عن ماذا تدور احتجاجات سريلانكا؟ ومن المسؤول؟
هزت سريلانكا احتجاجات اقتصادية أدت إلى حالة من الفوضى في الدولة الواقعة في جنوب آسيا، وأجبرت الرئيس السريلانكي، جوتابايا راجاباكسا،على الفرار من البلاد اليوم الأربعاء واقتحم مئات المتظاهرين مكتب رئيس الوزراء ومقر التلفزيون الحكومي مطالبين بالإطاحة به، حيث طغت انتفاضة شعبية على أزمة اقتصادية مدمرة على قوات الأمن.
إليكم متابعي موقع الفجر الإلكتروني دليل موجز لما يحدث حول احتجاجات سريلانكا، نقلًا عن شبكة "سي إن إن" الإنجليزية:
ما سب احتجاجات سريلانكا؟
يقول المحللون، إن الأزمة الاقتصادية التي اجتاحت سريلانكا كانت تتشكل لسنوات مع سلسلة من القرارات الحكومية التي أدت إلى تفاقم الصدمات الخارجية.
على مدى العقد الماضي، اقترضت حكومة سريلانكا مبالغ ضخمة من الأموال من المقرضين الأجانب لتمويل الخدمات العامة.
وقد تزامنت فورة الاقتراض هذه مع سلسلة من ضربات المطارق لاقتصاد سريلانكا، من كل من الكوارث الطبيعية - مثل الرياح الموسمية الغزيرة - إلى الكوارث التي من صنع الإنسان، بما في ذلك الحظر الحكومي على الأسمدة الكيماوية التي قضت على محاصيل المزارعين.
في مواجهة عجز هائل، خفض "راجاباكسا" الضرائب في محاولة محكوم عليها بالفشل لتحفيز الاقتصاد. لكن هذه الخطوة جاءت بنتائج عكسية، وأضرت بدلًا من ذلك بإيرادات الحكومة.
ماذا حدث في الأيام الأخيرة؟
تصاعدت احتجاجات سريلانكا منذ مارس، عندما اندلع الغضب العام في الشوارع بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية ونقص الوقود وانقطاع الكهرباء في الوقت الذي تكافح فيه البلاد لسداد الديون.
احتشد عشرات الآلاف من المتظاهرين خلال عطلة نهاية الأسبوع خارج مكتب الرئيس ومقر إقامته قبل اختراق الطوق الأمني. وأظهرت لقطات مثيرة المتظاهرين وهم يسبحون في حمام السباحة الخاص بالرئيس.
ونقلت القوات المسلحة السريلانكية "راجاباكسا" إلى سفينة تابعة للبحرية قبل دقائق من اقتحام المتظاهرين لمنزله، حسبما قال مصدر عسكري رفيع المستوى لشبكة سي إن إن يوم الأحد. ثم هرب صباح اليوم الأربعاء مع زوجته من سريلانكا ووصلا إلى جزر المالديف.
من المسؤول الآن؟
وقال مسؤولون، إن "راجاباكسا" كان من المقرر أن يتنحى رسميًا، اليوم الأربعاء، عقب اجتماع طارئ دعا إليه رئيس البرلمان ماهيندا يابا أبيواردينا بشأن احتجاجات سريلانكا. وكتب رئيس وزراء سريلانكا، رانيل ويكرمسينج، على "تويتر" أنه سيتنحى "لضمان استمرار الحكومة بما في ذلك سلامة جميع المواطنين".
لكنه فر من البلاد قبل أن يتنحى رسميًا. ثم عين رئيس الوزراء، رانيل ويكرمسينغ لتولي منصب الرئيس.
ماذا سيأتي بعد ذلك؟
يريد المتظاهرون استقالة الحكومة بأكملها، وليس هناك ما يشير إلى توقف الاضطرابات ما لم يحدث ذلك.
وقال منظم الاحتجاج، الأب جيفانتا بيريس، يوم الثلاثاء "نريد أن نحذر الرئيس جوتابايا راجاباكسا، ورئيس الوزراء والحكومة بأكملها من أن اليوم الثالث عشر هو آخر يوم لك لتولي السلطة".
وأضاف الأب جيفانتا بيريس: "مئات المتظاهرين يقتربون بالفعل من كولومبو في هذه اللحظة بالذات. إذا لم يتحقق هذا التغيير غدًا، فسيتم إثبات نضال الشعوب الذي أدى إلى هذه الثورة مرة أخرى، وسيظهر من خلال الاحتجاجات والعمل الصارم وسلطة الشعب".
التخطيط لإعلان حالة الطوارئ بسبب احتجاجات سريلانكا
قال مكتب الرئيس السريلانكي بالإنابة الجديد، رانيل ويكرمسينج، إنه يعتزم إعلان حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد، حيث نزل المتظاهرون إلى شوارع العاصمة التجارية كولومبو اليوم الأربعاء.
كما أوعز إلى وزارة الدفاع بفرض حظر تجول في جميع أنحاء كولومبو وبقية المقاطعة الغربية للبلاد بعد أن أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع على الحشود خارج مكتب رئيس الوزراء، حسبما قال مسؤول في الوزارة لشبكة سي إن إن.
وقال المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إن “ويكرمسنج” أمر "باعتقال الأشخاص المشاغبين ومن يسافرون في شاحنات".
وأظهر مقطع فيديو مباشر اطلعت عليه شبكة سي إن إن متظاهرين يسيرون باتجاه مبنى مكتب رئيس الوزراء، وهم يهتفون بأن القادة يحاولون الفرار.
استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق مجموعة من المتظاهرين الذين حاولوا اختراق الحواجز خارج المبنى.
