تعرف على فضل حسبنا الله ونعم الوكيل على سائر الأدعية

تقارير وحوارات

حسبنا الله ونعم الوكيل
حسبنا الله ونعم الوكيل

 

جعل الله سبحانه وتعالى الدعاء حلقة وصل بيننا وبينه للتقرب لله بالعبادة والطاعة والدعاء، ودعاء حسبنا الله ونعم الوكيل كثيرًا ما نسمع من يشعر بالظلم يردده، هو دعاء الخوف والامن فما من مؤمن دعا الله به آلا آمنه، فضل الدعاء بحسبنا الله ونعم الوكيل هو كسب حفظ الله عز وجل وكذلك عنايته وكسب الرزق والسعادة في الدنيا والآخرة، بأن يأتي بالفرج القريب وتيسر الأمور كلها وكذلك السعة في الرزق كما إن هذا الدعاء يلقي بالخوف في قلب الظالم وذلك لأنه يعلم فضل هذا الدعاء ونتائجه على الظالم.


فضل قول حسبنا الله ونعم الوكيل


يقول المظلوم حسبنا الله ونعم الوكيل، لأنه لا يستطيع أن يرد عن نفسه الظلم، هذه الجملة القصيرة لها فضل كبير عند الله سبحانه وتعالى، حيث يلجأ الناس إلى الله في وقت الشدة ووقت الشعور بالظلم، والتعنت من قبل بعض البشر.

وهذه الكلمة حسبنا الله ونعم الوكيل تكفي عند الله عز وجل بأخذ حق المظلوم، ونصره في الدنيا، وفي الآخرة.

يقول الإنسان  حسبنا الله ونعم الوكيل في كل الأوقات، وأوقات الشعور بالضيق، وليس كما يعتقد العديد من الناس أن هذا الدعاء لا يقال إلا في أوقات الانتقام من شخص، أو الشعور بالظلم فقط. حيث أن الدعاء بحسبنا الله ونعم الوكيل، يقال في كل الأمور في وقت الضيق ووقت الشدة، وأيضًا يقال عند العجز عن إثبات الحق، وهو له فضل كبير جدًا عند الله جل شأنه، وهو من أفضل الأدعية المستحبة عند الله عز وجل، لأنه يعبر عن التوكل على الله في كل الأحوال، والاعتماد على الله في رد الظلم، والانتقام من الظالمين بقدرة الله عز وجل.

فالدعاء بحسبنا الله ونعم الوكيل، من أعظم الأدعية فضلًا ؛ وأعلاها مرتبة لأنه يتضمن حقيقة التوكل على الله عز وجل، ومن صدق في لجوئه إلى ربه سبحانه حقق له الكفاية المطلقة، الكفاية من شر الأعداء، والكفاية من هموم الدنيا ونكدها، والكفاية في كل موقف يقول العبد فيه هذه الكلمة يكتب الله عز وجل له بسببها ما يريده، ويكتب له الكفاية من الحاجة إلى الناس، فهي اعتراف بالفقر إلى الله، وإعلان الاستغناء عما في أيدي الناس.

 

معنى حسبنا الله ونعم الوكيل

وردت حسبي الله ونعم الوكيل في الكتاب والسنة الصحيحة وهي من أعظم الأدعية، فقد وردت مشروعيته في القرآن الكريم في حكاية الله عز وجل عن الصحابة الكرام في أعقاب معركة أحد، وذلك حين خوَّفهم بعضُ المنافقين بأن أهل مكة جمعوا لهم الجموع التي لا تهزم، وأخذوا يثبطون عزائمهم، فلم يزدهم ذلك إلا إيمانا بوعد الله، وتمسكا بالحق الذي هم عليه، فقالوا في جواب جميع هذه المعركة النفسية العظيمة حسبنا الله ونعم الوكيل.  

يقول عز وجل: ( الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ. الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ. فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ ).

 فضل حسبنا الله ونعم الوكيل

فضل حسبنا الله ونعم الوكيل في حياة الرسول 
 

 
لقد اصيب النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في غزوة أحد بجراحات بالغة، وكانت معركة قاسية عليهم فقدوا فيها سبعين، واثخن العدو فيهم، ومع ذلك توقع النبي صلى الله عليه وسلم أن يباغته العدو ويرجع مرة أخرى، فقرر أن يقوم بعملية تعقب لهم ومطاردة، لئلا يظن العدو أن الجراح قد أنهكتهم، فخرج بأصحابه حتى بلغوا حمراء الأسد، وعندها سمع النبي صلى الله عليه وسلم أن المشركين يريدون العودة للإجهاز على المسلمين واستئصال شأفتهم، عندها أمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه أن يعتصموا بـ "حسبنا الله ونعم الوكيل وكان حالهم وديدنهم؛ كما قال الله: ﴿ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ﴾. 
 
يقول ابن إسحاق: "كان أحُد يوم السبت للنصف من شوال، فلما كان الغد يوم الأحد سادس عشر من شوال، أذَّن مؤذنُ رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس بطلب العدو، وألا يخرج معنا إلا من حضر أمس، فاستأذنه جابر بن عبدالله في الخروج معه فأذن له، وإنما خرج مرهبًا للعدو، وليظنوا أن الذي أصابهم لم يوهنْهم عن طلب عدوهم".

وعن عائشة رضي الله عنها أنها: (قرأت قول الله تعالى: ﴿ الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ والرسول من بعد وما اصابهم الْقَرْحُ ﴾، فقالت لعروة ابن أختها: يا بن أختي كان أبوك منهم الزبير وأبو بكر، لما أصاب الرسول صلى الله عليه وسلم ما أصاب يوم أحد، فانصرف عنه المشركون خاف أن يرجعوا، فانتدب منهم سبعين رجلًا كان فيهم الزبير وأبو بكر. (رواه البخاري)