"طابية النحاسين" مصانع السلاح التي أنشأها محمد علي.. أهملها المصريون ورممها الفرنسيون
لم يغيرها الزمن، سوى بعض عوامل التعرية، التي لم تستطع أن تصمد أمامها، معلنة صلابة القوة العسكرية المصرية، منذ القدم، إنها طابية النحاسين، والتي أنشأها محمد علي باشا، لتكون مصنعا للسلاح والذخيرة، لخدمة توسعاته وطموحاته في إقامة الإمبراطورية المصرية.
طابية النحاسين
طابية النحاسين أو قبور اليهود، والتي تستعد وزارة السياحة والآثار لتنفيذ مشروع ترميم وإعادة تأهيل لها، والموجودة في منطقة حدائق الشلالات، حيث تخضع الطابية لمشروع ترميم شامل، سيكون إضافة إلى أعمال ترميم وتطوير بسيطة سابقة نفذتها بعثة فرنسية برئاسة الدكتورة مارى دومينيك نينا، مدير المركز الفرنسى للدراسات السكندرية.
إنشاء الطابية
أنشئت الطابية في عصر محمد على باشا لصنع الأوانى والأدوات والأسلحة النحاسية التي كانت تستخدم في الحروب وصد الغزاة عن الإسكندرية من الناحية البحرية، ويتجاوز عمرها 170 عاما، ومسجلة في عداد الآثار الإسلامية والقبطية بالقرار الوزارى رقم 277 لسنة 2010 وصدر لها قرار بالحرم رقم 337 لسنة 1995، الآثار تحركت لإنقاذ الطابية لما تمثله من أهمية تاريخية كبيرة كونها تجسد حقبا تاريخية مهمة في تاريخ مصر.
يقول الدكتور حسام عبدالباسط، مدير عام الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية في الإسكندرية والساحل الشمالى، إن الطابية ستخضع لمشروع ترميم وإعادة تأهيل للموقع بالكامل من خلال بعثة فرنسية لتشمل الأعمال المخزن المتحفى وإنشاء سور حماية خارجى، وتنفيذ أعمال ترميم للبرج الغربى عن طريق قطاع المشروعات بالمجلس الأعلى، وتم رصد ميزانية مالية واعتماد مخصص لهذا المشروع الذي يشمل الموقع بالكامل، والذى يضم الطابية والبرج الغربى، وسيتم البدء في التنفيذ بداية العام المالى الجديد.
تنفيذ مشروع التطوير
وأوضح عبدالباسط، في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أنه يتم حاليا تنفيذ مشروع تطوير وحفائر للبرج الغربى من خلال إدارة الحفائر بقطاع الآثار، واستكمال باقى التفاصيل المعمارية للبرح ودراسة خطة للتطوير وإعادة فتح البرج العربى للجمهور عقب انتهاء الترميم، وذلك للاستفادة ماليا من الموقع.
وأشار إلى أن طابية مقبرة اليهود الصغرى هي بمثابة تحصين عسكرى يعتبر جزءا من قاعدة عسكرية أكبر حجما تعرف باسم طابية كليوباترا، وتقع على حدود الخندق المحيط بسور مدينة الإسكندرية، في نطاق شارع ألمانيا أو شارع السلطان حسين كامل حاليًا، وتشغل حواصل الطابية مخازن متحفية محفوظا بها نتائج حفائر البعثات العلمية الأجنبية العاملة في نطاق محافظة الإسكندرية ومؤمنة بشكل كامل وموضوع عليها حراسة من شرطة السياحة والآثار.
يقول أحمد عبدالفتاح، عضو اللجنة الدائمة للآثار السابق، في تصريحات لـ "الفجر"، إن طابية النحاسين كان يستخدمها محمد على باشا في صنع الأوانى وأدوات الحرب النحاسية، ومن ثم أطلق عليها طابية النحاسين، وكانت تسمى أيضًا بطابية قبور اليهود، حيث عهد محمد على إلى المهندس الفرنسى جاليس بك لترميم الحصون القديمة وبناء حصون جديدة إلى أن بلغت في عهده 25 طابية، مشيرا إلى أنها بنيت لتكون طابية حربية تستخدم في صناعة الأوانى النحاسية الخاصة بالجيش.
تزويدها بالمدافع
كما حرص الحكام على تزويدها بالمدافع، لتكون حصنا دفاعيا للمدينة، حيث استورد الخديو إسماعيل 200 مدفع ووزعها على الطوابى بطول الساحل السكندرى حتى ساحل بورسعيد، حيث تقع في منطقة الشلالات وتطل على شارع صلاح مصطفى السلطان حسين سابقا، والحد البحرى لها هو سور مركز شباب الشلالات والحد القبلى في شارع السلطان حسين سابقا والحد الشرقى 20 مترا من حدود الأثر والحد الغربى أخذ 5 أمتار من حديقة مركز شباب الشلالات.
وعن تكوين وطبيعة الطابية التاريخية والإنشائية، قال إنها تتكون من طابقين، وهى عبارة عن بناء منتظم الشكل مستخدم فيه الأحجار الدستورية في مداميك منتظمة ويوجد بالطابية خمس حواصل علوية وخمس حواصل سفلية، ويتقدم مداخل الحواصل خندق صغير، كما يوجد خندق جنوبى في الجهة الجنوبية من الطابية والمطل على شارع السلطان حسين.