ما هو سجود السهو في الصلاة؟
الصلاة في الإسلام هي الركن الثاني من أركان الإسلام، فرض الله سبحانه الصلاة على المسلمين في رحلة الإسراء والمعراج، وبدأت بخمسين صلاة في اليوم وبعد كلام الله مع سيدنا محمد صل الله عليه وسلم، ووصلت حتى خمس صلوات في اليوم.
الصلاة وسيلة مناجاة العبد لربه، وهي صلة بين العبد وربه، أمر الله المسلم البالغ العاقل الخالي من الأعذار بالصلاة خمس مرات يوميًا سواء كان ذكرًا أو أنثى، فضلًا عن الصلوات تؤدى في مناسبات مختلفة مثل: صلاة العيدين وصلاة الجنازة وصلاة الاستسقاء وصلاة الكسوف.
ما هو سجود السهو؟
سجود السهو لما يبطل عمده واجب، إذا فعل شيئًا أو ترك شيئًا يبطل عمده الصلاة وجب عليه سجود السهو؛ لأنه مكمل للصلاة، والنبي أمر بسجود السهو عليه الصلاة والسلام، تكميلًا للصلاة، فإذا مثلًا ترك تسبيحة الركوع والسجود ناسيًا، وجب عليه سجود السهو على الصحيح من أقوال العلماء؛ لأن الصحيح أن هذه التسبيحات واجبة، أقلها مرة أو أقلها تسبيحة واحدة، كذلك إذا ترك التشهد الأول ناسيًا وجب عليه سجود السهو في الأصح من أقوال العلماء، كما فعله النبي عليه الصلاة والسلام.
إذا نسى الركوع وسجد، ثم عاد وأتى بالركوع، فإنه يكمل صلاته ويسجد للسهو، كذلك إذا نسي ركعة فسلم أو ركعتين فسلم، ثم تنبه أو نبه، فإنه يكمل صلاته ويسجد للسهو أيضًا وهذا واجب.
الضابط في هذا الأمر أن كل شيء يبطل عمده الصلاة، إذا فعله ساهيًا وجب عليه سجود السهو، وهو مخير، إن شاء فعله قبل السلام، وإن شاء فعله بعد السلام، سجود السهو إذا كمل التشهد والدعاء شرع له سجود السهو قبل أن يسلم، وإن أخره بعد السلام جاز ذلك، لكن الأفضل في هذه الحالة في غالب أنواع السهو أن يكون قبل السلام، الأفضل أن يكون قبل السلام، فإن سلم عن نقص ركعتين فأكثر، فإن سلم عن ثلاث في الظهر أو العصر أو العشاء أو سلم عن ثنتين في المغرب أو عن واحدة في الفجر أو في الجمعة، ثم نبه فإنه يقوم ويكمل الصلاة، ويجعل سجوده بعد السلام، كما فعله النبي صل الله عليه وسلم، إذا سلم عن نقص فأكثر، ثم نبه أو تنبه وكمل صلاته، فإن سجوده يكون بعد السلام، يسلم ثم يسجد السهو سجدتين ثم يسلم مرة أخرى هذا هو الأفضل، فيما إذا كان سهوه بتسليم عن النقص، فالأفضل أن يكون بعد السلام، أما أنواع السهو الأخرى فإنه يكون قبل السلام الأصل مثل ترك التشهد الأول، ترك تسبيحة الركوع أو السجود، زاد ركعة في الصلاة ثم نبه فجلس، فإنه يكمل الصلاة ثم يسجد السهو قبل أن يسلم، وإن سجد بعد السلام فلا بأس.
كذلك مما يكون بعد السلام إذا غلب على ظنه، إذا عمل بغالب الظن، مثل غلب على ظنه أنه كمل الصلاة، شك في ثلاث أو أربع، وغلب على ظنه أنها أربع، فبنى على هذا وكمل الصلاة على أنها أربع، فإنه يسلم ثم يسجد للسهو بعد ذلك ثم يسلم، لأنه بنى على غالب ظنه، كذلك إذا شك هل سجد واحدة أو سجدتين يجعلها سجدة ويأتي بالسجدة الثانية، ويسجد السهو قبل السلام، مثل أن سجد سجدة، وشك هل هي الأولى أو الثانية؛ فإنه يجعلها الأولى ويأتي بالسجدة الثانية حتى يتيقن صلاته، ثم إذا كمل الصلاة يسجد السهو سجدتين، هذا هو المشروع، وإن أخر سجود السهو بعد السلام فلا حرج في ذلك، لكن في حالين الأفضل بعد السلام: إحدى الحالين،
-الحالة الأولى: إذا سلم عن نقص ركعة أو أكثر ثم نبه وتنبه، يكمل صلاته ويسجد للسهو بعد السلام.
-الحالة الثانية: إذا بنى على غالب ظنه، لا على اليقين، بل بنى على غالب الظن، فيجوز له على الصحيح، فإذا بنى على غالب ظنه، فإنه يكمل الصلاة ويسلم، ثم يسجد للسهو ثم يسلم، وما عدا هذا فالسجود فيه قبل السلام، هذا هو الأفضل، على ظاهر السنة.
السجود الصحيح
ظهر قولان في مسائلة السجود الصحيح من العلماء فالفريق الأول يقول أنه ينزل بركبتيه، ثم يديه، ثم جبهته وأنفه؛ لما روى أهل السنن عن وائل بن حجر عن النبي صل الله عليه وسلم أنه رأى النبي صل الله عليه وسلم إذا سجد قدم ركبتيه على يديه، وله شاهد من حديث أنس أيضًا عند الحاكم وغيره، وقالوا: هذا هو الأرفق بالمصلي وهو الأبعد عن مشابهة الحيوان؛ لأن الحيوان كالبعير ينزل على يديه ثم مؤخره بعد ذلك، وقالوا: هو الموافق لحديث أبي هريرة عن النبي صل الله عليه وسلم أنه قال: لا يبرك أحدكم كما يبرك البعير فإن بروك البعير يقدم يديه، فإذا قدم رجليه لم يشبه البعير، وفي قول أخر: وليضع يديه قبل ركبتيه فقال بعضهم: لعله مقلوب، وأن الصواب وليضع ركبتيه قبل يديه حتى يتفق أوله مع آخره، أول الحديث مع آخر الحديث، وحتى يتفق مع حديث وائل بن حجر وأنس وما جاء في معناهما، وهذا هو الأصح والأرجح، وبذلك تتفق الأحاديث ولا يقع بينها خلاف، فالنهي عن بروك كبروك البعير يوافق حديث وائل في تقديم الركبتين ثم اليدين بعد ذلك في السجود، وفي الزيادة: وليضع يديه قبل ركبتيه فهي تخالف أول الحديث، وتخالف حديث وائل؛ لأنه إذا وضع يديه قبل ركبتيه شابه البعير في نزوله على مقدمه، هذا هو الأرجح.
والفريق الثاني يقول يكون السجود كاملًا بتمكين أعضاء السجود بالأرض مع استقرارها عليها، فتكون الصورة الصحيحة للسجود المستكمل للأركان وبعض السنن بالتكبير للسجود ثم النزول على الركبتين والكفين، ثم وضع الجبهة والأنف منكشفين على الأرض بحيث لا يغطيهما المصلي بنحو عمامة أو غطاء، ويضع باطن أصابع القدمين باتجاه القبلة، أما أقل ما يمكن أن يعتبر به السجود صحيحا فقد فقد ذهب الفقهاء إلى أنه يكون بوضع جزء من كل عضو من أعضاء السجود على الأرض.