من أوباما حتى بايدن.. تفاصيل القضاء على زعماء تنظيم القاعدة وداعش
تعمل الولايات المتحدة الأمريكية على القضاء على رؤوس الإرهاب، في التنظيمات الإرهابية، مثل تنظيم القاعدة وداعش، بداية من مؤسس تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في رئاسة أوباما، وأبو بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش في رئاسة دونالد ترامب، وحتى أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة في رئاسة جو بايدن.
أسامة بن لادن وتأسيسه للقاعدة
في عام 1988، أسس بن لادن هو ومعاونوه سجل القاعدة، وهو عبارة عن قاعدة معلومات تشمل تفاصيل كاملة عن حركة المجاهدين العرب قدومًا وذهابًا والتحاقًا بالجبهات، وأصبحت السجلات مثل الإدارة المستقلة ومن هنا جاءت تسمية سجل القاعدة على أساس أن القاعدة تتضمن كل التركيبة المؤلفة من بيت الأنصار - أول محطة استقبال مؤقت - للقادمين إلى الجهاد قبل توجههم للتدريب ومن ثم المساهمة في الجهاد ومعسكرات التدريب والجبهات.
واستمر استعمال كلمة القاعدة من قبل المجموعة التي استمر ارتباطها بأسامة بن لادن، وفي 1988 لاحظ بن لادن أن حركة المجاهدين العرب قدومًا وذهابًا والتحاقًا بالجبهات بل وحتى كثرة الإصابات والاستشهاد قد ازدادت دون أن يكون لديه سجل عن هذه الحركة رغم أهميتها وكونها من الترتيب العسكري، فقرر ترتيب سجلات للمجاهدين العرب ووسعت فكرة السجلات لتشمل تفاصيل كاملة عن كل من وصل أفغانستان بترتيب من مجموعة عبد الله عزام ورتبت السجلات بحيث تتضمن تاريخ وصول الشخص والتحاقه ببيت الأنصار ثم تفاصيل التحاقه بمعسكرات التدريب ومن ثم التحاقه بالجبهة.
وأصبحت السجلات مثل الإدارة المستقلة وكان لا بد من إطلاق اسم عليها لتعريفها داخليًا وهنا اتفق أسامة مع معاونيه أن يسمونها سجل القاعدة على أساس أن القاعدة تتضمن كل التركيبة المؤلفة من بيت الأنصار ومعسكرات التدريب والجبهات، وذلك حسب أدبيات تنظيم القاعدة.
وبعدها بعامين 1986م أسس ستة معسكرات للمجاهدين وبقي هناك حتى عام 1989م حيث عاد بعدها للسعودية، أسس بن لادن في عام 1988م مجموعة جديدة أطلق عليها اسم القاعدة.
وظل أسامة في السعودية إلى ما بعد تحرير الكويت من الغزو العراقي - فبراير 1991 - حيث عاد لأفغانستان من جديد ومنها توجه إلى السودان في عام 1991م حيث ساهم في بعض المشروعات الاقتصادية مستغلًا وصفه بالاقتصادي الثري وعلاقاته الواسعة.
مقتل أسامة بن لادن
قتل أسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة، في 2 مايو 2011، في آبوت آباد الواقعة على بعد 120 كم عن إسلام أباد، في عملية نفذها الجيش الأمريكي استغرقت 40 دقيقة، بطلقة في رأسه.
وقال “أوباما”: “الليلة يمكنني أن أعلن للشعب الامريكي وللعالم أن الولايات المتحدة قامت بعملية عسكرية أسفرت عن مقتل بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي، والإرهابي المسؤول عن مقتل آلاف الأبرياء من الرجال والنساء والأطفال”.. كانت هذه كلمات باراك أوباما التي أعلن بها مقتل بن لادن.
وأضاف: قبل عشر سنوات في الحادي عشر من سبتمبر شهدت الولايات المتحدة أسوأ هجوم على الشعب الامريكي وصور ذلك الهجوم مازالت محفورة في ذاكرة الامريكيين، صور الطائرات المختطفة وهي ترتطم بناطحات السحاب وانهيار برجي التجارة العالمي وتصاعد الدخان الاسود وحطام طائرة الركاب في ولاية بنسلفانيا التي قام اناس شجعان بمنع الخاطفين من استخدام الطائرة في هجوم اخر لقتل مزيد من الأمريكيين".
وتابع: "لكن أكثر الصور حزنا هي تلك التي لم يشاهدها العالم لأن العديد من الأسر الأمريكية فقدت أفرادا منها في الهجوم، ونما العديد من الاطفال دون اب أو أم وفقد آباء إلى الأبد عناق الأبناء الذين قتلوا في الهجوم. فقد قتل ما يربو على 3 الاف امريكي في الهجوم وهذا ترك أثرا عميقا في قلوب الأمريكيين.
