با نب أشهر مجرم
ارتكب 31 جريمة.. أشهر بلطجي منذ آلاف السنين وكيف تمت المواجهة "حلول مقترحة"
هل الجريمة وليدة العصر الحديث؟ سؤال يطرح نفسه وبقوة خلال الساعات القليلة الماضية والتي شهدت جريمة قتل بشعة اهتزت لها أركان مصر بعامة ومدينة المنصورة بخاصة.
ومن ناحيته أجاب المؤرخ المعروف بسام الشماع، في تصريحات إلى الفجر، أن مصر القديمة سجلت لنا تاريخ شخصية تُعد رمز من رموز العنف الإجرامي والذي نطلق عليه الآن “بلطجة”، وهو “با نب” أشهر مجرم فى تاريخ مصر القديمة، وكيف استطاع المصري القديم أن يحاصر الجريمة ويقضي عليها.
ماذا فعل ومن هو ومتى عاش؟
وتابع الشماع قائلًا إن با نب كان مديرًا حكوميًا منذ آلاف السنين، ووصل لمركزه الوظيفى عن طريق الرشوة، حيث تولى رئاسة العمال في السنة الخامسة من حكم الملك "سيتي الثاني"، ورئيس العمال يعني أنه كان موظفًا في الحكومة المصرية القديمة، ووصلت الاتهامات الموجهة إليه إلى 31 جريمة موثقة تم اتهامه بهم.
جرائم بانب
وأضاف الشماع أن "با- نب" يعتبر أشهر مجرم في مصر القديمة، وكان يعيش إبان زمن فترة الدولة الحديثة، واتهم بارتكاب عدة جرائم وهي كالتالي:
- سرقة مخازن الملك" سيتي مرنبتاح".
- سرق غطاء عربته.. (أي عربة الملك).
- سرق بخور تاسوع أرباب الجبانة "(٩ معبودات أسطورية كانت تعبد فى المعابد وذكروا فى كثير من النصوص الدينية القديمة).
- جلس على تابوت الملك وهو مدفون فيه.
- سرق تمثالًا واحدًا للملك.
- دخل إلى ٣ مقابر ليست له.
- أعطى "با نب" شيئا لكاتب.. (كلمة نيكت=شيئا "رشوة" بالهيروغليفية).
- سرقة ثوب السيدة "يمو".
- انتهك حرمة السيدة يمو.
- سب العامل "نب – نفر".
- ارتكاب الفاحشة مع المواطنة "توى" (وهي متزوجة العامل "قننا").
- ارتكب الزنا مع المواطنة "حونرو" (وهى فى عصمة رجل).
- ارتكب الزنا مع أخت "حونرو" والتى كان اسمها "وبخت".
- مارس "عابحتي" الزنا مع "وبخت"، "وعابحتي" هو ابن "با نب"، إنها حقا عائلة غريبة الاطوار.الابن طلع لأبوه.
- ألقى بسيدة على أعلى حائط وقام بالاعتداء عليها عن طريق الاتصال الجنسي.
- تم اتهامه بأنه قطع أحجارًا من مقبرة واستخدمها فى مقبرته.
- سرق معاول الملك والفؤوس الخاصة بالملك.
- سرقة معول العمل الكبير وكسره فى مقبرته.
- الجري وراء رئيس العمال (تهمة خاصة بالجرى وراء رئيس العمال "نفر- حتب") على الرغم من أنه هو الذى رباه.
- ضرب تسعة رجال.من البلطجية القدماء.
- استخدم "با-نب" المدعو "نب – نفر" فى إطعام ثوره لمدة شهرين. وهذا استخدام فى غير العمل المكلف به.
- هدد "با-نب" المدعو "حاى" رئيس العمال بأنه سوف يهاجمه فى الصحراء ويقتله.
- سرق سرير من مقبرة "نختمن" ونهب الأشياء التى كان يقدمها الإنسان للميت.
- ضرب العمال في حفلة ليلية.
- ألقى بالحجارة على الناس من أعلى سطح الجدران.
- حلف يمين بالسيد الملك.
- سرقة معول كبير لشق الأحجار.
- سرق "با- نب" إوزة من مدفن "حنوتمي رع".وحلف يمينا بالملك بأنها ليست فى حيازته ولكنهم وجدوها فى بيته.
