مجموعة المرتزقة غير موجودة رسميًا ولكنها تلعب دورًا عامًا وتقوم بالتجنيد بشكل علني في روسيا
فاغنر.. من نشأة غامضة لحملات إعلانية في المدن الروسية
تداول نشطاء روس اليوم، صور لانتشار حملة دعائية لمجموعة "فاغنر" العسكرية في معظم أنحاء البلاد، وتدعوا إعلانات الحملة المواطنيين للتواصل من أجل التطوع للقتال في صفوف القوات الروسية الداعمة للإنفصاليين شرق أوكرانيا.
وتسلط ثلاث لوحات إعلانية، الضوء على ما كان تذات يوم واحدة من أكثر المنظمات الروسية غموضًا، وهي شركة الخدمات العسكرية الخاصة" فاغنر".
وتعد الحملة الإعلانية بمثابة شهادة على التحول الذي شهدته المجموعة منذ أن شنت موسكو غزوها قبل أكثر من خمسة أشهر، من منظمة مرتزقة سرية يكتنفها الغموض إلى امتداد علني متزايد للتواجد العسكري الروسي في أوكرانيا.
منظمة نشأت في ظروف غامضة
تأسست فاغنر في عام 2014 لدعم الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا، فيما تزم الولايات المتحدة أن المشروع يموله "يفغيني بريغوزين"، وهو رجل أعمال قوي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بـ"فلاديمير بوتين" حتي بعد تصريحات لـ"بريغوزين" والتى نفي فيها علاقته بفاغنر.
ولعبت المجموعة منذ ذلك الحين دورًا بارزًا في القتال إلى جانب الجيش الروسي لدعم "بشار الأسد" في سوريا، وتم رصدها في العديد من الدول الأفريقية، وهي الأماكن التي تمتلك فيها روسيا مصالح استراتيجية واقتصادية، واتُهمت مراراً وتكراراً بارتكاب جرائم حرب وانتهاكات لحقوق الإنسان.
وعلى الرغم من انتشارها العالمي، فإن الكثير من الأعمال الداخلية للمجموعة ظلت سرا للعالم الخارجي.
رغم الحظر الرسمي.. فاغنر تظهر للعلن كشركة عسكرية خاصة
رسميًا لا وجود لفاغنر ، ولا يوجد تسجيل للشركة أو إقرارات ضريبية أو مخطط تنظيمي، وقد نفت القيادة العليا في روسيا وعلى رأسها "بوتين"، مرارًا وتكرارًا أي صلة بين فاغنر والدولة.
وبحسب القانون تعد الشركات العسكرية الخاصة محظورة رسميًا في روسيا، وبينما شرعت فاغنر تدريجياً في حملة علاقات عامة، مع شركات مرتبطة ببريغوجين، تمول أفلاماً دعائية تمجد أعمال "المدربين العسكريين" في أفريقيا، إلا أن أي ذكر للمجموعة ظل من المحرمات إلى حد كبير في المجال العام، حيث تعرض الصحفيون الذين سلطوا الضوء والتساؤلات بشأن المنظمة وعلى رأسهم "دينيس كوروتكوف" الصحفي السابق في وكالة "غازيتا" للتضييق الأمني.
وفي نهاية مارس ، زعمت المخابرات البريطانية أن حوالي 1000 من مرتزقة فاغنر ذهبوا إلى أوكرانيا، حيث يبدو دور الجماعة في الحرب قد نما بشكل ملحوظ منذ ذلك الحين بعد أن أعادت موسكو تركيز جهودها على الشرق بعد فشلها في الاستيلاء على العاصمة كييف.
كيف حسمت المنظمة السرية معارك بجبهات أوكرانيا لصالح روسيا
ويُعتقد أن فاغنر لعبت دورًا رئيسيًا في الاستيلاء على بوباسنا في مايو وليسيتشانسك في يونيو، وهما مدينتان ذات أهمية استراتيجية قامت روسيا وقواتها بتسويتهم بالأرض أثناء استيلائهم على منطقة لوهانسك الشرقية، وقالت المخابرات البريطانية يوم الأربعاء إن مجموعة فاغنر لعبت دورا في الاستيلاء على محطة فوهلهيرسك العملاقة لتوليد الكهرباء في شرق أوكرانيا.
فيما رصد نشطاء روس، مقطع فيديو متداول في مايو الماضي يحمل اعترافًا ضمنياً من الدولة بالمنظمة، بعد تلميح أحد المراسلين لبث حي لعرض عسكري ، بأن الجبش الروسي لديه أوركسترا خاصه به في أوكرانيا.
وأشارت المخابرات البريطانية أيضًا إلى أن بريجوزين، الذي تم تصويره في شرق أوكرانيا في أبريل، قد أصبح مؤخرًا بطلاً للاتحاد الروسي تقديراً لدور المجموعة في الغزو.
وفي الأسبوع الماضي، تلقت فاغنر أكبر تقدير لها حتى الآن عندما نشرت صحيفة " كومسومولسكايا برافدا"، الأكثر قراءة في البلاد، قصة عن اقتحام المجموعة لمصنع فوهلهيرسك على صفحتها الأولى.
وتفاخرت فاغنر علنًا بمشاركتها في الحرب برسالة على موقعها الإلكتروني تقول: "لقد حرروا بوباسنا بالفعل، انضموا إلينا لتحرير دونباس بأكملها! انطلق في حملتك القتالية الأولى"
معاناة الجيش النظامي القتالية أظهرت أهمية فاغنر
ويقول محللون عسكريون إن اعتماد روسيا على مجموعات مثل فاغنر يظهر مدى معاناة الجيش النظامي في البلاد، الذي فقد ما يصل إلى ثلث قوته القتالية، لتحقيق أهدافه في أوكرانيا.
ويري "دينيس كوروتكوف" الخبير في التنظيمات السرية، حس تغريدة له الأسبوع الماضي أنه كان من الصعب التمييز بين الجنود الذين يقاتلون من أجل فاغنر وأولئك الذين ينتمون إلى الجيش النظامي.
وقال كوروتكوف: "لقد اختارت وزارة الدفاع مجموعة فاغنر إلى حد كبير، ويبدو الآن أنها مجموعة منسقة واحدة"، مضيفاً أن مثل هذا التعاون جعل من الصعب تقدير عدد جنود فاغنر في أوكرانيا.