استشاري مناخ: مصر معرضة للإجهاد المائي وانخفاض إنتاجية المحاصيل الزراعية
قال الدكتور سمير طنطاوي، استشاري التغيرات المناخية بالأمم المتحدة، ومدير مشروع البلاغ الوطني الرابع لمصر، إن التغيرات المناخية تؤثر على أمن مصر المائي والغذائي بالسلب في الوقت نفسه.
وأضاف طنطاوي، في تصريحات لـ "الفجر"، أن ارتفاع درجات الحرارة يؤثر على مياه نهر النيل حيث تؤدي درجات الحرارة المرتفعة إلى زيادة نسبة البخر من مياه النيل والمسطحات المائية المكشوفة، ونتيجة لأن مساحة هذه المسطحات كبيرة فإن معدلات البخر في المياه تكون مرتفعة.
وأكد استشاري التغرات المناخية أنه مع ثبات حصة مصر من المياه سنويا بقيمة 55.5 مليار متر مكعب واستمرار معدلات الزيادة السكانية ومعدلات التنمية المتزايدة يؤدي إلى حدوث الإجهاد المائي والذي يزيد من حالة الضغط على الموارد المائية.
مصادر بديلة للمياه
تابع استشاري التغيرات المناخية أنه نتيجة لذلك ولتعويض هذا الفقد والطلب المتزايد على المياه تلجأ مصر إلى البحث عن مصادر بديلة منها تحلية المياه وإعادة استخدام مياه الصرف وغيرها من المشروعات الأخرى.
وأوضح أن التأثير على المياه يؤدي بالضرورة إلى التأثير على الإنتاجية الزراعية حيث إن الزراعة تستهلك نحو 80% من مياه الدولة المصرية، وأي تأثير في المياه يؤثر سلبيا على الإنتاجية الزراعية والأمن الغذائي.
انخفاض إنتاجية جميع المحاصيل الزراعية
أشار الدكتور سمير طنطاوي إلى أن جميع التقارير تشير إلى تأثر إنتاجية المحاصيل الزراعية سلبا بارتفاعات درجات الحرارة، حيث تشير السيناريوهات إلى انخفاض الإنتاجية الزراعية لجميع المحاصيل في مصر باستثاء محصول القمح الذي تبين السيناريوهات أن إنتاجية ستشهد ارتفاعا في ظل تاثيرات التغيرات المناخية الحالية.
وقبل أيام انتهت مصر من تحديث تقرير المساهمات الوطنية الخاص بخفض الانبعاثات والذي تم إرساله إلى سكرتارية اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية الخاصة بتغير المناخ.
وبتضمن التقرير التزامات مصرية بخفض نسبب محددة من انبعاثات عدد من القطاعات المهمة وعلى رأسها النقل والبترول والكهرباء.
وتنتظر مصر تنظيم مؤتمر المناخ في شهر نوفمبر القادم بمدينة شرم الشيخ بمشاركة دولية هي الأوسع على الإطلاق.
تفقد رأس محمية راس محمد
قامت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة بجولة تفقدية لمحمية رأس محمد بمدينة شرم الشيخ لمتابعة الاوضاع البيئية وأعمال التطوير بها بحضور الدكتور على ابو سنة رئيس جهاز شئون البيئة وعدد من قيادات الوزارة المعنية.
وقد أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد على أهمية محمية رأس محمد للسياحة البيئية عالميًا حيث تعد من أجمل شواطىء العالم بالإضافة إلى الطبيعة التراثية والثقافية الفريدة للمنطقة والتى تميزها ويحافظ عليها السكان المحليين بالمنطقة فهم احد الأعمدة الرئيسية للتنمية والتطوير المستمر الذى تنفذه الوزارة مشددة أننا أمام فرصة حقيقة للتكاتف من أجل حماية التنوع البيولوجى من آثار التغيرات المناخية من خلال استضافة مصر لمؤتمر المناخ cop 27 نوفمبر القادم بمدينة شرم الشيخ.
