مطران الروم الأرثوذكس يحذر من النميمة في فترات الصوم
قال الأنبا نيقولا أنطونيو، مُطران طنطا للروم الأرثوذكس، ومُتحدت الكنيسة الرسمي، في تدوينة له، إن القدّيس باسيليوس الكبير قال في عظة له: «لا تحصر الصوم في الابتعاد عن الأطعمة وحدها؛ لأنّ الصوم الحقيقيّ هو الابتعاد عن الشرور، بأن تحلّ قيود الشر».
الابتعاد عن الشرور
وفي تدوينة له، قال الأنبا نيقولا أنطونيو، مُطران طنطا للروم الأرثوذكس، ومُتحدت الكنيسة الرسمي، إن القدّيس باسيليوس الكبير قال في عظة له: «لا تحصر الصوم في الابتعاد عن الأطعمة وحدها؛ لأنّ الصوم الحقيقيّ هو الابتعاد عن الشرور، بأن تحلّ قيود الشر».
وأوضح أن سفر إشعياء يقول عن الصوم في الإنجيل: «أليس هذا صَوْمًا أختارُهُ: حَلَّ قُيودِ الشَّرِّ. فكَّ عُقَدِ النّيرِ، وإطلاقَ المَسحوقينَ أحرارًا، وقَطعَ كُلِّ نيرٍ. أليس أنْ تكسِرَ للجائعِ خُبزَكَ، وأنْ تُدخِلَ المَساكينَ التّائهينَ إلَى بَيتِكَ؟ إذا رأيتَ عُريانًا أنْ تكسوهُ، وأنْ لا تتَغاضَى عن لَحمِكَ، حينَئذٍ يَنفَجِرُ مِثلَ الصُّبحِ نورُكَ، وتَنبُتُ صِحَّتُكَ سريعًا، ويَسيرُ برُّكَ أمامَكَ، ومَجدُ الرَّبِّ يَجمَعُ ساقَتَكَ».
وأضاف: «ففي الصوم أنت لا تأكل لحمًا لكن، ويا للأسف، تأكل لحم أخيك، أنت لا تشرب خمرًا ولكنك لا تلجم لسانك عن الشتائم، وعلى الرغم من أنّك تنتظر حلول المساء لتتناول الطعام، إلاّ أنّك تقضي نهارك في الحكم على الآخرين».
موعد صوم الرسل
وعن صوم الرسل، قال: «مارسه الرسل القّديسون الأطهار منذ البداية "وبَينَما هُم يَخدِمونَ الرَّبَّ ويَصومونَ"، والكنيسة بدورها حافظت عليه، فهو من ضمن تسليمها الشريف وإيمانها، فبعد مرور أسبوع على عيد العنصرة، يبدأ هذا الصوم».
وأوضح أن قانون الرسل واذلي يُسمى بالدسقولية يقول: «إنكم بعد تعييّدكم عيد البنديكوستي أي الخمسيني – العنصرة، عيّدوا سُّبةً واحدة (أسبوعًا) وبعد تلك السّبة صوموا لأنّه من الواجب أن نفرح مسرورين بالموهبة الممنوحة من الله (الروح القدس) ونصوم بعد فرحنا».
وتابع: «ويستشهد هذا القانون بأنبياء صاموا مثل موسى وإيلّيا، وصوم الأسابيع الثلاثة التي صامها دانيال النبيّ، وصوم حنّة النبيّة، وصوم أهل نينوى وصوم أستير ويهوديت وداود الملك، فعلى مثال هؤلاء يجب أن يصوم المسيحيّون أيضًا، لذلك كتب الرسل قائلين: أنتم أيضًا عندما تصومون، أطلبوا سؤالكم من لدن إلهنا».
وأردف: «فبعد تكريم الرسل في المجمع المسكونيّ الأوّل، سنة ٣٢٥م، على أنّهم معّلموا العبادة الحسنة ورعاة المسكونة كّلها، دعا الآباء المجتمعون الصوم: «صوم الرسل»، وحدّدوا أنّه بعد مرور عيد الخمسين بأسبوع واحد يجب على المسيحيين أن يصوموا عن اللحم والجبن وكلّ مشتقاتهما إلى يوم عيد الرسل في ٢٩ يونيو».
واختتم: «هذا المرسوم الرسوليّ قد حفظه القدّيسون سابا المتقدّس، ويوحنا الدمشقيّ، وثاودورس الستوديتيّ، وغيرهم من الآباء الأقدمين، كما أنّ القدّيسَين باسيليوس الكبير ويوحنا الذهبيّ الفم يعلّمان بشكل كافٍ عن هذا الصوم، ويتمسّكان به، ففي إحدى عظاته عن الروح القدس، يذكّر القديس يوحنا الذهبيّ الفم أهل أنطاكية بهذا الصوم المنسوب إلى الرسل القدّيسين، ويحثّهم على المحافظة عليه وتطبيقه».