- قام بإلقاء الحجارة على خدام القرية.
- أمر العمال بالعمل فى السرير المجدول الخاص بنائب معبد "آمون" فى حين أن نسائهم كان يغزلون ملابس له.ويتسائل سليم حسن هنا هل الكلام هنا عن "با-نب" أم للنائب، وقد وُصف "با-نب" بأنه كالرجل المجنون.
- قدم "با-نب" رشوة على هيئة خمسة من الخدم غير المملوكين له إلى الوزير الذى عينه مكان والد العامل "ايمنخت" صاحب الشكوى.
ووقعت هذه الأحداث في مجتمع العمال الذين كانوا يعيشون بدير المدينة، في البر الغربي بالأقصر، وتم توثيق هذه الاتهامات على بردية عدد فيها العامل "ايمنخت" الاتهامات، كما ذكرت هذه الاتهامات على بردية "صولت" رقم 124 بالمتحف البريطانى تحت رقم 155.
كيف واجه الملك انتشار الجريمة
وتابع الشماع أنه إبان حكم الملك "رعمسيس الثالث" كان يفاخر بأنه أراح وأسعد الرعية من الفقراء والمساكين كما ذكر فى بردية "هاريس"، وأتاح للفقراء التمتع بالحدائق الغناء وظلال الاشجار والهواء لانهم ليس لهم حدائق خاصة فى منازلهم، وقد امر شرطته "قوات البوليس" بأن ينتشروا فى المدن والقرى ليحموا النساء من الأشرار الذين يتسكعون فى الطرقات ويضايقون النساء فلم يستطع احد من هؤلاء المتسكعون أن يسب أو يعاكس امرأة فى الطرقات.
كما ذكر سليم حسن فى موسوعة مصر القديمة الجزء السابع ص 539. كتب "رعمسيس الثالث وضمنت لكل الناس سلامة فى مدنهم"، وبالتالى قضى "رعمسيس الثالث" على حالة الفوضى وسوء النظام التى كانت موجودة قبل مجيئه إلى الحكم، وبالتالى يمكننا اعتبار "با-نب" هو أشهر مجرم متهم فى تاريخ مصر القديمة ولكنه ليس الأوحد حيث نتذكر معا "جحوتى – نخت" أول مجرم فى التاريخ والمشهور بالاعتداء على "خو-ان-امبو" (المعروف بالفلاح الفصيح) وسرقة بضائعه وحميره مستخدما قوته ومهنته كونه خادم رئيس الحجاب عند الملك.
حلول المقترحة
واقترح الشماع عدة حلول لمحاولة منع انتشار الجرائم العلنية مثل ما حدث مع شهيدة المنصورة، حيث قال إنه يجب التصريح لكل طالبات مصر بحمل الصاعق الكهربائي ورشاش الفلفل الأسود
و تدريبهن على استخدامهما من خلال محاضرات أسبوعية فى الدفاع عن النفس، مع توجيه إعلامي لتوعية وتثقيف المجتمع بكيفية الدفاع عن النفس.
تدريس الدفاع عن النفس
كما طالب الشماع بإضافة حصص لتدريس البنات كيفية الدفاع عن النفس بل، وألا تضع الفتاة نفسها فى موقف مع أحد منذ البداية حتى لا تتطور الأمور إلى الأسوء، بتعلم كيفية الاستغاثة السريعة دون أن يتم الهجوم عليها أو الإضرار بها.
نشر رسوم توضيحية ضخمة على حوائط الشوارع وعلى الكباري ومحطات مترو الأنفاق وجدران المدارس والجامعات عن كيفية الدفاع عن النفس ضد المتحرش واللص والمغتصبوالمجرمين بصفة عامة، ومن الممكن ان يقوم طلبة فنون تشكيلية وتربية فنية وفنون جميلة بهذه الحملة بتوجيهات من أساتذهم.
تغليظ العقوبات
تغليظ العقوبة وسرعة إنجازها لو ثبتت الجريمة بما لا يدع مجالا للشك، ووقف عرض جميع أفلام ومسلسلات البلطجة والعنف والقتل والدماء.
نشر دوريات شرطية ونشر أفراد أمن بأذون تفتيش رسمية تجدد دوريًا فى شوارع مصر لكي يتم تفتيش المشتبه فيهم.