كاميرات فارغة وجاني مجهول.. كيف حلت مباحث الجيزة لغز مقتل موظف فيصل؟
دقائق معدودة من وصول رجال البحث الجنائي بالجيزة، إلى مكان جريمة قتل موظف مسؤول بإحدى الجهات، وبدأت القوات مهامها بتوجيهات اللواء عبد العزيز سليم مدير مباحث الجيزة، ليتولى كل فريق مهمة محددة، وكان أهمهم مكلف بتفريغ كاميرات المراقبة بمحيط العقار الذي شهد الجريمة.
أمام رجال المباحث رجح شهود العيان وجيران المجني عليه وأقاربه أن الانتقام الدافع وراء الجريمة، لوجود خصومة بينه وآخرين لطبيعة عمله، فيما رجح آخرين إلى أن السرقة السبب في قتله.
كاميرات المراقبة غيرت مسار القضية
مفاجأة من العيار الثقيل حملتها كاميرات المراقبة المركبة بمحيط العقار سكن الضحية، لتشير أصابع الشك حول الزوجة بعدما تبين كذب روايتها وعدم دخول أشخاص في وقت متزامن لوقت الجريمة ليخبر مديره بما توصل إليه.. " يا فندم محدش غريب دخل أو خرج من العمارة"، ليطلب منه استكمال فحص الكاميرات.
اتفاق الزوجة مع العشيق
ليغير قائد فريق البحث الجنائي المكلف بفك طلاسم الجريمة خطته.. " السرقة أو الانتقام مش الدافع لقتل الضحية"، مؤكدا أن الجاني ليس غريبا، ومع مرور الوقت اكتملت الصورة أمام فريق البحث، وتبين أن زوجة المجني عليه العقل المدبر بارتكابها، وأنها يربطها علاقة غير شرعية مع آخر خططا لقتله للتخلص منه وعلى إثر ذلك أعدا سيناريو هجوم الملثمين ليبدو أن الأمر جنائي ( سرقة أو انتقام) وإبعاد الشبهة الجنائية عنها، فضلا عن عدم التوصل إلى الجاني.
48 ساعة لفك طلاسم الجريمة
48 ساعة فقط احتاجها فريق البحث الجنائي المُشكل برئاسة قطاع الأمن العام تنسيقا مع إدارة البحث الجنائي بالجيزة برئاسة اللواء علاء فتحي واللواء أحمد خلف نائبي مدير مباحث الجيزة، لفك طلاسم الجريمة والقبض على الجناة ليعترفوا بجريمتهم.
ملثمان يقتلان موظف بإحدى الجهات
في ساعة متأخرة من مساء أول أمس الثلاثاء، تنامى إلى مسامع سكان شارع العشرين، صراخ سيدة من أحد العقارات، ليسرعوا إلى مصدر الصوت وهناك اكتشفوا سيدة تصرخ.. "ملثمين دخلوا قتلوا جوزي"، وبالدلوف إلى الداخل وجدوه غارقا في دمائه، يصارع الموت لكنه لفظ أنفاسه الأخيرة متأثرا بجراحه، ليبلغوا إدارة شرطة النجدة التي بدورها أخطرت العميد حسام السيسي مأمور قسم بولاق الدكرور.
انتقال قوة أمنية
سرعان ما انتقلت قوة أمنية إلى مكان البلاغ ترأسها العميد علي عبد الرحمن رئيس قطاع الغرب، والعقيد محمد الصغير مفتش مباحث فرقة الغرب، لسماع أقوال الزوجة وجيران الضحية وحارس العقار، فضلا عن فحص كاميرات المراقبة المركبة بمحيط العقار سكنه.
رواية كاذبة وحضور مدير الأمن
في الوقت الذي كانت تستمع القوة الأمنية إلى أقوال الزوجة، وصل اللواء هشام أبو النصر مساعد أول وزير الداخلية لقطاع أمن الجيزة إلى مكان لمتابعة سير التحقيقات، لتقرر السيدة أن زوجها كان عائد إلى الشقة لقضاء إجازته "يعمل خارج المحافظة"، وفي المساء حملت كيس القمامة لتضعه أمام باب الشقة من الخارج تمهيدا لحصول جامع القمامة عليه في الصباح، لكنها تفاجأت بملثمين اثنين دفعها أحدهما إلى الداخل.. " زقوني جوا الشقة وقتلوا جوزي"، ولدى سؤالها عن سبب عدم صراخها للاستغاثة بجيرانها.. " من الصدمة مقدرتش أصوت وخوفت يموتوني مع جوزي".
تحريات أجهزة الأمن بالجيزة
جهود وتحريات فريق البحث الجنائي المُشكل برئاسة اللواء أحمد الوتيدي مدير المباحث الجنائية بالجيزة، والمقدم عمرو البطران وكيل الفرقة، توصلت إلى أن الزوجة العقل المدبر للجريمة بالاشتراك مع أحد الملثمين لوجود علاقة غير شرعية بينهما، واختلاقها الرواية التي جاءت على لسانها في بادئ الأمر لتضليل الشرطة.
القبض على المتهمين
عقب تقنين الإجراءات القانونية واستصدار إذن من النيابة العامة، تمكنت مأمورية برئاسة المقدم محمد سعيد رئيس مباحث قسم بولاق الدكرور ومعاونه الرائد أيمن سكوري من ضبط المتهمين وأداة الجريمة، وتحرر المحضر اللازم بالواقعة، والعرض على النيابة العامة لتولى التحقيق.