هل تتكرر حرب أوكرانيا وروسيا بين الصين وتايوان؟

تقارير وحوارات

علم الصين وتايوان_
علم الصين وتايوان_ أرشيفية

بعد أن اختتمت نانسي بيلوسي زيارتها إلى تايوان التي زادت من حدة التوترات بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، وعبرت بكين على غضبها إزاء تلك الزيارة بأن أرسلت سبعة وعشرون طائرة مقاتلة إلى منطقة دفاعها الجوي استطاعت اثنتي وعشرين طائرة منها عبور خط الوسط الفاصل بين الجزيرة التايوانية التي تتمتع بالحكم الذاتي والصين

 

 

ويبدو أن الأمر لن يقف على حد ذلك فالصين أعلنت من جديد اعتزامها القيام بمجموعة من المناورات العسكرية  تجريها قريبًا حول تايوان، كما استدعت الخارجية الصينية السفير الأمريكي في بكين، وأوقفت العديد من الواردات الزراعية التي ترسلها إلى تايوان، ويستمر قرار بكين بأن تايوان أرضًا صينية ويستمر رفض تايوان للقرار وتعلن الدفاع عن نفسها وسط تصاعد التوترات التي تعيد بنا أجواء الأزمة الروسية الأوكرانية المستمرة

 

 

طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة_ أرشيفية 

 

مدى تشابه الأزمة الروسية الأوكرانية بالوضع الصيني التايواني

 

قال طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، مقارنة الوضع بين الصين وتايوان وواشنطن بالوضع الروسي الأوكراني تبدأ من أن هناك عناصر مشتركة وهناك تباينات وتجاذبات مختلفة في الحالتين، فالحالة الأولى أن الولايات المتحدة الأمريكية طرف غير مباشر فهي لم تتدخل في الأزمة الروسية الأوكرانية بعمل عسكري متوقع بل دفعت قوات حلف شمال الأطلسي إلى الإنتشار وهي لا تزال تمول التسليح الأوكراني بطرق غير مباشرة مع القيام بإجراءات انتشار عسكري واستراتيجي في مناطق نفوذها في هذه المنطقة مع إقرار أنها لم تستخدم القوة وأنها ليست طرفًا في الأزمة

 

وأضاف فهمي في تصريحات خاصة " للفجر " أما بالنظر إلى الأزمة الصينية التايوانية ستتدخل الولايات المتحدة الأميركية كطرف فاعل ومباشر وستقود أول عمل عسكري مواجه مع الصين لأن في النهاية وبواقع الحال تايوان لن تدخل الحرب برغم حقيقة أن قوات الجيش التايواني تبلغ نحو ثلاثمائة ألفًا

 

 

وأردف الخبير السياسي، وتتأثر الدول الأوربية في كلتا الحالتين كقواسم مشتركة، وهناك تضرر في المصالح الأوربية سواء في أزمة روسيا وأوكرانيا أو في أزمة تايوان إذا حدثت وبالتالي يسعى الأوروبيين إلى التهدئة ومنع تمدد الأزمة، خصوصًا وأنهم لم يتعافوا بعد فلا يزال التضرر كبير على وقع أزمة روسيا وأوكرانيا

 

 

وتابع، وهناك مقارنة من نقطة أخرى وهي نقطة الأطراف الوكيلة، فالأطراف الوكيلة في الأزمة الروسية الأوكرانية عديدة وهي أطراف أوربية ما بين شرق أوروبا والدول الأوروبية المعنية والتي تضررت منها فرنسا وألمانيا خصوصًا في إمدادات الغاز والنفط وغيره، فخطورة الأزمة الصينية التايوانية أيضا أن هناك أطراف وكيلة بمعنى احتمالية دخول كوريا الشمالية والجنوبية والذي سيعقد الأمر لأنه سيرتبط بالأبعاد النووية

 

وتعد اليابان طرفًا هامًا في الأزمة التايوانية لأن هناك قوات انتشار أمريكية على أراضيها وبالتالي ستلعب الأطراف الوكيلة في كلا الأزمتين دورًا هامًا في ترجيح كافة كل طرف وستكون هناك توابع خطيرة بالنسبة للطرفين مع تبعات الأزمة

 

وأشار إلى أن العمل العسكري حاضر بقوة في السيناريو الصيني التايواني برغم استبعاد الطرفين لهذا العمل وبرغم عدم وجود مؤشرات حقيقة لعمل عسكري، إلا أن احتشاد المجموعات العسكرية الصينية بهذه الصورة الكبيرة خلال الساعات الأخيرة يشير إلى احتمالية تنفيذ عمل عسكري حتى ولو محدود لنقل رسالة إلى الإدارة الأمريكية في حين لدى الولايات المتحدة الأمريكية موانع من العمل العسكري فواشنطن ذاهبة في غضون مائة يوم إلى انتخابات التجديد النصفي للكونجرس بالإضافة إلى إنخفاض شعبية بايدن ٤٠٪

 

واستطرد، ولكن ربما تقع مواجهة الخطر نتيجة للحشود والتدريبات العسكرية التي تقوم بها الجيوش الصينية من جهة وعمليات إعادة الإنتشار القوات الأمريكية من جهة وفي كافة الأحوال هناك قواسم مشتركة وتباينات مختلفة بين الأزمتين

 

 

من الرابح؟

وبحسب الخبير السياسي الرابح هو كل طرف يسعى إلى تحقيق مصالحه وروسيا حققت مصالحها إلى حد كبير والصين ستحقق أيضًا تواجدها في مناطق نفوذها، في منطقة البحر الصيني الجنوبي، وسترسم حدودها الاستراتيجية الكبرى في هذه المنطقة على حساب أي أمن آخر وبالتالي هي الرابح إذا تم هذا ولن تكون خاسرة، فالصين لم تخض حربًا منذ سنوات طويلة، ويعود ذلك على شي جين بينج، رئيس جمهورية الصين، بالنفع في ظل الانتخابات المقبلة

 

وتقول المؤشرات بأن الحزب الشيوعي سينتخبه للولاية الثالثة، فبالتالي هناك مصالح للنخبة العسكرية الشيوعية في هذا الأمر، والخاسرين كثيرين في هذا الأمر وأوربا على رأس الخاسرين وأيضًا تايوان بالنسبة للأزمة الصينية التايوانية، ودولة أوكرانيا وليس الجيش الأوكراني فقط بالنسبة للأزمة الأوكرانية الروسية.