افتتاح أول منشأة إعادة تدوير نفايات بجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية
أعلنت جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية "كاوست"، عن الافتتاح الرسمي لأول منشأة إعادة تدوير النفايات في مدينة الأبحاث والتقنية في الحرم الجامعي؛ حيث تعتبر المشروع الأول من نوعه في المملكة العربية السعودية الذي يستعمل تقنيات لحلول الزراعة الصحراوية ومعالجة النفايات، والتى تعتبر ابتكارات حديثة تدعم تطوير التنمية المستدامة حول رؤية المملكة في عام ٢٠٣٠.
وتنطلق الجامعة في افتتاحها لهذه المنشأة؛ لما يشكله تراكم النفايات من انتشار غازات دفيئة خطرة مثل الميثان الذي يلوث الهواء ويتفاعل مع أنواع النفايات الأخرى لإنتاج مركبات ثانوية ضارة مثل الرشاحة، وهي سائل خطر يلوث التربة الجوفية ومصادر المياه.
وأكدت الجامعة أن تقنيات إدامة تساعد على مكافحة هذه التهديدات من خلال استخدام علم الأحياء الدقيق في عملية التسميد لتحويل النفايات العضوية إلى منتجات عالية القيمة للزراعة الصحراوية وزراعة الأشجار وترميم الأراضي؛ مشيرة إلى أن هذه التقنية تم تطويرها بالتعاون مع إدارة المرافق في "كاوست" حيث يتم إعادة تدوير 100٪ من نفايات الجامعة الغذائية والخضراء، لإنتاج نحو 4500 متر مكعب من محسنات التربة عالية الجودة، فضلًا عن المواد الأخرى المفيدة للتربة الرملية المحلية، وبهذه المنشأة تصبح إدامة الشركة المحلية الوحيدة التي تتمتع بخبرة عملية ومعرفة متعمقة بصناعة إعادة تدوير النفايات العضوية.
من جانبه أوضح نائب رئيس "كاوست" للابتكار البروفيسور كيفين كولين أن شركة إدامة للحلول العضوية تهدف من خلال تحويل النفايات العضوية إلى مدخلات قيمة للزراعة الصحراوية وتنسيق الحدائق والبستنة، ومعالجة كل من التلوث البيئي وزراعة النباتات في المناطق القاحلة، إضافة إلى تقليل التهديدات البيئية والصحة العامة عن طريق تحويل النفايات العضوية من مكبات النفايات، ومن ثم تسريع التنمية المستدامة للمدن في المملكة.
وأضاف أن إعادة التدوير يلامس رؤية 2030 مع توفير محسنات التربة؛ التي تشهد ارتفاعًا ملحوظًا في الطلب نتيجة مبادرة السعودية الخضراء التي تتطلب كميات هائلة من محسنات التربة عالية الجودة، حيث تخطط الحكومة لزراعة 10 مليارات شجرة في جميع أنحاء المملكة.
من جهتها، بينت الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لشركة إدامة للحلول العضوية الدكتورة سابرينا فيتوري أنه يمكن تحقيق التنمية المستدامة للمدن من خلال الإدارة الفعالة للموارد، وأيضًا عبر تحويل النفايات العضوية إلى موارد تسهم في رفع خصوبة التربة؛ لافتة النظر إلى أنه في إدامة يتم العمل على حلول تحسين إدارة المياه وزيادة إنتاجية الزراعة الصحراوية وتمكين مشاريع ترميم الأراضي وغرس الأشجار.
وأضافت أن الشركة السعودية الاستثمارية لإعادة التدوير "سرك" منحت مؤخرًا شركة إدامة الفرصة لتصميم وبناء وتشغيل منشأة إعادة تدوير النفايات العضوية التالية على نطاق أوسع بكثير؛ والتي ستعمل جنبًا إلى جنب مع المنشأة الجديدة في توسيع مشاريع إدامة وأعمالها الحيوية في المملكة ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للاستجابة للنمو الكبير في الطلب على الغذاء خلال العقود القادمة.
يذكر أن دعم جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية "كاوست" وتوجيهها خلال مبادراتها المختلفة أسهم في تطوير شركة إدامة وتحولها من شركة ناشئة في مختبرات الجامعة إلى شركة رائدة في مجال توفير حلول إعادة تدوير النفايات العضوية في البيئات القاحلة، ولا تزال "كاوست" كمؤسسة عالمية رائدة في مجال التقنيات المستدامة، تسهم في تنويع الاقتصاد في المملكة عبر طرحها للحلول التقنية المتقدمة ودعم مستقبل أكثر استدامة في العالم.