باحث بالعلاقات الدولية يكشف الأبعاد الاستراتيجية لموافقة الكونجرس على انضمام فنلندا والسويد للناتو
قال محمد ربيع الديهي، الباحث في العلاقات الدولية، إن موافقة مجلس الشيوخ الأمريكي، على إنضمام فنلندا والسويد إلى حلف الناتو، له العديد من الأبعاد الاستراتيجية الهامة، أولها تسريع الولايات المتحدة من عملية تطويق روسيا أو تضيق الخناق على روسيا في محيطها الإقليمي من خلال ضم دول مجاورة لروسيا جغرافيا.
وأضاف الديهي، في تصريح خاص لـ "الفجر"، أن البعد الثاني لموافقة مجلس الشيوخ الأمريكي، هو محاولة إرسال رسائل بأن الولايات المتحده الأمريكية ستبذل مزيد من الجهود لمحاصرة روسيا.
وتابع الباحث في العلاقات الدولية، أن البعد الثالث يعكس التخوف الأمريكي من القدرات الروسية وطموحات روسيا، مؤكدًا أن هذه الموافقة هي الأسرع في تاريخ مجلس الشيوخ الأمريكي بشأن انضمام دولة إلى الحلف؛ وهو ما يعكس المخاوف الأمريكية من التوسع الروسي.
وكان مجلس الشيوخ الأمريكي قد أعلن أمس الخميس، عن الموافقة على بروتوكولي انضمام فنلندا والسويد إلى حلف شمال الأطلسي “الناتو”.
وصوّت تأييدا للوثيقتين 95 عضوا في مجلس الشيوخ، بينما كان العدد الضروري للمصادقة 67 صوتا.
وصوّت عضو واحد فقط في المجلس ضد المصادقة على البروتوكولين، وهو ما يتجاوز بكثير أغلبية الثلثين المطلوبة للموافقة على القرار.
وفي وقت لاحق من المتوقع أن يوقع على البروتوكولين الرئيس الأمريكي جو بايدن ويرسلهما إلى مقر الناتو، بذلك تكون الولايات المتحدة الدولة رقم 23 من أصل 30 منضوية في الحلف التي تقر انضمام السويد وفنلندا رسميًا، بعد أن كانت إيطاليا قد أعطت موافقتها في وقت سابق الأربعاء وفرنسا الثلاثاء.
وإذا تمت موافقة جميع الأعضاء الحاليين في حلف الأطلسي، فسوف تنضم فنلندا إلى إستونيا ولاتفيا وليتوانيا وبولندا، كدول تابعة لحلف شمال الأطلسي تشترك في حدود برية مع روسيا.
ويتعين أن تصدق برلمانات جميع الدول الأعضاء في الحلف على الانضمام قبل أن تحظى فنلندا والسويد بالحماية، بموجب بند الدفاع الذي ينص على أن الهجوم على دولة واحدة بالتحالف هو هجوم على جميع الأعضاء.
وقد صوّت مجلس الشيوخ الأمريكي آخر مرة لتوسيع الناتو في عام 2020، عندما انضمت مقدونيا الشمالية إلى الحلف، لكن تعد عملية التصويت الأخيرة هي أسرع عملية في مجلس الشيوخ لبروتوكول الناتو منذ عام 1981.