الدجالون يكتبون عليها الأعمال..
من ينقذ الترسة من الصيادين.. خرافات حول القدرة الجنسية تهددها بالانقراض
تعد "الترسة" أو السلحفاة البحرية، أشهر أنواع الكائنات البحرية المعرضة للانقراض، وذلك بسبب المعتقدات الشعبية الخاطئة حولها، إذ يعتقد البعض إنها تقوى القدرة الجنسية ومعالجة النحافة والقضاء عليها في أسرع وقت، بخلاف الدجالين الذين يشترون "الصدفة" الخاصة بها لاستخدامها في أعمال السحر والشعوذة، وقد أدى ذلك الإقبال الكبير على شراء لحوم ودماء وصدفة السلحفاة البحرية، إلى ارتفاع سعرها ليتراوح من 800 إلى 1200 جنيه للسلحفاة الواحدة.
العادات والمعتقدات الشعبية
وتنتشر تلك العادات والمعتقدات الشعبية إذ يتم صيد " الترسة" وبيعها بالأسواق بالمخالفة للقوانين البيئية التى تمنع صيدها، لأنها كائن بحري مهدد بالانقراض، وتشن أجهزة الأمن والمسطحات المائية حملات مكبرة على أسواق بيع الأسماك بالإسكندرية، لضبط بيع "الترسة" المخالف للقوانين البيئية، ويتم إعادة إطلاقها إلى المياه مرة أخرى.
متحف الأحياء المائية بالإسكندرية
"الفجر" أجرت جولة داخل متحف الأحياء المائية بالإسكندرية، أمام أماكن عرض "الترسة البحرية" أو السلحفاة البحرية المهددة بالانقراض، ويقول الدكتور حمدى عمر مدير متحف الأحياء المائية بالإسكندرية، إن هذا الكائن البحري المهدد بالانقراض، تحتم علينا أمانتنا العلمية، وضمير المجتمع، أن يتحرك من أجل إنقاذها، فلمجرد معتقدات شعبية وهمية، أصبح التوازن البيئي في خطر جارف.
الربح السريع
ويضيف “عمر” أصبح صيد تلك الترسة، هدفًا لدى المخالفين للقانون الذين يسعون للربح السريع من جراء الحصول عليها وذبحها لبيع لحمها ودمها لهؤلاء الراغبين في تعزيز قدرتهم الجنسية، وفقا لمعتقدات شعبية خاطئة، مؤكدا أن شرب الدماء قد يسبب أضرار كبيرة لصحة الإنسان، محذرًا من استغلال بعض البائعين الصيادين لتلك المعتقدات وبيعها بأسعار باهظة.
وأضاف مدير متحف الأحياء المائية، أن تلك السلحفاة البحرية، تعود أهميتها لمسألة خطيرة جدا، وهي مسألة التوازن البيئي فهذا الكائين البحري، يتغذى على قنديل البحر، أحد أخطر الكائنات البحرية، التي تعكر صفو الإنسان في تواجده في الماء، وانقراض الترسة، يؤدي إلى زيادة أعداد قنديل البحر بشكل كبير، موضحا أن السلحفاة البحرية تعيش حتى عمر 15 عامًا ويصل وزنها إلى نحو 300 كجم، مؤكدًا أن هناك العديد من القوانين وتعليمات وزارة البيئة التي تجرم صيدها أو بيعها في الأسواق.
أزمة البلاستيك
وقال “عمر” إن هناك مشكلة أخرى غير مشكلة الصيد الجائر، أو محاولة الحصول عليها بسبب المعتقدات الشعبية الخاطئة، وهذا السبب هو التلوث البيئ بالأكياس البلاستيكية، غذ تسبب لها أضرارا بالغة وصلت لحد الموت، وأدى إلقاء المخلفات البلاستيكية من أكياس وغيرها، لتعرضها للانقراض وتكاثر قنديل البحر بأعداد كبيرة بالبيئة البحرية، بما يتسبب في خلل بيئي.
يذكر أن محافظ الإسكندرية قد شدد على ضرورة شن عدة حملات بالتنسيق بين إدارة شرطة المسطحات المائية، وجهاز شئون البيئة على الأسواق لضبط المتاجرين بها، وحماية الأسواق من عرض جميع أنواع الحيوانات المهددة بالانقراض، تنفيذًا لقانون البيئة رقم 4 لسنة 1994 المادة 28، إذ تصل العقوبة للحبس 3 سنوات وغرامة من 5 آلاف إلى 50 ألف جنيه، ومصادرة الحيوانات ثم إطلاقها إلى بيئتها الطبيعية.