مساجد ومواقع مباركة يرتادها ضيوف الرحمن ضمن المناسك وبعدها “تعرف عليها”
أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء أن ضيوف الرحمن بالأراضى المقدسة يرتادون مسجد الميقات ويعرف بعدة أسماء فهو مسجد الإحرام أوالميقات لأن أهل المدينة والذين يمرون عليه من غير أهلها يحرمون منه للحج وهو من المواقيت التى حددها النبى عليه الصلاة والسلام كما يعرف بمسجد آبار على وسُمّى بهذا الاسم لأن الخليفة الراشد علي بن أبى طالب كرم الله وجهه قام بحفر آبار عندما أقام فى ذى الحليفة فى عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه.
مسجد الميقات
ويضيف أن مسجد الميقات يقع على الجانب الغربى من وادى العقيق وهو واد مبارك كما أطلق عليه النبي هذا اللقب وقد أصبح موقعًا للإحرام لمن يريد الحج أو العمرة ويبعد عن المسجد النبوى الشريف 14كم وبنى المسجد في عهد عمر بن عبد العزيز عندما كان واليًا على إمارة المدينة عام 87 /93 هـ وجدد فى العصر العباسى ثم جدد فى العصر العثمانى فى عهد السلطان محمد الرابع عام 1058- 1099هـ وكان مسجدًا صغيرًا جدًا مبنيًا من الطوب اللبن والحجارة ولم يكن الحجاج والمعتمرون فى المواسم يجدون راحتهم فيه فأمر الملك فيصل بتجديده وتوسعته ومع زيادة عدد الحجاج والمعتمرين أمر الملك فهد بن عبد العزيز بمضاعفة حجمه وتزويده بالمرافق اللازمة فأصبح المسجد محطة متكاملة للمسافرين.
تخطيط الجامع
ويتابع بأن المسجد بُنى على شكل مربع مساحته ستة آلاف متر مربع ويتكون من مجموعتين من الأروقة ويتسع المسجد لخمسة آلاف مصلى وله مئذنة متميزة على شكل سلم حلزوني ارتفاعها 62 م وتتصل بالمسجد مبانى الإحرام والوضوء كما بنى من جهته الشرقية سوق لتأمين حاجات الحجاج وأنشئت في الجهة الغربية منه مواقف سيارات وحديقة فسيحة ذات أشجار ونخيل أعطت الموقع لمسة جمالية رائعة
مسجد قباء
ويشير الدكتور ريحان إلى مسجد قباء والذى يحرص ضيوف الرحمن على زيارته بعد أداء المناسك وهو أول مسجد بنى فى الإسلام روى الطبرانى بسنده إلى سهل بن حنيف أن النبى صلى الله عليه وسلم قال "من تطهر في بيته ثم أتى مسجد قباء فصلى فيه صلاة كان له أجر عمرة " وورد أنه صلى الله عليه وسلم كان يزور قباء يوم السبت ويركب له وصارت تلك عادة أهل المدينة حيث يذهبون إلى مسجد قباء يوم السبت للصلاة فيه حتى يومنا هذا وقد أثنى الله على أهل قباء بقوله " لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ" التوبة 108 وذكر ابن أبى خيثمة أن رسول الله حين أسسه كان هو أول من وضع حجرًا فى قبلته ثم جاء أبو بكر بحجر فوضعه ثم جاء عمر بحجر فوضعه إلى حجر أبى بكر ثم أخذ الناس في البنيان.
المساجد السبعة
وينوه الدكتور ريحان إلى المساجد السبعة التى تقع بالمدينة المنورة وهى مجموعة مساجد صغيرة عددها الحقيقى ستة وليس سبعة ولكنها اشتهرت بهذا الاسم نظرًا لإضافة البعض لمسجد القبلتين ضمن هذه المساجد وتقع هذه المساجد الصغيرة في الجهة الغربية من جبل سلع عند جزء من الخندق الذي حفره المسلمون في عهد النبى للدفاع عن المدينة المنورة عندما زحفت إليها قريش والقبائل المتحالفة معها سنة خمس للهجرة ويروى أنها كانت مواقع مرابطة ومراقبة في تلك الغزوة وقد سمى كل مسجد باسم من رابط فيه عدا مسجد الفتح الذى بنى فى موقع قبة ضربت لرسول الله وهو أكبر المساجد السبعة مبنى فوق رابية فى السفح الغربى لجبل سلع ويروى أنه سمى بهذا الاسم لأنه كان خلال غزوة الأحزاب مصلى لرسول الله وقد بناه عمر بن عبد العزيز في فترة إمارته على المدينة وأعيد بناؤه في عهد السلطان العثمانى عبد المجيد الأول علاوة على مسجد سلمان الفارسى وسجد أبى بكر الصديق ومسجد عمر بن الخطاب ومسجد على بن أبى طالب ومسجد فاطمة الزهراء.
جبل أحد
وأشار ريحان إلى جبل أحد وهو جبل من الجرانيت الأحمر وأجزاء منه بالأسود والأخضر يقع على مقربة منه عدة جبال صغيرة منها جبل ثور وجبل عينين له مكانة كبيرة فى نفوس المسلمين فقد وردت فى فضله أحاديث عديدة منها قوله صلى الله عليه وسلم (إن أحدًا جبل يحبنا ونحبه)
مقبرة الشهداء
ويجاور جبل أحد مقبرة الشهداء التى تحوى بين ثراها سبعين من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم الذين باعوا دماءهم لأجل الرسالة ومنهم مقبرة سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب عم الرسول عليه السلام ومقبرة حنظلة بن أبي عامر الذى غسّلته الملائكة وقد اختار الرسول موقع هذه المقبرة لدفنهم فيها بين جبل الرماة وجبل أحد وقد تم تغييرها عندما نقلت رفات شهداء أحد فى عهد خلافة معاوية بن أبي سفيان إلى موضع آخروهو الذي تعرف به اليوم خوفا عليها من أن يجرفها السيل وحين أمر الرسول بدفن الشهداء في المقبرة كان يأمر بإحضار سبعة سبعة يصلى عليهم بسبعة تكبيرات ثم دفنوا دون غسلهم وبدمائهم وعلى هيئتهم التى استشهدوا عليها حتى انتهى بحمزة وقال عنه "سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب" وقد مات حمزة عام 624 م وعمره 58 عامًا ودفن فى بطن جبل أحد وبجواره قبر ابن أخته عبد الله بن جحش وكذلك حنظلة بن أبى عامر وهذه المقبرة التي ضمت 70 من الصحابة كان لها معزة فى قلب رسول الله وكما ورد عنه أنه كان يتعهدهم بالزيارة بين حين وآخر وهو ما سارت عليه أمته من بعده حيث يزورها كل حجاج بيت الله فى موسم الحج والمعتمرين طوال العام