تفاصيل تولي "المشري" رجل الإخوان المراوغ رئاسة المجلس الاستشاري الليبي للمرة الخامسة
عقب عقد المجلس الأعلى للدولة في ليبيا جلسته العامة أمس، الاثنين، للتصويت على انتخاب رئيس جديد من بين أربعة مرشحين هم عبد السلام الصفراني، وفتح الله السريري، والعجيلي أبو سديل، وخالد المشري، ذكر المجلس عبر صفحته على فيسبوك أن الانتخاب أتى بتأييد خمسة وستون صوتًا مقابل خمسين صوتًا لصالح المشري ليصبح رئيسًا للمجلس للمرة الخامسة منذ فوزه لأول مرة في أبريل ٢٠١٨.
ويبدو أن ما حدث اليوم هو مسرحية يجريها تنظيم الإخوان ليظهر في صورة ديمقراطي يجدد الثقة وتداول السلطة داخل ما يعرف بمجلس الدولة الاستشاري، كما يبدو أن الانتخابات صورية فدائمًا ما كان خالد المشري منذ تشرحه هو الفائز الأول لرئاسة مجلس الدولة، وذلك لأن المشري مدعوم من كثير من الدول الخارجية على رأسها بريطانيا وتركيا، وهو المنفذ لتعليماتها ومخططاتها داخل الدولة الليبية.
ويرفض المشري في واقع الأمر التداول السلمي للسلطة وكذلك يرفض العملية الإنتخابية وهو ما ظهر جليًا في العديد من المناسبات من بينها رفضه ترشح السيد سيف الإسلام القذافي والسيد خليفة حفتر، القائد العام للجيش الليبي، للإنتخابات الرئاسية في الفترة الماضية، بالإضافة إلى رفضه التام لإجراء العملية الإنتخابية للرئاسة الليبية وطلبه أكثر من مرة الإكتفاء بالانتخابات النيابية
مدة مشاركة المشري لرئاسة المجلس الاستشاري تأتي بالخراب على ليبيا
قال عبد الهادي ربيع، الباحث في الشأن الليبي، عركل المشري العملية الإنتخابية في أكثر من مناسبة من خلال ما يعرف بالقاعدة الدستورية للانتخابات والمسار الدستوري عن طريق اشتراطه اشتراطات يمكن وصفها بالتعنتية وهي في الحقيقة اشتراطات يمليها تنظيم الإخوان بهدف عركلة العملية الانتخابية.
وأضاف ربيع في تصريحات خاصة لـ "الفجر": وترشح لرئاسة مجلس الدولة الاستشاري العديد من الشخصيات من بينهم الإخواني عبد السلام الصفراني رئيس كتلة العدالة والبناء في المؤتمر الوطني العام السابق، وناجي مختار وهو متحيز للقوى الوطنية، والعجيلي بوسديل، وفتح الله السريري وغيرهم، لكن منذ البداية فرصهم ضعيفة للفوز لذلك فاز المشري في هذه المسرحية الهذلية التي لا تخيل على أي مواطن ليبي ولا أي من متابعي الملف الليبي.
وتابع، المشري هو قيادي إخواني يعمل لصالح تنظيم الإخوان وهو من مرر الاتفاقية الأمنية لصالحهم والتي بمقتضاها تدخلت القوات الأجنبية على رأسها القوات التركية وتم استجلاب المرتزقة وهي الأزمة التي لا يزال يعاني منها الليبيون وتحاول اللجنة العسكرية الليبية المشتركة خمسة زائد خمسة مرارًا ويحاول المجتمع الدولي من خلال متابعة مؤتمر برلين إخراج المرتزقة لكن يظل الأمر معركل في ظل تعنت تنظيم الإخوان وبوجود خالد المشري.
وذكر أن المشري قيادي كبير في تنظيم الإخوان وسبق أن اعتقل إبان فترة الزعيم الليبي السابق معمر القذافي بتهم مثل التحريض على العنف والانضمام لجماعات محظورة والعمالة للخارج وغيرها من الأحكام التي لا تخفى على أحد.
انتخاب المشري وفشل المسارات التفاوضية الليبية
وفقًا للاتفاق السياسي الليبي الموقع في مدينة صخيرات بالمغرب واتفاقات بوزنيقة في عام ٢٠٢٠ ومبادرة السيد عقيلة صالح ومبادرة القاهرة وغيرها من المبادرات التي من شأنها تنظيم العمل الداخلي للملف الليبي والتي طالبت بأن يكون هناك تنسيق ما بين المجلسين النواب والدولة في تسمية المناصب السيادية والتي تدير الملفات الشائكة، وتعنت مجلس الدولة كثيرًا أمام تقدم هذا المسار كما تعنت في تمرير الأسماء التي أرسلها مجلس النواب بعد أن قام مجلس النواب بدوره في اختيار خمسة أشخاص من الأسماء المرشحة ليختار مجلس الدولة ثلاثة منهم في إطار دوره الاستشاري مما يدفع مجلس النواب لاتخاذ خطوة منفردة بعيدًا عن مجلس الدولة بسبب تعنته برئاسة السيد المشري.