خبير أثري بذكرى 30يونيو: حققنا انتصارات تاريخية “إحياء القاهرة أثريًا ومسار العائلة”
أشاد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة بجهود الدولة في إحياء مسار العائلة المقدسة ممثلة في وزارة السياحة والآثار ووزارة التنمية الإدارية ومجهودات السادة المحافظين في ثمانية محافظات تمت فيها أعمال تطوير ملموسة وأشار إلى الافتتاحات السابقة لنقاط هامة في المسار شملت تل بسطا وسمنود وسخا ووادي النطرون وفى انتظار افتتاح كنيسة السيدة العذراء بجبل الطير بسمالوط بعد انتهاء مشروع ترميم وتطوير الكنيسة.
أهمية تلك المواقع
ونوه الدكتور ريحان لأهمية المواقع التي تم افتتاحها بعد أعمال الترميم والتطوير وهى تل بسطا بمحافظة الشرقية والتي تشمل البئر الذي مرت به العائلة المقدسة وتبلغ مساحتها 124 فدان وتضم آثار مصرية قديمة ومنها المعبد الكبير للإلهة باستت وأطلال معبد بيبى الأول ومنطقة الجبانات للدولة القديمة والحديثة وأساسات لقصر أمنمحات الثالث وتمثال للملكة ميريت إبنة رمسيس الثانى، وقد تم إقامة سور يحيط بتل بسطا مزود ببوابات إلكترونية وممر داخلى وتزويدها ببرجولات خشبية إحداهما للبئر المقدسة.
المحطة الثانية
والمحطة الثانية التي تم تطويرها هى سمنود الذى رحب أهلها بقدوم العائلة المقدسة ويقال إنها أقامت فى المدينة ما بين ١٤ و١٧ يومًا وقد أهدى أهالى البلدة السيدة العذراء ماجورًا حجريًا لتعجن فيه، فى الوقت الذى أنبع السيد المسيح عين ماء فى المكان الذى أقاموا به ويوجد فى كنيسة السيدة العذراء والشهيد أبانوب بسمنود ماجور كبير من حجر الجرانيت يوضع فيه ماء مصلى عليه وتم افتتاح الموقع بعد تطويره فى 4 يناير 2021 وتأهيل المسار وتطوير كل العناصر التى تحقق الرؤية البصرية الجمالية للمسار وتجميل الميدان الرئيسى وواجهات الكنيسة والمسجد
الموقع الثالث
ونوه الدكتور ريحان لأهمية الموقع الثالث بمدينة سخا بكفر الشيخ التي شهدت معجزة ماء كعب يسوع حيث أوقفت السيدة العذراء مريم ابنها على قاعدة عمود فغاصت مشطا قدميه فى الحجر وانطبعت قدميه وقد تفجّر نبع ماء وسمى هذا المكان "كعب يسوع"، وأصبح الموقع بركة للناس حيث يأتون ويضعون فى مكان القدم زيتًا ويحملونه إلى بلادهم وينتفعون ببركة هذا الزيت فى الشفاء وقد تم ترميم كنيسة السيدة العذراء وتطوير المنطقة المحيطة بها وافتتاح أعمال التطوير فى مارس 2021 من تشجير الشوارع المحيطة بالكنيسة ورصفها بالإنترلوك وإقامة حديقة
وادي النطرون
ولفت الدكتور ريحان إلى موقع وادى النطرون الذى تم افتتاحه يوم 28 مايو الماضى والذى شهد معجزة نبع الحمراء حين عطش الطفل ولم تجد السيدة العذراء مصدرًا للماء سوى بحيرة شديدة الملوحة، فخاضت داخلها لأمتار وأخذت بعض الماء منها لتروي طفلها ليتحول الماء المالح إلى عذب، ويتفجر في نفس الوقت ينبوع مياه عذبة بارتفاع 1.5 متر عن سطح المياه العادية والتدفق لازال حتى اليوم وهى معجزة "نبع الحمراء" في التراث المسيحي وهذه المياه مباركة ولها معجزات سواءً المالحة منها أو النبع العذب، فهي تشفي أمراض الروماتويد والروماتيزم، وجميع أمراض الحساسية بأنواعها.
وتابع بأن وادى النطرون يعد من أهم مواقع التجمعات الرهبانية فى مصر وقد امتلأ بالأديرة والقلايا والمغارات الذى سكنها آلاف الرهبان تبركًا بمجيء العائلة المقدسة واشتهر في القرن الرابع الميلادي بـ" برية شيهات" وهي تسمية قبطية تعني ميزان القلوب لكونه محل عبادة ونسك وإصلاح السيرة، وأطلق عليه "الأسقيط" وهي تسمية قبطية تعني الناسك أو النساك، وعُرف أيضًا بـ " وادي هُبيب" وهى كلمة قبطية مكونة من مقطعين " ها" وتعني متعدد أو كثير، و" بيب" وتعني مغارات أي المكان المتعدد المغارات أو كثير المغارات والذى كان يتعبد فيها الرهبان
ترميم وادي النطرون
وشهد وادى النطرون ترميم عددًا من الأديرة المتضررة من السيول 2017 شملت ترميم كنائس وقلايا وأسوار بأديرة السريان والبراموس والأنبا بيشوي وتطوير المسار بطول 26كم ورصف وتوسعة أربع طرق منها طريق الأنبا بيشوى ودير الباراموس مع أعمال الإنارة وزراعة النخيل وتطوير البنية التحتية وتحديد أماكن التخييم بطريق دير الأنبا بيشوى والسريان
دير جبل الطير
أمّا عن دير السيدة العذراء بجبل الطير بسمالوط المنتظر افتتاحه يشير الدكتور ريحان إلى أنه يرتفع عن سطح البحر 66 متر حيث أنشيء على قمة جبل الطير الملاصق للنيل وأطلق عليه هذا الاسم نسبة إلى طيور البوقيوس الأبيض التي كانت تتردد عليه والذى شهد قدوم العائلة المقدسة وبقائها في مغارة بالجبل وقد أنشأت القديسة هيلانة أم الإمبراطور قسطنطين كنيسة منحوتة في الصخر عام 328 م عرفت بكنيسة الكف لمعجزة السيد المسيح حين منع سقوط صخرة عليهم عندما سند الصخرة الكبيرة بكفه الصغير فانطبع كفه على الصخرة، وصار الجبل يعرف باسم "جبل الكف "
وأردف بأن منطقة جبل الطير تستقبل 3 مليون زائر من المسيحيين والمسلمين خلال شهر مايو من كل عام وشهد الموقع أعمال تطوير شاملة منها ترميم الكنيسة الرئيسية والمدخل الرئيسى لها والاستراحة والطريق السياحى وتمهيد الطريق المؤدى إليها بالبازلت وأعمال التشجير وتأمين بالموقع
ويقع مدخل كنيسة السيدة العذراء بالجهة الغربية، تخطيطها بازيلكى من صالة وجناحين جانبيين، وهيكل الكنيسة محاط بحجرتين، تحوى الكنيسة معمودية أثرية وحوض اللقان، وفي الناحية الجنوبية الشرقية نجد المغارة أو الكهف الذي مكثت فيه العائلة المقدسة لمدة ثلاثة أيام، وتضم الكنيسة العديد من الأيقونات الهامة منها أيقونة السيدة العذراء وأيقونة القديس العظيم مار جرجس