تسريبات نوري المالكي.. هل ترسم ملامح الحياة السياسية بالعراق الفترة المقبلة
خرجت منذ أيام تسريبات إلي رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، تهم فيها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، بالخيانة والعمالة إلي أمريكا وإسرائيل.
وجاءت أيضا فيها أن مقتدي الصدر ينتقد قوات الحشد الشعبي بجانب مساعيه إلي قتل الشعب العراقي، كما جاء تسريب المالكي باستخدام قوة السلاح وأنه قام بتجهيز وتسليح من 10 إلي 15 تجمعا استعداد لاقتتال شيعي شيعي في العراق.
وأفاد التسريب أن المالكي سوف يقوم بالهجوم على النجف لحماية المرجعية والناس في حال هاجمها الصدر، كما عبر عن خيبة أمله من جماعات "الحشد الشعبي"، واستبعد إمكانية الاعتماد عليهم، ووصفهم بـ "أمة الجبناء".
رد المالكي
خرج الملكي ينفي لك التسريبات التي تهاجم الصدر وقال إنه لا يعرف عنها شي، وأكد أن التقنيات الحديثة قادرة على تزييف صوته.
رد الصدر
خرج مقتدى الصدر منذ قليل عبر موقع التواصل الإجتماعي "تويتر"، يرد على تسريبات نوري المالكي الذي انتقد فيها قائلا: "العجب كل العجب أن يأتي التهديد من حزب الدعوة المحسوب على آل الصدر ومن كبيرهم المالكي ومن جهة شيعية تدعو طلبها لقوة المذهب".
وكما طلب من المتحالفين مع المالكي بإطفاء الفتنة من خلال استنكار مشترك من قبل قيادات الكتل المتحالفة معه، بالإضافة استنكار تهمة العمالة لإسرائيل وأيضا قتل العراقيين لأنه هو من دافع عن العراقيين والمالكي من يد صدام.
وأيضا استنكار تعديه على القوات الأمنية العراقية واتهام الحشد الشعبي بالجبن وتحريضه على الفتنة والاقتتال الشيعي الشيعي.
ودعا المالكي، البعد عن الحياة السياسية وأن يقوم بالصلاة والتقرب إلى الله.
تحويل العراق إلي لبنان ثانية
قال الدكتور غازي فيصل حسين، مدير المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية، أنه من المؤكد أن التسريبات الصوتية إلي السيد نوري المالكي سوف تأثر في الحياة السياسية العراقية خصوصًا بعد مهاجمة السيد الصدر والمرجعية والتهديدات.
وأضاف الدكتور غازي فيصل في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن الجميع ينتظر التأكد من صحة تلك التسريبات وفي حالة صحتها يعني زعزعة أمن واستقرار العراق وذلك بسبب تهديدات الحرب التي جاءت فيها أكثر من مرة لأنه سوف تأخذ شكل طائفي وأهلي.
وأكد مدير المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية، في حالة اندلاع حرب طائفية في العراق يعني تحول العراق إلي لبنان الثانية.
الخوف من المالكي
أشار الكاتب العراقي علي البيدر، الخبير في الشؤون السياسية العراقية، إلي أن تلك التصريحات هي عبارة عن النار التي تكون تحت رماد العملية السياسية في العراق.
و أضاف الكاتب العراقي علي البيدر في تصريحات خاصة ل "الفجر"، أن السيد مقتدى الصدر قام بالرد على تلك التسريبات وطلب من الأحزاب الشيعية المتحالفة استنكار كل ما جاء في هذه التسريبات ولكن في الحقيقة من الممكن أن تلك الأحزاب لن تخرج إلي استنكار.
واختتم الخبير في الشؤون السياسية العراقية، وذلك بسبب أن تلك الأحزاب الشيعية تنقسم إلي قسمين منهم من تخشى المالكي ومنهم يريد أن يكون في الحكومة القادمة التي سوف يشكلها أو يشرف عليها المالكي.