"تراثيات مصرية" برغوث اسمه خوفو.. والمصري القديم يبرع في رسمه (صور)
طالعتنا منذ أيام إحدى الصفحات الشهيرة بمقالة عن المصريين القدماء والأطباق الطائرة، وظلت المقالة تصف أن فلانًا منذ ما يقرب من مائة عام قرأ بردية تحكي عن وصف القدماء للأطباق الطائرة، وأن البردية مفقودة، ولم يتبق سوى حكاية هذا الرجل المجهول الذي ليس له ذكرًا في علم الآثار، وكم تحمل الحضارة المصرية عبء هذه التأليفات في حين أن عبقريتها الحقيقية لا يتكلم عنها إلا القليل.
بردية تحكي عن برغوث
وكشف بسام الشماع المؤرخ المعروف وعضو الجمعية التاريخية إلى الفجر عن بردية وصفها بأنها من عبقريات المصري القديم، والذي قام برسم كائن صغير للغاية، وهو المعروف لنا اليوم باسم “البرغوث”.
وتابع الشماع، "لدينا بردية تحمل اسم إيبرس، نسبة لمشتريها وهو بيرهارد إيبرس عام ١٨٧٥م والبردية محفوظة الآن في مكتبة جامعة لايبزيغ، وتضم مجموعة من النصوص الطبية المصرية القديمة، وهي مؤرخة بعام ١٥٥٠ ق م، إلا أن بعض العلاجات تعود إلى سلالة حاكمة منذ ٣٠٠٠ عام ق م، وأوصت إحدى الوصفات برش ماء النطرون وهو نوع من أنواع الملح لطرد البراغيث من المنزل.
وسجل الشماع انبهاره بطريقة رسم المصري القديم للبرغوث بكفائة منقطعة النظير مما يدل على درايته ودراسته لهذا الكائن الصغير جدًا على الرغم من عدم استخدامة للعدسات المكبرة أو أي نوع من أنواع الميكروسكوبات المكبرة.
وكتب المصرى القديم اسم حشرة البرغوث بالهيروغليفية وجعل لها مخصص لا ينطق فى آخر كلمة pi التي تعني برغوث ولكن رسمته لا تُنطق كمخصص يتم وضعه لتوضيح معنى الكلمة، والمخصص هو اختراع لغوى مصرى قديم رائع يجعل من السهل فهم الكلمة على القارئ".
وقال الشماع إنه من العجيب أن البرغوث كان من الأشكال والهيئات التى من الممكن أن يتخذها المتوفى فى طريقة للحياة الأخرى فى الاعتقاد المصرى القديم.
أمراض في مصر القديمة
وأضاف الشماع أن مصر والتي نشأت على ضفاف النيل وهو المكان المثالي لأربعة من الكائنات لها علاقة بالمرض وهي: البشر، والجرذان السوداء، والبراغيث، وبكتيريا الطاعون، على الرغم من أن الأخير لم يكن مرضًا وبائيًا فى مصر القديمة، إلا أن مخطوطات البردي من حوالى ١٥٠٠ قبل الميلاد وصفت المرضى الذين يعانون من أمراض لها أعراض مشابهة للطاعون الدملي والبقع السوداء.
برغوث اسمه خوفو
وتابع الشماع قائلًا إن برغوث الفئران الشرقية
هو الحامل الأول للمرض، وقد (جمع تشارلز روتشيلد مع كارل جوردان برغوث الجرذ الشرقي في منطقة شندى بالسودان ووصفه فى عام ١٩٠٣م، وأُطلق عليه إسم cheopis أي خوفو على اسم أهرامات خوفو)، وقد اعتقد تشارلز وجودران أنه نشأ فى مصر.
انتشار الطاعون
وخلال القرن التاسع عشر انتشر فى جميع أنحاء العالم كـ طفيلى من الفئران التي تغزو شحنات السفن، ويبلغ طول جسم البرغوث عُشر البوصة (حوالى 2.5 مم)، تم تصميم جسمه لتسهيل القفز لمسافات طويلة، يتكون جسم البراغيث من ثلاث مناطق: الرأس والصدر والبطن، يمكن لها استخدام ساقيها للقفز حتى ٢٠٠ ضعف طول جسمه، (نحو ٢٠ بوصة أو ٥٠ سم)، ويتغذى كل من ذكور وإناث البراغيث على الدم ويمكن أن تنقل العدوى.