"بعد قمة جدة".. إلى أين ستتجه بوصلة حركة حماس
في ظل ما تشهده المنطقة من تطورات سريعة بالتزامن مع انعقاد "قمة جدة للأمن والتنمية" بالمملكة العربية السعودية، بحضور زعماء دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن والعراق والولايات المتحدة يوم السبت، وقيام سلاح الجو الإسرائيلي بقصف عددًا من المواقع التابعة لحركة حماس وسط قطاع غزة، في الساعات الأولى من صباح نفس اليوم صار العديد من المراقبون يتابعون عن كثب موقف حركة حماس من المصالحة الفلسطينية أولا، وعلاقاتها بدول محور الاعتدال العربي ثانيا.
وفي ضوء ذلك وجه وزير الإعلام الأردني الأسبق صالح القلاب انتقادات حادة لحركة حماس، في ظل تعنت مواقفها من المصالحة الفلسطينية برغم ما تشهده الساحة الفلسطينية من تطورات خطيرة.
حيث قال القلاب أن حركة حماس مازالت تصر على سلخ نفسها من جسم الدولة الفلسطينية، باصرارها على اعتبار نفسها حركة إسلامية تابعة لتنظيم إخوان المسلمين، وهو ما يعني أنهم يستبعدون أنفسهم عن العمل الوطني الفلسطيني بشكل خاص والقومي العربي بشكل عام، بعد ان فضلوا العمل تحت مظلة التنظيم الدولي لجماعة مصنفة كتنظيم إرهابي في العديد من دول المنطقة والعالم.
وتابع القلاب، أن إصرار حماس على استعداء محور الاعتدال العربي الذي يشكل الحاضنة الحقيقية للقضية الفلسطينية والارتماء في أحضان طهران جعلها تخسر كل التعاطف الذي كانت تحظى به في وقت سابق سواء داخليا أو خارحيا.
ويذكر ان إسماعيل هنية قام مؤخرا بزيارة لجنوب لبنان لمقابلة الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، لتطبيع العلاقات بين حماس وحزب الله، بعد خصام دام لأكثر من عشرة سنوات جراء تضارب مواقفهم من الثورة السورية 2011م.
وكان رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية ماجد فرج قد عبر عن رفضه في وقت سابق لمحاولات التغلغل الإيراني في العمق العربي، معتبرا أن القيادة الفلسطينية ترفض السكوت عن المشروع الايراني المشبوه.
وكانت مصادر فلسطينية مطلعة قد ذكرت ان قيادة حماس قد طالبت الحكومة الإسرائيلية عبر الوساطات الدولية بالمزيد من التسهيلات ورفع القيود المفروضة على معبر بيت حانون مقابل تثبيت الهدوء وعدم التصعيد في الفترة القادمة، لإعادة كسب أصوات لها في الشارع الفلسطيني الذي سئم من تصرفات حماس العنترية بالأعوام الأخيرة.
جدير بالذكر لم تعد تحظى حماس بذات التأييد الشعبي في القدس والضفة حسب اخر الدراسات المسحية هناك، حيث يتهم عدد كبير من المقدسيين حركة حماس بالزج بهم في معارك مع قوات الاحتلال، دون وجود أي نية لدى حماس لدعم هوالاء المقدسيين وتعويضهم عن الخسائر التي يتكبدونها بعد موجات التصعيد المتكررة.