وأوضح: "ورغم الألم الذي ألم بالولايات المتحدة في أعقاب الهجوم إلا أن الشعب الأمريكي أظهر التعاضد بين أفراده ولم يترددوا في مد يد العون لبعضهم البعض والتبرع بالدم للمصابين في الهجوم واثبت مرة أخرى قوة الروابط والحب الذي يجمعهم، وفي ذلك اليوم اثبتنا اننا اسرة واحدة بغض النظر عن الدين والعرق والجماعة واثبتنا وحدتنا وتصميمنا على الدفاع عن شعبنا وتقديم المسؤولين عن هذه الجريمة للعدالة.
وأكد: وادركنا بسرعة ان المسؤول عن هذا الهجوم هو تنظيم القاعدة بزعامة اسامة بن لادن وهو التنظيم الذي اعلن صراحة الحرب على الولايات المتحدة وعزمه على قتل الابرياء في بلادنا وحول العالم مما اجبرنا على خوض حرب ضد هذا التنظيم لحماية الشعب الامريكي واصدقائنا وحلفائنا.
ونفذت الولايات المتحدة وبناء على اوامري عملية في منطقة إبت آباد في باكستان قام بها فريق صغير بمنتهى الشجاعة والقدرة لم يصب خلالها اي من اعضاء الفريق، كما تفادوا سقوط الابرياء خلالها وتمكنوا من قتل بن لادن واخذ جثته بعد تبادل اطلاق النار.
وعلى مدى أكثر من عشرين سنة ظل بن لادن قائد تنظيم القاعدة ورمز وجوده، وعكف على تدبير هجمات ضد بلادنا والبلاد الصديقة لنا وحلفائنا، إن قتل بن لادن يمثل أعظم إنجاز حققته أمتنا حتى الآن في جهودها للقضاء على تنظيم القاعدة.
ولكن موته لا يعني توقف جهودنا، ذلك أنه مما لاشك فيه أن القاعدة ستواصل هجماتها ضدنا، ولذا فإن من الضروري أن نكون، وسنكون، في غاية الحذر داخل بلادنا وخارجها.
وفي إطار ذلك التصميم، علينا أن نؤكد أيضا أن الولايات المتحدة لم تكن، ولن تكون أبدا، في حرب مع الإسلام.
ولقد أوضحت بجلاء أن حربنا ليست ضد الإسلام، تماما كما فعل الرئيس السابق جورج بوش عقب وقت قليل من هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001. فلم يكن بن لادن زعيما إسلاميا، بل كان قاتلا
أبو بكر البغدادي
قُتل أبي بكر البغدادي، زعيم تنظيم داعش، في عملية عسكرية أمريكية فجر يوم الأحد 27 أكتوبر 2019، في الريف الشمالي لمحافظة إدلب في سوريا، بعملية إنزال جوي أشرفت عليها وكالة الاستخبارات الأمريكية ونفذتها قوات خاصة من الجيش الأمريكي.
هو إبراهيم عواد البدري السامرائي، وشهرته أبو بكر البغدادي، ولد في يونيو 1971، كان أمير تنظيم دولة العراق الإسلامية، قام بإعلان الوحدة بين تلك الجماعات دولة العراق الإسلامية المسلحة ومنظمة جبهة نصرة أهل الشام في سوريا تحت اسم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، صدر بعدها تسجيل ردا على هذا الإعلان من خلال أمير جبهة النصرة "أبو محمد الجولاني" وقد جاء بعدم تأييد هذا الإعلان.
وبعد سلسلة من العمليات أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية في 4 أكتوبر 2011 أن أبا بكر البغدادي يعتبر إرهابيًا عالميًا، وأعلنت عن مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لمن يُدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض عليه أو قتله، وفي ديسمبر 2016، زادت الولايات المتحدة المكافأة إلى 25 مليون دولار.
وفي يونيو 2014، أعلن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام قيام «الخلافة الإسلامية»، وتم تنصيب أبو بكر البغدادي خليفة المسلمين، وسيطر التنظيم علي مدن كثيرة في العراق وسوريا وهم الموصل والرقة وتكريت ونينوي والرمادي وكوباني ودير الزور وحمص وحماة والحسكة وتل أبيض، وبعدها قامت جماعات جهادية مستقلة بتقديم البيعة علي السمع والطاعة للبغدادي كخليفة للمسلمين ومنها جماعة أنصار بيت المقدس في سيناء وغيرت أسمها ل "ولاية سيناء" ومجلس شورى شباب الإسلام في ليبيا وغيرت أسمها ل "ولاية ليبيا" وجماعة بوكو حرام في نيجيريا وغيرت أسمها ل "ولاية غرب أفريقية" وسعت تلك الجماعات للتمدد والسيطرة علي المدن والقري بدعم عسكري ومادي وللوجيستي من الدولة الإسلامية في العراق والشام.