وشددت وزيرة البيئة أن مصر تشهد حاليا تحولا تنمويا سريعا في كافة المجالات ومنها الحفاظ على المحميات الطبيعية وتطويرها لحماية التراث الطبيعي والثقافي والثروات الطبيعية بها، وخاصة فى ظل توجيهات القيادة السياسية بتحقيق الإدارة المستدامة للمحميات لتعكس اهتمام مصر بالبيئة والتنوع البيولوجي وقضايا المناخ بإدارتها وفقا للنظم العالمية والتى تحقق الحفاظ موارد المحمية وتنوعها البيولوجى الفريد وتراثها الثقافى والاجتماعى بما يضعها ضمن أهم المحميات الجاذبة للسياحة عالميا ونمودجا واقعيا للتنمية المستدامة التى يراعى فيها كافة الأبعاد البيئية والاجتماعية والتراثية والثقافية والاقتصادية.
وأستعرضت وزيرة البيئة أهم أعمال التطوير التى تشهدها محمية رأس محمد ومنها تطوير الخدمات المقدمة للزوار بمحمية رأس محمد لتوفير تجربة سياحية بيئية مميزة مع الحفاظ الأنظمة البيئية خاصة فى ظل عودة الحياة إلى قطاع السياحة البيئية كذلك تطوير منطقة المعامل ومركز تدريب صون الطبيعة، مؤكدة على أهمية مشاركة القطاع الخاص فى المحميات الطبيعية لتشغيل مركز الزوار وتقديم خدمات للزائرين.
مركز تدريب صون الطبيعة
وقد تفقدت الدكتورة ياسمين فؤاد مركز تدريب صون الطبيعة، حيث أوضحت أنه يجرى الآن أعمال رفع كفاءة للمركز استعدادًا لاستغلاله لأغراض البحث العلمى والتدريب المتخصص بالشراكة مع الجامعات والمراكز البحثية والوقوف على ما تم من اعمال بالتعاون مع الجهات المعنية.
وأضافت وزيرة البيئة أن مركز تدريب صون الطبيعة سوف يعد أحد أهم وأشهر مراكز التدريب المتخصصة في مجالات البيئة والطبيعة والتنوع البيولوجي في المنطقة وركيزة داعمة لملف السياحة العلمية وهو يقع بمدينة شرم الشيخ بين محميتي رأس محمد ونبق سوف يقدم برامجه التدريبية والتعليمية المعتمدة بالتعاون مع الأوساط العلمية والبحثية الدولية والمحلية المتخصصة حيث ينفرد المركز بتقديمه لبرامج تدريبية سياحية وعلمية متميزة تعتمد على مزج البرامج الأكاديمية بالتدريب الميداني البري والبحري والتحتمائي بمحميتي رأس محمد ونبق بما تحتويه من معامل حقلية متخصصة ومجهزة ومركز غوص عالي الإمكانيات ولنشات الأبحاث وأجهزة الرصد والقياسات البيئية المتخصصة ويتكون المركز من ٢٥ غرفة فندقية وقاعات محاضرات ومؤتمرات.
كما التقت فؤاد بعدد من زوار المحمية والسياح الذين أشادوا بالإجراءات الاحترازية بالمحمية والنظام المتبع بالاضافة إلى طبيعة المحمية الفريدة.
كما تضمنت الجولة بحث سبل الاستثمار بمحمية راس محمد مع عدد من المستثمرين بما يتوافق مع طبيعة المحمية وحساسيتها البيئية ويدعم الحفاظ على مواردها الطبيعية ودمج المجتمع فى حمايتها وتوفير خدمات متميزة للزوار بما يضمن تجربة سياحية بيئية مميزة للزوار مع الحفاظ الأنظمة البيئية خاصة فى ظل عودة الحياة إلى قطاع السياحة البيئية.
جديرًا بالذكر ان محمية رأس محمد تتميز بتنوعها الفريدة والذى يضم طيور مهاجرة وشواطئ صافية بالإضافة إلى كائنات برية وبحرية وانواع من النباتات النادرة وهو ما يجعلها نموذج فريد للطبيعة الخلابة التى يتواجد فيها أنواع نادرة من الأشجار و الكائنات الحية.