مستجدات الأوضاع في لبنان تضع مدير صندوق النقد للشرق الأوسط تحت الأضواء

تقارير وحوارات

علم لبنان_ أرشيفية
علم لبنان_ أرشيفية

يقف لبنان اليوم أمام استحقاقين اولهما انتخاب رئيس جديد للجمهورية قبل 31 أكتوبر المقبل تاريخ انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون، وثانيهما ترسيم الحدود البحرية مع الكيان الاسرائيلي عبر مفاوضات غير مباشرة يقودها الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين الذي يصل إلى بيروت اليوم الأحد حاملا معه الرد الاسرائيلي على المطالب اللبنانية الرسمية حول آبار الغاز والنفط في المياه الإقليمية

محمد بن سلمان وماكرون يتناولان الملفات اللبنانية

في حين تبدي القوى الدولية اهتمامًا بالاستحقاق الرئاسي للبنان لا تزال ترتقب دخول لبنان الوشيك المهلة الدستورية لانتخاب الرئيس، وفي لقاء جمع بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون  أكد الطرفان على دعم سيادة لبنان وأمنه واستقراره وأهمية تنفيذ إصلاحات اقتصادية وسياسية عاجلة فيه.

واستعرض الجانبان السعودي والفرنسي الاستحقاق الرئاسي من جوانب مختلفة، وربطا بين الولاية الرئاسية وشخصية الرئيس بمعنى التلازم ما بين اختيار رئيس جديد يتوافق مع الرئيس الجديد للحكومة أيضًا مما يساعد الرئيسان على إطلاق عهدًا لبنانيًا جديدًا يرتكز هذا العهد على تحقيق التقدم في مسائل أخرى كالإتفاق مع صندوق النقد الدولي، وإجراء إصلاحات سياسية واقتصاديه واسعة بالإضافة إلى إبعاد لبنان عن سياسة المحاور يرى الخبراء أنها تتطلب موقفًا إيرانيًا قريبًا، والبعض يراهن على حتمية تجديد المفاوضات السعودية الإيرانية في بغداد لتحقيق ذلك.

يدل ذلك لقاءًا وشيكًا بين وزير خارجية السعودية مع نظيره الإيراني، وجدير بالذكر أن العراق استضاف منذ أبريل ٢٠٢١ خمس جولات من المحادثات بين السعودية وإيران لمساعدة المتنافسين الاقليميين على تعديل الأوضاع بينهما.

المحلل السياسي اللبناني محمد سعيد الرز_ أرشيفية 

تخوفات من تعطيل الانتخابات

قال المحلل السياسي اللبناني، محمد الرز، بالنسبة لانتخاب رئيس جديد للبنان من المعروف أن ذلك يتم بتوافق لبناني نيابي ورغبات عربية ودولية، كما أنه معروف أيضا أن عملية الانتخاب لا تتم عادة ضمن المهلة الدستورية وإنما تستهلك المزيد من الوقت لإتمام التسويات المطلوبة، فالرئيس عون تم انتخابه بعد سنتين ونصف من خلو سدة الرئاسة في لبنان حين لجأت قوى الثامن من آذار ومن ضمنها حزب الله إلى تعطيل الجلسات النيابية الانتخابية مرات عديدة.

وأضاف الرز في تصريحات خاصة " للفجر ء" أن المجلس النيابي سيتحول إلى هيئة ناخبة بدءا من الشهر المقبل، لكن ذلك لا يعني ان الرئيس العتيد للبنان سيتم تظهيره بسرعة، موضحًا أن من عطل الانتخابات في السابق لا يزال موجودا وبامكانه تكرار هذا الدور الآن خاصة إذا لم تتوفر الشروط لانتخاب مرشح 8 آذار، وهو سليمان فرنجية لغاية الآن، في الوقت الذي حصلت فيه مداخلات كثيرة حول هذا الاستحقاق، حيث تخلى رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ( 18 نائبا ) عن تعهده بدعم فرنجية، فيما لا يدخل اسم باسيل في بازار الانتخابات بسبب العقوبات الدولية عليه، في الوقت الذي يتم فيه رمي أسماء مرشحة للرئاسة يمينا ويسارا من ضمنها زياد بارود ونعمة فرام وجهاد أزعور  وسواهم،  ومن المحتمل أن يكون طرحها باكرا يهدف إلى حرقها. المرشح الجدي البارز حتى الآن هو قائد الجيش العماد جوزيف عون الذي يلقى قبولا عند كثير من الفرقاء اللبنانيين باستثناء حزب الله وحلفائه ( 40 -45 نائبا )  كونه لم يعط موقفا واضحا بشأنه.

وأردف المحلل السياسي أن بذلك يبقى هناك 65 صوتا لنواب المعارضة موزعين على كتل القوات اللبنانية برئاسة سمير جعجع (18نائبا) وحزب الكتائب برئاسة سامي الجميل (4 نواب) ونواب وليد جنبلاط (9 ) والنواب المستقلين (13 نائبا ) ونواب قدامى تيار المستقبل (5 نواب) والنواب الأرمن (5) إلى 11 نائبا يتوزعون في ولاءاتهم على مراجع دينية وسياسية مختلفة بينها البطريرك الراعي والرئيس نجيب ميقاتي والمطران الياس عودة  ، وهؤلاء قد يزيد عددهم أو ينقص تبعا للمواقف العربية والدولية من المرشحين للرئاسة. ومن المحتمل أن تتبلور الصورة أكثر في أواخر شهر سبتمبر حول اثنين من الأسماء المطروحة على ان يكون في اولويات المرشح استكمال تطبيق اتفاق الطائف والدستور الوطني المنبثق عنه بشك كامل وأن يضع خطة عمل مبرمجة لإنقاذ لبنان من أزمته الحالية وهذا لا يتحقق إلا بالتأكيد على انتماء لبنان العربي، كون المساعدة على هذا الإنقاذ لن تكون إلا عربية وخليجية تحديدا. اما بشأن موضوع ترسيم الحدود البحرية وإمكانية ان يستطيع لبنان استخراج الغاز والنفط من مياهه الإقليمية فهو ايضا محاطا بالضباب السياسي رغم ذهاب رئيس الجمهورية ووزير الخارجية عبد الله بو حبيب إلى كثير من التفاؤل بشأن ملف الترسيم،

وتابع محمد الرز، أن سبب هذا الضباب هو ان لبنان طالب بالخط 23 كنقطة حدود بحرية يضاف إليها حقل قانا النفطي جنوب هذا الخط فيما سلمت إسرائيل بالخط 23 وطالبت بالمشاركة مع لبنان في عوائد حقل قانا الأمر الذي يلقى رفضا حكوميا وحزبيا وفق معادلة كل قانا مقابل كل كاريش. وسوف تتبلور الصورة حسب ما يحمله معه الوسيط هوكشتاين الذي لن تنتهي مهمته عند هذه الحدود بل ستتبعها مفاوضات وزيارات أخرى. ولا شك أن اللبنانيين يعانون، في ظل هذين الاستحقاقين، من تدهور كبير في معيشتهم اليومية من دون كهرباء ولا دواء ولا خبز ولا وقود وفي ظل تدهور مربع للعملة اللبنانية جعلت مرتبات موظفي القطاع العام بمن فيهم عناصر الجيش والقوى الأمنية والذين يشكلون ثلث عدد اللبنانيين في أدنى درجة على المستوى العالمي بينما بلغت نسبة الفقر 70 بالمئة حسب تقرير الاسكوا وتجاوزت معدلات هجرة الشباب ربع المليون لبناني منذ ثلاث سنوات وحتى الآن.