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مقتل زعيم تنظيم "الدولة الإسلامية" أبو بكر البغدادي في عملية نفذتها قوات أمريكية خاصة شمال غرب سوريا.
وقال ترامب في كلمة ألقاها من البيت الأبيض إن البغدادي قتل بعد تفجير "سترته" الناسفة، وكان معه ثلاثة من أولاده في التفجير وإن "جسده كان مشوها جراء الانفجار، كما أن النفق انهار عليه، لكن نتائج التحاليل أتاحت التعرف عليه بشكل أكيد وفوري وتام، كان فعلا هو، أن البغدادي اللذي سعى بكل ما أمكنه لترهيب الآخرين قضى لحظاته الأخيرة في هلع تام، في ذعر كامل ورعب من القوات الأمريكية التي كانت تنقض عليه.
وقال ترامب إن البغدادي الذي نصب نفسه "خليفة" على "دولة إسلامية" تحكمت في وقت من الأوقات بمصائر سبعة ملايين شخص على مساحة تفوق 240 ألف كيلومتر مربع تمتد بين سوريا والعراق، عام 2014، قتل مثل كلب، ولم يقتل كبطل، قتل مثل جبان، وأضاف أنه فجر "سترته" الناسفة بعدما لجأ مع ثلاثة من أولاده إلى نفق حُفر لحمايته، مؤكدا أنه قتل معهم.
أيمن الظواهري
أعلنت الحكومة الأمريكية مقتل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري في غارة نفذتها طائرة دون طيار في افغانستان تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية الامريكية.
كما أكد ذبيح الله مجاهد، المتحدث الرسمي باسم حركة طالبان الأفغانية، أن الولايات المتحدة الأمريكية قد نفذت هجومًا جويًا بطائرة دون طيار أستهدف منزل سكني منطقة شيربور بمدينة كابول، أن الهجوم نُفذ بطائرات أمريكية دون طيار، وانهم يدينون هذا الهجوم مهما كانت ذرائعه وتصفه بأنه انتهاك واضح للمبادئ الدولية واتفاق الدوحة.
والجدير بالذكر أن أيمن الظواهري تولى رئاسة تنظيم القاعدة في 2011، خلفًا لأسامة بن لادن الذي قتل على يد الجنود الأمريكيين في نفس العام.
وكان يشار إليه بالساعد الأيمن لأسامة بن لادن والمنظر الرئيسي لتنظيم القاعدة، ويشير بعض الخبراء إلى أن تنظيم الجهاد المصري، سيطر على تنظيم القاعدة حين تحالفا نهاية التسعينيات من القرن الماضي.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن: الآن تحققت العدالة ولم يعد لهذا الزعيم الإرهابي وجود، بغض النظر عن الوقت الذي يستغرقه الأمر، وبغض النظر عن المكان الذي تختبئ فيه، إذا كنت تمثل تهديدًا لشعبنا، فستجدك الولايات المتحدة وتقضي عليك.
وأضح، بتوجيهات مني، نجحت الولايات المتحدة في تنفيذ ضربة جوية في كابول بأفغانستان قتلت زعيم القاعدة أيمن الظواهري، الظواهري كان قياديا لدى بن لادن، كان معه طوال الوقت، كان الرجل الثاني ونائبه في وقت الهجوم الإرهابي في 11 سبتمبر، لقد كان منخرطًا بعمق في التخطيط لهجمات 11 سبتمبر، وواحد من أكثر الأشخاص مسؤولية عن الهجمات التي راح ضحيتها 2977 شخصًا على الأراضي الأمريكية، ولعقود من الزمان، كان العقل المخطط وراء الهجمات ضد الأمريكيين، بما في ذلك تفجير يو إس إس كول الأمريكية في عام 2000، والذي قتل 17 بحارًا أمريكيًا وجرح العشرات أكثر، لقد لعب دورًا رئيسيًا في تفجير السفارتين الأمريكيتين في كينيا وتنزانيا، مما أسفر عن مقتل 224 شخصًا وإصابة أكثر من 4500 آخرين. لقد خلّف أثرًا من القتل والعنف ضد المواطنين الأمريكيين وأعضاء الخدمة الأمريكية والدبلوماسيين الأمريكيين والمصالح الأمريكية، ومنذ أن نفذت الولايات المتحدة العدالة على بن لادن قبل 11 عامًا، كان الظواهري قائدًا للقاعدة، القائد من مخبأه، نسق بين فروع القاعدة في جميع أنحاء العالم بما في ذلك ترتيب الأولويات وتوفير توجيهات العمليات التي دعت إلى وألهمت شن هجمات ضد أهداف الولايات المتحدة، قام بتصوير مقاطع فيديو، بما في ذلك لدعوة أتباعه في الأسابيع الأخيرة لمهاجمة الولايات المتحدة وحلفائنا.