هل تندلع أزمة بين اليابان والصين بسبب تايوان ؟
بعد أن اختتمت بيلوسي زياراتها التي لم تتكرر منذ خمسة وعشرون عامًا إلى تايوان والتي أشعلت حدة التوترات بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، وبكين لا تزال تعبر عن غضبها إزاء تلك الزيارة فأرسلت أمس سبعة وعشرون طائرة مقاتلة إلى منطقة دفاع تايوان الجوية استطاعت اثنتي وعشرين طائرة منها عبور خط الوسط الفاصل بين الجزيرة التايوانية التي تتمتع بالحكم الذاتي والصين، ومنذ ساعات اخترقت تسعة وأربعون مقاتلة صينية الأجواء التايوانية ولا يزال الغضب الصيني مستمرًا.
ويبدو أن الأمر لن يقف على حد الغضب من تايوان وواشنطن بل يمتد أيضًا إلى حليفة الولايات المتحدة الأمريكية في شرق آسيا، طوكيو، فالصين أطلقت عدة صواريخ سقط منها أمس الخميس خمسة في منطقة اليابان البحرية مما دفعها بتوجيه رسالة إلى الصين بالتعقل وكبح جماح الغضب.
من جانبه دعا وزير الخارجية الياباني، يوشيماسا هاياشي، الخميس الصين إلى الوقف الفوري لمناوراتها حول تايوان، وقال هاياشي في حوار صحفي أجراه في بنوم بنه، إن أفعال الصين هذه المرة يعقبها تأثيرات خطيرة على السلام في المنطقة والمجتمع الدولي واستقرارهما، وطالب من جديد وقف هذه التدريبات والمناورات العسكرية.
وقدمت اليابان احتجاجًا على الخمسة الصواريخ التي أطلقتها الصين اليوم على أرضها، والتي وصفها وزير الدفاع الياباني، نوبو كيشي، بقوله " هي الخطوة الأولى من نوعها ".
طوكيو وواشنطن على الخط مع تايوان وبكين لن تتراجع عن الصين الموحدة
قالت سهام فوزي، الخبيرة في الشؤون السياسية، ترجع تواترت اليابان مع الصين إلى عصور قديمة، ولدى البلدين تشابه في بعض الأمور منها الدين وأن كلاهما قوتين إقليميتين تحاولان السيطرة على المنطقة المتواجدتين فيها
وأضافت فوزي في تصريحات خاصة "للفجر" وفي أواخر القرن الثامن عشر اندلعت أول حرب بين الصين واليابان تلاها عدد من الحروب التي لا تزال تؤثر على العلاقات بين البلدين حتى اليوم وأصبحت اليابان نظام رأسمالي يتبع الدول الغربية في حين أن الصين شيوعية.
وتابعت أن تايوان كانت جزءًا من الصين انفصلت بعد الحرب الأهلية ولا تزال الصين تطالب بإرجاع تايوان حتى وإن اتخذت في سبيل ذلك القوة، وتقوم الصين بقطع علاقتها مع أي دولة تريد الدخول في علاقات مع تايوان، وتعتبر العلاقات مع تايوان تابعة لشؤون الصين الداخلية.
وأردفت، ووفقًا لمعاهدة السلام والصداقة بين الصين واليابان، لا تتدخل اليابان في شؤون الصين الداخلية وكذلك الأمر بالنسبة للصين إلا أن منذ الزيارة الأخيرة لبيلوسي، رئيسة مجلس النواب الأمريكي، بدأت الولايات المتحدة الأمريكية تتدخل مع اليابان في اجتماعات بخصوص تلك القضية التي أعلنت اليابان منذ نحو عام وقوفها مع واشنطن من أجل الدفاع عنها.
وأوضحت أن أمر الحرب مستبعد، رغم أن اليابان تتهيأ منذ عام لتكون مستعدة في حال اندلع نزاع مسلح مع الصين في مضيق تايوان، ولأن أبسط مثال لليابان الأزمة الروسية الأوكرانية فواشنطن أقصى مساعداتها لأوكرانيا كانت بتمرير الأسلحة ولم تتدخل فعليًا لإيقاف العدوان الروسي على أوكرانيا ولم تعد الحرب الروسية الأوكرانية إلا بالخسارة على الجانب الأوكراني، وإذ اندلعت الحرب ستكون النتائج كارثية على العالم أجمع وليس فقط الأطراف الوكيلة أو أطراف النزاع فالدول الأوروبية ستتدخل وتبذل مساعيها للتهدئة حال حدث ذلك.