لماذا أعلن الدواعش الجهاد في أوكرانيا؟.. خبراء يجيبون
يزيد عدد المسلمين في أوكرانيا على مليون نسمة، ويزيد عددهم في روسيا على عشرين مليونًا وقد سمحت الدولتان بانضمام المقاتلين الأجانب إلى صفوفهما في خضم الحرب المستمرة منذ سنوات، وأصبحت كتائب المتطوعين الأجانب مفتاح معركة حكومة كييف الضعيفة ضد الانفصاليين المدعومين من روسيا ومن هنا، تحولت أوكرانيا إلى بوابة للجهاد.
كان الرئيس الأوكراني زيلينسكي قد أعلن أن 20 ألف متطوع من شتى البلدان، منهم 3 آلاف أمريكي، يستعدون لدخول أوكرانيا للتصدّي للغزو الروسي، كما كشفت صحيفة نيويورك تايمز أن الولايات المتحدة سلمت الجيش الأوكراني، وفي ظرف ستة أيام فقط، 17 ألف قطعة سلاح مضادة للدبابات والمدرعات.
الجدير بالذكر أن المقاومة الأوكرانية المدعومة بمقاتلين دوليين، طول نفَس وقدرة على الصمود والتضحية بمرور الوقت خلافا للمجاهدين الأفغانفي الثمانينيات ضد السوفيات، أو الطالبان ضد الاحتلال الأمريكي بين 2001 وصيف 2021 الذين كانوا يقاتلون بضراوة كبيرة لأسبابٍ عقائدية، وهناك فرقٌ واضح بين من يقاتل من أجل عقيدته ومن يحارب من أجل المال.
المخابرات الأمريكية تستخدم وتجند
ويقول محمد حامد مدير منتدى شرق المتوسط للدراسات السياسية والاسترايجية بالقاهرة إنه لتذليل هذه العقبة، قد لجأت المخابرات الأمريكية إلى تجنيد إسلاميين في صفوف المتطوعين الدوليين للقتال في أوكرانيا، ولعل قيام السفارات الأوكرانية في البلدان العربية والإسلامية بنشر إعلانات تدعو شبابها إلى الالتحاق بالجبهة الأوكرانية هي أول خطوة في هذا الإطار، وقد تحدّثت المخابراتُ الروسية بهذا الصدد في الأيام القليلة الماضية عن تجنيد مقاتلين من الجماعات الجهادية المختلفة التي كانت تقاتل النظام السوري لنقلهم من إدلب إلى أوكرانيا لمحاربة الروس.
وأشار محمد حامد إليه إنه يمكن شراء جواز سفر وهوية جديدة بمقابل زهيد لا يتجاوز 15،000 دولار، تمنح "الأخ المجاهد" اسمًا جديدًا ووثيقة جديدة تثبت جنسيته الأوكرانية بشكل رسمي كما يمكن كذلك القيام بأعمال تجارية غير قانونية بسهولة في أوكرانيا؛ حيث يسهل توفير المال بسهولة لتمويل جبهات الجهاد العالمي الأخرى كما يمكن بشكل قانوني الحصول على أسلحة غير مسجلة لمحاربة الانفصاليين المدعومين من روسيا، ثم تصديرها عبر رشوة ضباط الجمارك الأوكرانيين إلى أي مكان يختاره "المجاهدون".
حلم إنشاء خلافة جديدة في أوكرانيا
ونوه مدير منتدى شرق المتوسط للدراسات السياسية والاستراتيجية بالقاهرة، بأن الدواعش شكلت تنظيمًا يلقب بالأخوة يضمهم مع غيرهم من مقاتلي التنظيمات الإسلامية السرية الأخرى، الذين هجروا بلدانهم، باستخدام أسماء مستعارة وهويات مزيفة، وعبروا الحدود سرًا دون تأشيرات غالبًا، للقتال في الشرق الأوسط وإفريقيا والقوقاز، أملًا في إنشاء خلافة جديدة في أوكرانيا وأوروبا.
وأكد محمد حامد أن كل هؤلاء توافدوا على تركيا من جميع أنحاء العالم، حيث يتولى فرع داعش السري في إسطنبول تنظيم تدفقهم إلى جبهات "الجهاد العالمي"، والجبهة الجديدة كانت أوكرانيا مشيرا إلى إنه ليس كل الأخوة المقاتلين في أوكرانيا دواعش بل بعضهم أتى من الشيشان حيث شكلوا كتيبة "جوهر دوداييف" بحثًا عن ساحة جديدة لمواجهة الروس الذين هزموهم مرتين، وردًا لجميل أوكرانيين قوميين، مثل أولكسندر موزيكو، الذي أصبح أحد الإخوة، على الرغم من أنه لم يعتنق الإسلام أبدًا.
وتقف جمهورية الشيشان الروسية في هذه الحرب إلى جانب موسكو، لكنّ "شيشان الخارج" قد ذهبوا إلى دعم أوكرانيا كما توجد ثلاث مجموعات شيشانية أساسية تقاتل ضد روسيا الأولى تسمّى "كتيبة الشيخ منصور" نسبة إلى قائد حارب الروس في القوقاز في القرن الثامن عشر، والثانية "كتيبة جوهر دوداييف" نسبة إلى أول رئيس لجمهورية الشيشان حارب روسيا من أجل الانفصال، والثالثة هي "جماعة أحمد زكاييف" نسبة إلى شيشاني يقيم في النرويج، وقد دعا شيشان العالم إلى القتال إلى جانب أوكرانيا.
وبالنسبة للعديد من المجاهدين، فإن الحرب في منطقة دونباس بأوكرانيا هي مجرد مرحلة تالية في الحرب ضد الإمبراطورية الروسية؛ سعيًا إلى هدفهم النهائي في إعلان الخلافة في الشرق الأوسط، أو على الأقل إخلاء القوقاز من النفوذ الروسي.
يتلقى الأخوة منحًا من ما يسمى بالمنظمات الإنسانية الإسلامية كذلك يحصلون على تبرعات من القوميين الأوكرانيين أو المواطنين العاديين. لكنهم يبحثون عن مصدر تمويل أضخم لـ "حلم الخلافة".