أوكرانيا تنفذ ضربة صاروخية ناجحة ضد القوات الروسية في الجنوب

أعلنت السلطات في أوكرانيا، اليوم الثلاثاء، أنها نفذت ضربة صاروخية بعيدة المدى ناجحة ضد القوات الروسية المتمركزة في جنوب البلاد، وهي منطقة تقول كييف، إنها تخطط لاستعادتها في هجوم مضاد باستخدام مئات الآلاف من القوات.

وبحسب أوكرانيا، أصابت ضربة صاروخية مستودع ذخيرة في بلدة نوفا كاخوفكا في منطقة خيرسون وقتلت 52 روسيًا. جاء ذلك بعد أن زودت واشنطن أوكرانيا بأنظمة مدفعية متنقلة HIMARS " هيمارس راجمة صواريخ" تقول كييف، إن قواتها بدأت في استخدامها بفعالية أكبر من أي وقت مضى، كما أورد موقع صحيفة بريد قبرص.

ووفقًا للموقع الإلكتروني، أعطى مسؤول روسي في منطقة خيرسون نسخة مختلفة. وقال، إن سبعة أشخاص على الأقل قتُلوا في ضربة صاروخية نفذتها أوكرانيا وأصيب مدنيون وبنية تحتية مدنية.

ولم يتسن لوكالة رويترز التحقق بشكل مستقل من روايات ساحة المعركة.

المنطقة التي ضربتها أوكرانيا، هي تلك التي استولت عليها القوات الروسية بعد إطلاق هجومها في 24 فبراير، ما وصفته موسكو بـ "عملية عسكرية خاصة"، وهي ذات أهمية استراتيجية مع الوصول إلى البحر الأسود، وهي صناعة زراعية مزدهرة ذات يوم، وموقع شمال جزيرة القرم التي ضمتها روسيا.

تحدث مسؤولون في الحكومة الأوكرانية عن جهود لحشد ما يصل إلى مليون جندي، وعن هدفهم لاستعادة الأجزاء الجنوبية من أوكرانيا تحت السيطرة الروسية التي قالوا، إنها مهمة لأسباب اقتصادية وسياسية.

وقالت القيادة العسكرية الجنوبية لـ أوكرانيا في بيان: "بناءً على نتائج وحداتنا الصاروخية والمدفعية، فقد العدو 52 an Msta-B howitzer "مدافع سوفيتية مدرعة"، ومدفع هاون، وسبع مدرعا، ومركبات أخرى، فضلًا عن مستودع للذخيرة في نوفا كاخوفكا".

وأظهرت مقاطع فيديو، لم يتم التحقق منها على وسائل التواصل الاجتماعي، دخانًا وشررًا، تلاه انفجار كرة نارية هائلة في سماء الليل. وأظهرت صور أنقاض تناثرت في الشوارع ومبان محترقة.

وأظهرت صور نشرتها وسائل إعلام رسمية روسية أرضا قاحلة مغطاة بالركام وبقايا مبان.

وقال مسؤول من الإدارة المحلية التي أقامتها روسيا، إن أوكرانيا استخدمت صواريخ HIMARS في ضربة صاروخية، وإنها دمرت مستودعات تحتوي على ملح صخري، وهو مركب كيميائي يمكن استخدامه لصنع الأسمدة أو البارود، مما أدى إلى انفجار كبير.

ولم ترد وزارة الدفاع الأوكرانية على الفور على طلب للتعليق على نوع السلاح المستخدم.

ونقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن فلاديمير ليونيف، رئيس الإدارة العسكرية المدنية لمنطقة كاخوفكا التي أقامتها روسيا، قوله، إن ما لا يقل عن سبعة أشخاص قُتلوا في الهجوم وأُصيب نحو 60.

لا يزال هناك الكثير من الناس تحت الأنقاض. ونقلت "تاس" عن ليونيف قوله: "يتم نقل الجرحى إلى المستشفى.. لكن الكثير من الناس محاصرون في شققهم ومنازلهم."

كما نُقل عنه قوله، إنه تم استهداف مستودعات ومتاجر وصيدلية ومحطات وقود وكنيسة.

وذكرت تقارير لم يتم التحقق منها على وسائل التواصل الاجتماعي، أن الغارة قتلت العديد من كبار القادة العسكريين الروس.

خطط الهجوم المضاد

وحسب موقع صحيفة بريد قبرص، تتهم روسيا، أوكرانيا، بقصف شعبها في الأراضي التي فقدت السيطرة عليها. وتقول أوكرانيا، إنها أجلت أكبر عدد ممكن من الأشخاص من المناطق التي استولت عليها القوات الروسية فيما وصفته هي والغرب بأنها محاولة غير معادة للاستيلاء على أراض على الطراز الإمبراطوري من قبل موسكو.

وتقول كييف والغرب، إن الضربات الروسية كانت عشوائية، مما أسفر عن مقتل مدنيين وتدمير أحياء في المدن.

وتنفي موسكو استهداف المدنيين.. لكن العديد من المدن والبلدات والقرى الأوكرانية دمرت مع اقتراب أكبر صراع في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية من حلول خمسة أشهر.

حاولت روسيا إدخال الروبل في خيرسون، وعرضت جوازات سفر روسية على السكان المحليين الذين سيأخذونها.

ويقول المسؤولون الذين تم تنصيبهم في روسيا، إنهم يخططون أيضًا لإجراء استفتاء على أن تصبح المنطقة جزءًا من روسيا لكنهم لم يحددوا موعدًا بعد.

حث نائب رئيس الوزراء الأوكراني، يوم الأحد الماضي، المدنيين في خيرسون على الإجلاء بشكل عاجل في الوقت الذي تستعد فيه القوات المسلحة الأوكرانية لشن هجوم مضاد هناك.

وقالت نائبة رئيس الوزراء، إيرينا فيريشوك، للتلفزيون الوطني: "من الواضح أنه سيكون هناك قتال، وسيكون هناك قصف مدفعي ... ولذلك نحث الناس على الإخلاء بشكل عاجل".

وأضافت، أنها لا تستطيع تحديد متى بالضبط سيحدث الهجوم المضاد، موضحة: "أعلم على وجه اليقين أنه لا ينبغي أن يكون هناك نساء وأطفال، وألا يصبحوا دروعاً بشرية".

تستعد أوكرانيا نفسها لما تتوقع أن يكون هجومًا روسيًا جديدًا ضخمًا في شرق البلاد، حيث تقول موسكو، إنها مصممة على السيطرة على منطقة دونباس الصناعية بأكملها.

تقوم القوات الروسية منذ أسابيع بقصف أجزاء من منطقة دونيتسك، وهي جزء من دونباس، ومن المتوقع أن تشن هجومًا على مدينة سلافيانسك الشرقية.

بعد أن فشلت روسيا في الاستيلاء بسرعة على العاصمة الأوكرانية كييف، تحولت قواتها إلى دونباس، التي تخضع مقاطعتاها "دونيتسك" و"لوهانسك" جزئيًا لسيطرة الانفصاليين المدعومين من روسيا منذ عام 2014.

تسيطر روسيا الآن على كل منطقة لوهانسك وبعض منطقة دونيتسك. ويهدف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى تسليم السيطرة على نهر دونباس للانفصاليين الذين تقول كييف، إنهم دمى تسيطر عليها روسيا، وهي تهمة ينفونها.