تعليق قوى من عزام الأحمد حول التحقيق الألماني ضد أبو مازن
أكد عضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والمركزية لحركة فتح عزام الأحمد، أن فتح الشرطة الألمانية تحقيقًا ضد الرئيس محمود عباس يعد خروجًا عن العرف الدبلوماسي والعلاقات الثنائية بين الدول.
يأتي ذلك تعليقًا على ما نقلته صحيفة ”بيلد“ الألمانية، والمتعلق بفتح الشرطة الألمانية تحقيقًا أوليًا ضد الرئيس الفلسطيني، بعد تصريحاته حول الهولوكوست، خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع المستشار الألماني أولاف شولتس، يوم الثلاثاء الماضي.
وقال الأحمد في تصريحات صحفية، إن ”كل دولة لها سيادة وحق أن يقول رئيسها وقادتها ما يريدون حول وجهة نظرهم فيما يتعلق بقضاياهم“، متابعًا: ”القيادة الفلسطينية تنظر باستغراب شديد لمثل هذه الخطوة“.
وأضاف: ”ليس على الفلسطينيين أن يدفعوا الثمن بسبب السياسات الألمانية الخاطئة، كما أن دولة عريقة وقوية كألمانيا لا تتجرأ حتى الآن على الاعتراف بدولة فلسطين بالرغم من إيمانها بحل الدولتين“، مستكملًا: ”هذا دليل على أنه لا يوجد هناك استقلال في القرار لديهم“.
وبين الأحمد أن ”الشرطة الألمانية لا تمتلك الحق القانوني بالتعليق أو التحقيق على تصريحات رئيس دولة في مؤتمر صحفي مشترك مع المستشار الألماني“، مكملًا: ”موقفنا ثابت ونؤكد أن هناك جرائم ترتكب يوميًا من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي ومن حقنا أن ننقل ذلك للرأي العام العالمي“.
وأشار إلى أن ”ما جرى هو تحريف لتصريحات عباس، بالرغم من أنه أوضح بشكل لا لبس فيه الموقف الفلسطيني من الهولوكوست“، مستدركًا: ”لكن ذلك لن يمنعنا من الحديث عما ترتكبه إسرائيل من جرائم بحق الفلسطينيين“.
وفي سياق ذي صلة، قال حسين الشيخ، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، إنه ”على الرغم من البيان التوضيحي الذي صدر في أعقاب المؤتمر الصحفي في المستشارية الألمانية، تصر بعض الجهات على استمرار حملة التحريض ضد الرئيس الفلسطيني“.
وأضاف في تغريدة عبر حسابه على ”تويتر“، أن ”هذه الجهات تصر على محاولة قلب الحقائق وتزويرها وتحريفها، وفي ظل تأكيدنا على إدانة الهولوكوست وعدم إنكاره، نؤكد أن شعبنا تعرض ويتعرض لجرائم الاحتلال“.
وفتحت الشرطة في برلين، وفق ما نقلت القناة 12 العبرية، عن صحيفة ”بيلد“ الألمانية، تحقيقًا أوليًا ضد الرئيس الفلسطيني، وذلك بتهمة ”التحريض على الكراهية“، على إثر شكوى جنائية رسمية قدمها مايك ديلبيرج حفيد أحد الناجين من المحرقة.
وبحسب الصحيفة الألمانية، فإن ”هذا التحقيق أولي ولا يلزم الشرطة الألمانية بإجراء تحقيق كامل حول هذا الملف“، متابعةً: ”أي شخص ينكر الهولوكوست في ألمانيا أو يقلل من قيمتها يجب أن يعاقب عليها“.
الجدير ذكره أن الرئيس الفلسطيني، اتهم الثلاثاء الماضي، إسرائيل بارتكاب ”50 محرقة“، وذلك ردًا على سؤال بشأن الذكرى الخمسين المقبلة لهجوم مسلحين فلسطينيين على الفريق الإسرائيلي في أولمبياد ميونيخ.
وبعد أن أثارت تصريحاته ضجة واسعة، أكد عباس، أنه لم يقصد في تصريحاته الأخيرة بألمانيا إنكار خصوصية المحرقة ”الهولوكوست“، وذلك وفق ما أوردت وكالة الأنباء الفلسطينية ”وفا“.
وأضاف عباس، في حينه: ”نعيد التأكيد على أن الهولوكوست أبشع الجرائم التي حدثت في تاريخ البشرية الحديث، ولم يكن المقصود إنكار خصوصية الهولوكوست، التي ارتكبت في القرن الماضي، فهو مدان بأشد العبارات“.
واستدرك بالقول: ”كان المقصود بالجرائم، هي المجازر التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني منذ النكبة على أيدي القوات الإسرائيلية، وهي جرائم لم تتوقف حتى يومنا هذا“.