هل اقتربت روسيا من حسم الصراع في أوكرانيا؟
تعدد الأزمات داخل أوكرانيا والفاعل واحد، ما زالت روسيا تبذل كل الجهود للسيطرة على الأراضي الأوكرانية حتى تأمن حدودها البحرية ضد دول الغرب؛ خشية من قيام حرب ضدها بعد إجماع الدول الاوروبية على الوقوف ضد موسكو في القرارات التي اتخذتها كعقوبات للعالم.
حرب الشوارع
واصلت القوات الأوكرانية الاحتفاظ بمواقعها في سيفيرودونيتسك بعد تطور القتال في الشوارع، كما تحافظ على القصف ليل نهار، ومن الجهة الاخري تضغط موسكو للسيطرة عليها فهي اساس هدفها المتمثل في السيطرة على شرق أوكرانيا.
منطقة سيفيرودونيتسك ومدينة ليسيتشانسك الواقعة على الضفة المقابلة لها على نهر سيفيرسكي دونيتس، هما آخر الأراضي التي تسيطر عليها أوكرانيا في إقليم لوغانسك الذي تطمح روسيا جاهدة للسيطرة عليه في إطار تأمين نفسها من الحرب.
وفي هذا الصدد كشف مجلس الأمن الأوكراني عن الوضع القائم في المنطقة واصفًا اياه "بالغ التعقيد" وإن القوات الروسية تركز كل قوتها على المنطقة وتشن هجومات دموية بشكل مستمر.
دعم عسكري غربي
سجلت القوات الروسية إنه ا حققت الهدف الاهم من خطتها العسكرية، والقوات الاوكرانية تعتبر أن المساحة اصبحت مناسبة لبدء حرب استنزاف والتي ستقوم على المقاومة ضد العملية العسكرية الروسية.
وصنف الغرب ما تقوم به روسيا إنه احتلال، وانهم سيوفرون اسلحة لاوكرانية حتي تواصل حربها ضد روسيا وتوجه لها الضربات كرد فعل كما تقوم به موسكو.
ووضع الغرب إستراتيجية لأوكرانيا تقول ان لم تستطع اوكرانيا الهجوم على روسيا في ارضها فسيكون عليها ان تخسر بعض من ارضها لاستقطاب الروس فيها وبدا الحرب على ارضها، كما إن انتشار القوات الروسية على 6 مدن أوكرانية هو مكسب اوكراني كما أنه مشكلة للطرفين، لكن بشكل عام، لا تزال روسيا هي القوة المهيمنة ولديها قوة عسكرية كبيرة، لكنها لم تتمكن من تحقيق نصر سريع كما كان تخطط.
حرب الجنوب
وعلى الضفة الجنوبية، تحاول روسيا فرض حكمها على منطقة من الأراضي المحتلة تمتد عبر منطقتي خيرسون وزابوريجيا، بعدما كشفت وزارة الدفاع الأوكرانية إنها استعادت مناطق جديدة في هجوم مضاد في منطقة خيرسون.
كما نجحت روسيا في القضاء على جيوب المقاومة الأخيرة في مدينة ماريوبول الساحلية، كلا الأمرين كان مكلفًا من حيث الخسائر العسكرية والمدنية، لكن من غير المرجح أن يكون أي منهما حاسمًا.
وقال الرئيس فولوديمير زيلينسكي في خطاب، مساء الخميس الماضي، إن أوكرانيا حققت تطورات إيجابية في منطقة زابوريجيا، فقد نجحت في تعطيل خطط المحتلين هناك.
ما يزيد عن 20% من اوكرانيا محتلة
بعدما أكد الجيش الأوكراني سقوط مدينة ليسيتشانسك الشرقية في أيدي القوات الروسية، اصبحت الاراضي الاوكرانية المحتلة تزيد عن 20% من اجمالي مساحة الدولة، حيث سيطرت روسيا على تشيرنيهيف وبعض المناطق المجاورة لها وهاجمت مدينة أوديسا وموانئها، كما سيطرت على مدينة خيرسون الصناعية، وتمت الهجمات من شبه جزيرة القرم الجنوبية، ومنطقة لوجانسك في إقليم دونباس شرق البلاد وبالاضافة لمنطقة دونيتسك.