خبير دولي يوضح مميزات المشروع القومي لتأهيل الترع
تنفذ الدولة المصرية ممثلة في وزارة الموارد المائية والري العديد من المشروعات القومية الكبرى بهدف الارتقاء بالمنظومة المائية وإدارتها بالشكل الأمثل والحفاظ على المياه المصرية خاصة في ظل الزيادة السكانية والتحديات المائية التي تشهدها الدولة المصرية في الوقت الحالي.
المشروع القومى لتأهيل الترع
ومن المشروعات الكبري التي تقوم وزارة الري بتنفيذه حاليا المشروع القومى لتأهيل وتبطين الترع والذي بدأت المرحلة الأولى منه عام ٢٠٢٠ بتكلفة ١٨ مليار جنيه، ويستهدف المشروع تأهيل ٢٠ الف كم من الترع بتكلفة اجمالية ٨٠ مليار جنيه.
مميزات المشروع القومى لتأهيل الترع
وقال الدكتور عباس شراقي أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة إن المشروع ساعد في عودة الأبعاد والمقاييس الرسميه للترع مما ساعد في حل مشكلة إيصال المياه لنهايات الترع بخلاف المردود الاقتصادي والاجتماعي والحضاري والبيئي الملموس في المناطق التي يُنفذ بها المشروع.
عباس شراقي: الأولوية في التأهيل يجب أن تكون للترع المتعبة وليس لكل الترع
وأشار شراقي في تصريح خاص لـ "الفجر " إلى أن الهدف من المشروع هو تقليل الفاقد من المياه والحفاظ عليها ولكن الفاقد ليس بالكمية الكبيرة مقابل المبالغ الكبيرة التي تنفق على هذا المشروع لافتا إلى أن الأولوية في هذا المشروع كانت للترع التي لا تصل المياه لنهايتها وليس لكل الترع، موضحًا أن التأهيل في هذه الحالة الهدف منه العلاج وليس تقليل الفاقد.
أهم المشاكل التي عالجها المشروع القومى لتأهيل الترع
وأكد أستاذ الموارد المائية وجود مشكلة تتمثل في صعوبة وصول المياه إلى نهايات الترع والتي تسمي بالترع المتعبة، مؤكدًا أن من أهم المشاكل التي عالجها المشروع هي مشكلة عدم وصول المياه للمزارعين.
المشروع القومى لتأهيل الترع.. الأطول التي يستهدفها المشروع
وأشار شراقي إلي أن المشروع يستهدف تأهيل ٢٠ الف كم من الترع منهم تأهيل ٧ آلاف كم كمرحلة أولى من المشروع بتكلفة 18 مليار جنيه قائلا: “في رأيي كان لا بد من أن تكون الأولوية للتبطين خلال المرحلة الأولى للترع المتعبه للمساعدة في وصول المياه لنهايات الترع وبالتالي وصولها للفلاح”.
السبب في البدء في تنفيذ المشروع القومي لتأهيل الترع
ولفت شراقي إلى أن الدافع في بداية المشروع كان الحفاظ على فواقد المياه التي تترسب في الترع الطينية والتي تصل إلى ٤ مليارات كيلومتر مكعب، مؤكدًا أنه للحفاظ عليها تم البدء في المشروع وتم عمل خريطة زمنية لتبطين ٢٠ ألف كيلومتر من الترع بتكلفة إجمالية ٨٠ مليار جنيه.
هل من الممكن أن نستفيد من الفاقد المائي الذي نفقده نتيجة التسرب في الترع الطينية؟
وأكد أستاذ الجيولوجيا أن الفاقد من المياه يتسرب ويذهب للمياه الجوفية في الوادي والدلتا مؤكدًا أن الدولة تقوم بإخراج تلك المياه مرة أخرى وتقوم باستخدامها فيما بعد، مشيرًا إلى أن نسبة الفاقد في الترع الطينية قليلة جدًا وذلك يرجع إلى تشبع التربة بالمياه بخلاف أن التربة في الوادي والدلتا طينية سوداء وثقيلة والمسام بينها ضيقة جدا مما يصعب تسرب المياه إلى التربة، وذلك بعكس التربة الرملية التي تسهل بها حركة المياه " المسام واسعة" مما يساعد في سهولة تسرب المياه.
هل يجب التوقف عن تنفيذ المشروع أم الإستمرار في تنفيذه؟
وعبر شراقي عن رأيه الشخصي قائلا: في رأيي الشخصي أناشد وأوجه المسؤولين والحكومة من الاكتفاء بما تم تأهيله من الترع خلال المرحلة الأولى، نظرا للظروف الاقتصادية الصعبة في الوقت الحالي والتكلفة الباهظة للمشروع لافتا إلى أنه في حالة وجود أي ترعة في المستقبل بها مشاكل مثل عدم وصول المياه للنهايات تقوم الدولة بتأهيلها.
ونوه شراقي إلى أن منافع المشروع القومي لتأهيل الترع كثيرة تتمثل في المنظر الجمالي ونظافة الترع من الشوائب والقمامة بالإضافة إلى زيادة سرعة المياه وسرعة وصولها للفلاح ولكن التكلفه عاليه، قائلا: أتمنى أن نكتفي بهذا القدر من المشروع ليس من أجل العيوب ولكن يجب أن نتوقف عن انفاق ٦٢ مليار جنيه من اجل المنظر الجمالي ونكتفي فقط بمعالجة الترع المتعبة التي بها صعوبة في إيصال المياه للمزارعين لان تبطين هذه الترع سيكون في هذه الحالة بمثابة علاج.
الفرق في الحفاظ على المياه من التسرب في الترع المبطنة والترع الطينية
وأكد أن الفرق في الحفاظ علي المياه من التسرب في الترع المبطنة والترع الطينية في الوادي والدلتا فرق بسيط جدا مؤكدا أن الاستهلاك الحقيقي والتسرب الحقيقي يكون في الأرض الزراعية خلال عملية الري بالغمر، كما أن المياه التي تتسرب خلال الري بالغمر نقوم بإخراجها مرة أخري علي هيئة مياه جوفية والاستفادة منها.
المشروع القومى لتأهيل الترع.. لماذا تتجه الدولة المصرية لتنفيذ مثل هذه المشروعات؟
ولفت أستاذ الموارد المائية إلى أن الدولة المصرية تنفذ مثل هذه المشروعات لأن الزراعة في مصر زراعة مروية "ري صناعي عن طريق القنوات والترع " مؤكدا أن الدولة المصرية تعتمد في ري الأراضي الزراعية بالطريقة المروية بنسبة ٩٧ ٪ مقابل ٣ ٪ فقط تستخدم مصر الطريقة المطرية "الاعتماد على الأمطار في الري والزراعة".
وقال إن الدول الأفريقية بالكامل تعتمد على الزراعة المطرية ماعدا مصر ونصف السودان تقريبا موضحا أن الزراعة المروية تلزم وجود قنوات لنقل المياه للترع للوصول إلى المزارع وهذا مادفع الدولة لتبطين هذه الترع لمنع أي فاقد في المياه.
الجدير بالذكر أن وزارة الموارد المائية والري انتهت من تنفيذ ٥ آلاف و٤٧٦ كيلومترًا من الترع، وذلك ضمن أعمال المرحلة الأولي والتي تستهدف تأهيل ٧ آلاف كم من الترع بمختلف المحافظات.
