بعد مقتل أيمن الظواهري.. ما هي العلاقة التي جمعته بإيران؟
أعلنت وسائل إعلام أمريكية، أمس الاثنين، قتل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، في الغارة الأمريكية على أفغانستان، وكانت الغارة الأمريكية لطائرة دون طيار، الأمر الذي يدفع الكثيرين للبحث عن تفاصيل حياة الرجل، ومنها علاقته بإيران.
علاقة إيران بأيمن الظواهري وتنظيم القاعدة
تعود العلاقة بين القاعدة وإيران، إلى أوائل التسعينيات، في ذلك الوقت أبرمت القاعدة وإيران اتفاقية تضمنت تدريب أعضاء من القاعدة مع عملاء استخبارات إيرانيين في إيران ووادي البقاع في لبنان.
وقدمت إيران لعملاء القاعدة الدعم اللوجيستي والسفر في منتصف التسعينيات من القرن الماضي، بعد انتقال القاعدة من السودان إلى أفغانستان. ورتبت إيران عبور أعضاء القاعدة من وإلى أفغانستان وكان بعضهم أعضاء مجموعة أحداث 11 سيتمبر، والأكثر من ذلك فتحت إيران حدودها أمام المقاتلين "الجهاديين" العرب الراغبين في السفر إلى أفغانستان.
و يدعم الحرس الثوري الإيراني حزب الله عمليًا وماليًا في خضم اضطرابات الحرب الأهلية اللبنانية في أوائل الثمانينيات، ليتحول إلى ذراع إيرانية حاصلة على التدريب والتسلح والآيديولوجيا المتطرفة.
كما أن علاقة القاعدة مع إيران خفضت الحد من الخلافات بين إيران والقاعدة وربما الفضل يعود إلى القيادي في حزب الله عماد مغنية.
وبعد لقاء الخرطوم بقيادات القاعدة وحزب الله في الخرطوم، أرسلت القاعدة مجموعة من قياداتها العسكرية إلى لبنان، ولم يكتفِ تنظيم القاعدة بالخروج من لبنان بفيديوهات تدريبية ودعاية، بل تلقى كمية كبيرة من المتفجرات من إيران استُخدمت في قصف أهداف في شرق إفريقيا.
والتقى الظواهري بالقيادي في حزب الله، عماد مغنية، خلال تلك الزيارة، وأرسل فيما بعد أعضاء من حركة الظواهري للتدريب مع حزب الله في لبنان.
واستطاع الظواهري أن يفتح بابًا للعلاقة بين بن لادن والمسؤولين الإيرانيين، أسفرت عن اتفاق للتعاون في تقديم الدعم حتى لو كان التدريب فقط للأعمال المنفذة في المقام الأول ضد إسرائيل والولايات المتحدة.
وساعدت طهران التنظيم في الكثير من نشاطاته وعملياته، عبر التسهيل والتدريب والدعم اللوجيستي، ما مكن التنظيم من تقوية شبكة انتشاره في أفغانستان وباكستان واليمن، إضافة إلى نشاطاته في أنحاء العالم.
كما أن التعاون بين الجماعات المتطرفة والحكومات المارقة مثل إيران، قام على التكتيكات الإرهابية على مستوى دول أو منظمات إرهابية، تشير مراجعة الأدبيات للتعاون الإرهابي إلى أربعة أنواع عامة من التعاون: الاندماجات، والتحالفات الاستراتيجية، والتعاون التكتيكي، والتعاون في المعاملات.
ويختلف التعاون وفق العوامل التالية: المدة المتوقعة للتعاون، درجة الترابط بين الكيانين، تنوع الأنشطة التعاونية التي تشارك فيها المجموعات، تقاربهم الآيديولوجي، ومستوى الثقة المتبادلة.
واقتصر التعاون بين إيران والقاعدة على المجال اللوجيستي والمجال العملياتي، لكنها لم تشمل التعاون الآيديولوجي، وحافظت إيران والقاعدة على آيديولوجيتين منفصلتين وغير متوافقتين.
تناوبت العلاقة بين إيران والقاعدة بين فترات من التعاون المركز، رغم ما واجه هذه العلاقة من توترات في بعض الأحيان، وعلى الرغم من أهدافهما الآيديولوجية والاستراتيجية المتباينة، حددت كل من القاعدة وإيران، في مراحل مختلفة من تاريخهما المشترك، مصالح تكتيكية أو تشغيلية يمكن تعزيزها من خلال التعاون المتبادل والتي تجاوزت أهميتها أي تحفظات عقائدية على مثل هذا التعاون.
إعادة العلاقة بين إيران والقاعدة
وتعيد العلاقة بين القاعدة وإيران، التأكيد على الدور المفصلي والمهم، الذي لعبته طهران لتطوير تنظيم القاعدة كمؤسسة، وظهر في عملياتها ففي نهاية الثمانينات التي استهدفت السفارات الأمريكية في شرق إفريقيا 1998، تفجير انتحاري نفسه عند شاحنة مفخخة على مقربة من السفارة الأمريكية في تنزانيا، والذي أسفر عن مقتل 11 وإصابة 100.
وبعد عدة دقائق ضرب تفجير آخر متطابق السفارة الأمريكية في نيروبي بكينيا أسفر عن مقتل 213 شخصًا من بينهم 12 أمريكيًا.
فالقاعدة لم تكن تمتلك الخبرة الفنية اللازمة لتنفيذ تفجيرات السفارة، وسعى ابن لادن للحصول على الخبرة الإيرانية، وبالفعل تم تدريب محمد صلاح الدين زيدان "سيف العدل" على استخدام الشاحنات المفخخة في معسكرات حزب الله في لبنان، وعليه لا يحتاج أي عاقل إلى دلائل أخرى تؤكد دعم إيران وحزب الله الذي كان حاسمًا لتنفيذ تفجيرات السفارتين 1998.
وعلاقتهما الثنائية بعد الهجوم على المدمرة كول عام 2000 في عدن، بعد اتفاقهما على عدو واحد مشترك، وبعد الاعتداء على المدمرة كول، سهلت إيران سفر الجهاديين من القاعدة إلى أفغانستان عبر أراضيها، بتجنب وضع الأختام المعبرة في جوازات سفر هؤلاء المسافرين.