تعرف عليه
وصايا قدماء المصريين للوزير قبل أن يتولى مهامه.. "نص هيروغليفي عمره 3500 عام"
فى عصر الملك المحارب الفذ "جحوت مس" الثالث الشهير بتحتمس3 إبان الأسرة الثامنة عشرة (حوالى ١٤٧٠ ق. م) كان على أرض مصر وزير ذو ألقاب عديدة وذو أهمية سياسية كبيرة، وهو "رخ مي رع" وقد نطلق عليه "رخميرع"، وله مقبرة عظيمة في البر الغربي في الأقصر.
الوزير الأسطورة
وعلق بسام الشماع المؤرخ المعروف في تصريحات خاصة للفجر،قائلًا، إنه على جدار في مقبرة هذا الوزير بالبر الغربي بالأقصر تم نقش نص مصري قديم يوثق فيه الوزير التعاليم التي تلقاها من الملك آنذاك.
ومن الواضح أن الملك كان قد عينه في إضافية، وهي وظيفة المشرف والمسؤول الأول عن قاعة المقابلات الرسمية، من واقع النص نفسه، يقول الملك للوزير عن القاعة إنها: “فتلك هى دعامة البلاد بأسرها” وقد كانت أوامر وتوجيهات الملك لوزير مزيج من الشرح والنصح والأوامر والتعريف.
وقال الشماع، نلاحظ أن الملك يركز على مبدأ إقامة العدل ونشر العدالة وتوجيه وزيره إلى ممارسة العدل بين الناس دون تفرقة ولا محاباة، وفي مصر القديمة كان التوجيه الديني ينحاز لفكرة ومبدأ الـ "ماعت"، وهى فكرة العدالة والخير، وعندما نراجع مطالبات الفلاح والتاجر المصري القديم "خو إن انبو" (المسمى الآن بالفلاح الفصيح) لما أصابه الظلم والقهر فانطلق يطالب بحقوقه فى شجاعة وبسالة شاكيًا من ظلمة وصارخًا فى وجه من طالبه ألا يصيح قائلا: "...واعجباه، أتضربني، وتسرق ممتلكاتي وتريد أيضا أن تخرس الشكوى في فمي... ".
الوزير رخميرع
وتابع الشماع، تضمنت تعاليم الملك لهذا الوزير تذكيره بطريقة ذكية جدًا يمتزج فيها التعريف بالتهديد المغلف بالنصيحة بأن وظيفة الوزير ليست وظيفة الرفاهية والتمتع بمنصبها ولكن:"..أن شغل منصب وزير ليس بالأمر الهين أو المحبب، بل ينطوي الأمر أحيانا على مرارة كمرارة العلقم" وياله من تشبيه قوى وصادم.
صفات الوزير
ويعدد الملك الصفات التي يجب أن يتحلى بها الوزير: "لا يخفض وجهه أمام كبار الموظفين والقضاة ولا يقبل أن يكون كائنًا من كان من عملائه.."، ومن مهام الوزير التى وردت على لسان الملك فى النص القديم، "أنت سوف تسهر على أن تكون جميع الإجراءات وفقًا للقانون، ووفقًا للحقوق، ويشير هنا إلى أصحاب الشكاوى، مع كفالة العدالة لكل انسان"، واستحضر الملك من حكمة وردت في الماضي بـ "منف" مذكرا وزيره بأن: "الملك وقور، وزيره إذًا يراعي القوانين..".
تعاليم الملك
وقال الشماع، من تعاليم الملك أيضًا أن الوزير لا يحابي أحد على حساب أحد لان هذا أمر يكرهه المعبود، وأن يراعي كل الناس على حد سواء فلا يحابي قريب على غريب، ولا يرد شكوى لشاكٍ حتى يقول كل شئ حتى لو كان يكرره، ويجب عليه شرح لماذا يصرفه، وأيضا يجب أن لا يغضب على أحد دون سبب، ويجب أن يتصف بالرهبة، و"الوزير هو من يحكم بالعدل فى حضرة الشعب كله " ويبدو أن وضع القوانين، وإرساء العدالة فى مصر وتنفيذها، أمر له جذور ضاربة في عمق التاريخ.