كيف أثبتت زيارة بايدن للسعودية قوة المملكة ورفضها التدخل في شؤونها؟
شهد العالم كله أمس واليوم زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى المملكة العربية السعودية وذلك من أجل توطيد العلاقات بين البلدين.
بالإضافة إلي حضور قمة جدة المنعقدة بالمملكة العربية السعودية وذلك بين مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن والعراق والولايات المتحدة الأمريكية.
وهذا يعني تراجع الرئيس الأمريكي جو بايدن عن مواقفه تجاه المملكة العربية السعودية بعد مهاجمته ولي العهد السعودي.
إساءة بايدن
خرج الرئيس الأمريكي جو بايدن أثناء الحملة الانتخابية إلي الرئاسة وقال إن المملكة العربية السعودية سوف تكون دولة منبوذة وذلك بسبب قتلها الإعلامي جمال خاشقجي.
زيارة بايدن إلى المملكة
قام الرئيس الأمريكي جو بايدن بزيارة رسمية إلي المملكة العربية السعودية تبدأ من 15 إلي 16 يوليو وذلك من أجل حضور القمة العربية الأمريكية.
وذلك بحضور مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن والعراق والولايات المتحدة الأمريكية.
مكانة المملكة تفرض نفسها على بايدن
قال الدكتور إبراهيم جلال فضلون، الخبير في الشؤون السياسية والاقتصادية، أن الرئيس الأمريكي جو بايدن أدرك أن المملكة العربية السعودية قوة فاعلة وحجر أساس واستقرار للمنطقة، وأن عليه الحضور للتفاهم والتنسيق معها ومع دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية خصوصا مصر وهذا ما يعني أن المنطقة أمام إعادة ترتيب الأولويات بحضور الدول الفاعلة، وتدرك السعودية أن العمل الجماعي وتنسيق المواقف بينهم هو الطريقة الأكثر نجاحًا في تقوية التحالف الاستراتيجي بين دول المنطقة والولايات المتحدة الأمريكية.
وأضاف الدكتور إبراهيم جلال فضلون في تصريحات خاصة ل "الفجر"، أن العالم أصبح يأخذ شكلًا جديدًا أكثر وضوحًا بعد الحرب الروسية الأوكرانية، الأمر الذي يستدعي بالضرورة إلي إعادة رسم وفهم السياسة الدولية لهذا العالم الجديد.
واستكمل فضلون، أن المملكة تُعد شريكًا استراتيجيًا لأميركا لا يمكن إغفاله بل وهي أساسية في أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط اقتصاديًا وسياسيًا، واستقرار أسواق الطاقة دوليًا، فمجيء الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى السعودية، سيعزز استدامة العلاقات الاستراتيجية بين الرياض وواشنطن في جميع النواحي السياسية والاقتصادية والأمنية.
وأشار إلى أن بايدن ثاني رئيس يكتب خطأه تجاه السعودية وتجاه موقفها من ولي العهد السعودي والموقف اليمني خاصة إرهاب الحوثيين وهم من ميليشيات إيران والتي تقوم بإرهاب بالمنطقة كونها سببًا في تفجيران منابع النفط العالمي، وبالإضافة إلي أهمية السعودية كمصدر للنفط أصبح الاعتماد المتبادل بينها وبين الغرب – الجهة المستهلكة الأساسية للنفط السعودي – ضرورة لا غنى عنها. وأدى ذلك بدوره إلى قيام علاقات سياسية وعسكرية قوية بينهما أصبحت في بعض الأحيان مصدر احراج للجانبين على حد سواء.
واختتم الخبير في الشؤون السياسية والاقتصادية، لقد عاد بايدن لبلاده المنهك اقتصاديا ب 18 اتفاقية ومذكرات للتعاون المشترك في مجالات الطاقة والاستثمار والاتصالات والفضاء والصحة.
قدرة المملكة
صرح الباحث محمود أبو حوش، الخبير في العلاقات الدولية، أن زيارة بايدن إلي المملكة العربية السعودية كشفت قدرة المملكة الحقيقة.
وأضاف الباحث محمود أبو حوش في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن واشنطن تعلم جيدا قوة ونفوذ المملكة العربية السعودية فهذا جاء بايدن إلي المملكة من أجل عودة تلك العلاقات.