"فوتوسيشن الكورنيش".. ظاهرة تهدد بانقراض استديوهات التصوير في الأقصر
مع التطور التكنولوجي، استحدث هواة التصوير مهنة جديدة في السنوات الأخيرة، تعرف بـ "الفوتوسيشن"، والتي انتشرت كالنار في الهشيم في محافظات مصر بشكل واسع.
و الفوتوسيشن، هو نوع من جلسات التصوير، ولكن التصوير حينها يكن في مكان بالخارج يختاره العميل، إلا أن الوضع مختلف تمامًا في محافظة الأقصر وخاصة كورنيش النيل، الذي يمتلئ بعشرات المصورين.
"بكاميرا وكرسي والـ 3 صور بـ 10 جنيهات يمكنك أن تمتهن التصوير".. هكذا يعلق أصحاب الأستديوهات في محافظة الأقصر، على الظاهرة المنتشرة بكورنيش النيل، الذي أصبح مليئًا بالكثيرين من المصورين، وجعلت الاستديوهات خاوية على عروشها، وتهدد العاملين بها بالانقراض التدريجي.
ويقول، أحمد عمار، صاحب استديو لـ “الفجر”، إن ظاهرة انتشار الفوتوسيشن منتشرة على مستوى الجمهورية، وتشكوا منها الاستديوهات، أما عن ما يحدث في الأقصر خصوصا على كورنيش النيل، من تواجد العديد من المصورين يشبه الباعة الجائلين.
وأضاف "عمار"، أن ظاهرة انتشار “الفوتوسيشن على كورنيش"، بدأت في الظهور منذ 4 سنوات، وكان هناك نحو 3 أو 4 أشخاص فقط، ولكن وصل عدد المصورين هناك حاليًا إلى ما يزيد عن 40 شخصًا، لا فتًا إلى أن تكلفة المشروع للشخص هي شراء كاميرا بالتقسيط وحجز مكان بقيمة 100 جنيه شهريًا، في حين أن التكاليف التي يتكبدها أصحاب الاستديوهات لا تقل عن 15 ألف شهريًا ما بين عمالة وإيجار وكهرباء ومياه وضرائب، مما يضر بالاستديوهات اقتصاديًا.
أما محمود عبد الرؤف، صاحب استديو آخر، فيرى أن وضع استديوهات التصوير، أصبح في حالة يرثى لها، لافتًا إلى أن السوق عرض وطلب، وأن ظاهرة “الفوتويسشن” جعلت العرض يزداد بصورة كبيرة، أضرت بالاستديوهات اقتصاديًا، لما يقوم به المصورين من المضاربة فيما بينهم بخفض الأسعار، دون أن يتحملو مصاريف عمالة أو إيجار أو ضرائب، مؤكدًا أن دخل العامل الأجرى أصبح أفضل من دخل صاحب الاستديو.
و ذكر أن العديد من العملاء لا يفرق معه سوى السعر الأقل، دون النظر للجودة سواءً احتراف المصور أو الخامات التي يحصل عليها، موضحًا أن كل ما يقوم به مصوري الفوتوسيشن سواءً لديهم مهوبة التصوير أو من عدمه هي التقاط الصورة وإرسالها للعميل على هاتفه فقط.
إغلاق الاستديوهات
وأكد الطيب محمد “مصمم”: قديمًا كنا ننتظر مواسم الأعياد والأفراح، حيث كان الحجز في العيد بالأرقام لكثرة العملاء، وعن الأفراح فكان الحجز قبل موعده بشهر أو أكثر، أما في الوقت الحالي يقوم بعض أصحاب الاستديوهات بغلقها في العيد، والاخرين لا يتلقطون 5 صورًا في اليوم، موضحَا أن هذا يرجع للتطور التكنولوجي بالإضافة إلى وجود العديد من مصوري الفوتويسشن التي تنخفض أجورهم كثيرًا عن صور الأستديوهات.
ولفتت سمر ناجي، مرشدة سياحية، إلى أن هذا الأمر يحمل جانبين، أولهما ايجابي، باستغلال الشباب طاقتهم في العمل بعمل مشاريع صغيرة تدر عليهم ربحًا لمساعدة أنفسهم أو اسرهم في الحياة المعيشية.
ومن جانب آخر، المرشدة السياحية، أن كثرة انتشار المصورين على كورنيش النيل في الأقصر بشكل عشوائي، يضر بالمظهر الحضاري، وعدم استمتاع ممن يقصدون الكورنيش للتنزه، سواءً مصريين أو أجانب لما يشهده من زحان، بالإضافة إلى عدم ضمان بعض المتواجدين لكثرتهم، مشيرة إلى أنه يجب تقنين الأمر، بعمل تصريح من مجلس المدينة، وتقسيم الأوقات فيما بينهم للقضاء على التزاحم العشوائي.
و ناشد أصحاب الاستديوهات سلطات الأقصر، بضرورة تقنين الأمر، لما يرونه من عدم تكافؤ بين الجانبين، فمصوري الفوتوسيشن لا يتحملون الكثير من المصروفات المالية التي تجعلهم يخفضون أسعارهم بشكل يصل إلى 80 % من الاستديوهات، بينما الاستديوهات مضطرين لعدم تخفيض السعر لدفع الإيجارات والضرائب والعمالة.