم أن أفول الغرب لا يعنى أننا سنفقد الطائرة التى نعود بها من سفراتنا ولا قرص الدواء، فمن حصلوا القدر اليسير من التعليم يعلمون أن أفول الحضارات لا يقضى على منجزاتها، فقد أفلت الحضارة اليونانية وبقى منجزها الفلسفى، وأفلت الحضارة العربية الإسلامية وبقى منجزها الذى تأسست عليه علوم الرياضيات والطب والفلك والاجتماع، وحتى فكرة الطيران وكل ما بنت عليه الحضارة الغربية اللاحقة منجزاتها".