يري المسؤولون الأكراد في التحالف مع المصالح الإيرانية لدعم تواجدهم بحكومة بغداد

الأكراد ما بين التحالف لمصالح طهران في العراق و صراع السلطة " تقرير"

تقارير وحوارات

أرشيفية
أرشيفية

 بعد تسعة أشهر من الانتخابات، وخلاف بين الكتل المحلية والكتل المدينة بالولاء لإيران والمدعومة منها، وحتى حصار المتظاهرين للبرلمان العراقي وعلى الرغم من ذلك  فإن الأزمة السياسية الأخيرة ليست جديدة.

 

لكن بالنسبة للعديد من المراقبين، تعد هذه المواجهة أكثر تعقيدا عن الوقائع السابقة، ومن المنطقة الكردية في الشمال إلى محافظة الأنبار في الغرب والمجتمعات الشيعية في الجنوب، يبدو الأمل ضئيل في تشكيل حكومة تسعي لتحقيق مصلحة وطنية جماعية من الصراع على السلطة.

 

ذلك وسط مخوف من تعزيز إيران لسيطرتها على المناطقة الرئيسية في "الدولة الممزقة"، تظهر مؤشرات إلي أن إيران في النهاية المطاف لأهدافها.

 

 

الانسحاب من كتلة الصدر وطرح نموذج كونفدرالي لا مركزي بدعم طهران

 

 ودعم إقليم كردستان الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي كتلة رجل الدين العراقي "مقتدى الصدر"، والذي يسعي لتقييد نفوذ إيران في البلاد وخلال مساومات ما بعد الانتخابات، كان "الصدر" يأمل في تشكيل حكومة في البرلمان المؤلف من 329 مقعداً إلى جانب الأحزاب السنية، أما في أربيل، حيث تسببت الصواريخ التي أطلقها وكلاء إيران حتى ليلة أمس، في حدوث اضطرابات سياسية ومعيشية .

 

ولكن مع فشل محاولات تسمية رئيس، بدأ رئيس وزراء اقليم كردستان "مسرور بارزاني"، في طرح نموذج كونفدرالي لامركزي جديد من شأنه أن ينهي السلطة من بغداد ويعطي الأكراد من الدوائر الانتخابية العرقية والطائفية المزيد من السلطة.

 

وقال "بارزاني" لمركز "تشاتام هاوس"  البريطاني للأبحاث، إن الكونفدرالية يمكن أن تكون حلًا لجميع العراقيين، وهي التصريحات التى وصفها المراقبيين بمثابة انفصال واضح عن القبول بالنموذج المركزي للحفاظ على وحدة العراق، وهي الفكرة التي تلاعبت بها واشنطن منذ الإطاحة بنظام الرئيس العراقي الأسبق "صدام حسين" وحتي الأن.

 

الصدر يحشد وأنصاره يقتحمون المنطقة الخضراء 

ودعا الصدر، الكتلة الأكبر في الانتخابات التي تمت في أكتوبر الماضي، نوابه بالاستقالة من مناصبهم ، وذلك بعد أن حشدت كتلته لتعبئة الشارع العراقي الأربعاء الماضي بمثابة تذكير واضح بسلطاته، بعد اقتحام أنصاره المنطقة الخضراء شديدة الحراسة في بغداد.

 

وكان الصدر قد حشد أتباعه للاحتجاج على ترشيح مجموعة متحالفة مع إيران للوزير السابق "محمد السوداني" لرئاسة الوزراء، وتكبدت الكتل الإيرانية خسائر فادحة في الانتخابات، الأمر الذي كان من شأنه أن يقلل بشكل كبير من صلاحيات طهران في المجلس التشريعي وفي المؤسسات العراقية الأخر، ومنذ ذلك الحين، حاول وكلاؤها استعادة موطئ قدم لهم مع ممارسة الضغط على المعارضين.

 

 

التحالف مع إيران في ظل تراجع ملف العراق بقائمة أولويات إدارة بايدن

ويري  قادة الأكراد  أن طهران تتمتع بالتفوق ميدانيًا على واشنطن في العراق، وبعد تضاءل اهتمام الولايات المتحدة بالدفاع عن الديمقراطية في العراق بشكل كبير خلال العام الأول لإدارة بايدن، و علق بارزاني على ذلك قائلاً، " الصدر يقاوم منذ عشرة أشهر وفي النهاية إيران وجدت فى العراق لتبقي لا يمكن مقاومتها".