الأقباط يبدأون "صوم الرسل" أقدم وأقدس الأصوام المسيحية
بدأت الكنائس القبطية الأرثوذكسية، برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني أول أمس، صوم الآباء الرسل المقدس والذي يبدأ بانتهاء فترة الخماسين المقدسة.
صوم الرسل
ويُعد "صوم الرسل" أحد أقدس العبادات والنسك القبطية التي تعود إلى المسيحيين الأوائل وتلاميذ المسيح، وتأتي هذه العبادة بعد الاحتفال بمناسبة "عيد العنصرة المجيد" الختامي لصوم فترة الخماسين المقدسة، وهو من أصوام الدرجة الثانية ويتمتع بطقوسه الخاص لدى الأقباط، بعض المصادر الكنسية، أن صوم الرسل فرض على الأقباط بعد تكريم رسل المسيح في المجمع المسكوني الأول، عام 325م؛ إذ دعا المجمع إلى صوم الرسل وحددوا موعده بعد مرور عيد الخمسين أو عيد العنصرة.
يروي كتب التاريخ المسيحي أن الكنيسة بالقدس تأسست يوم العنصرة ويعرف بـ "يوم حلول الروح القدس" ثم انطلق الآباء الرسل يكرزون باسم المسيح في كل مكان وبدأت العبادات والنسك تتوالى تولى الأخرى وجاء هذا الصوم أول قرار للعبادة داخل الكنيسة وورد ذكره في العهد القديم بالكتاب المقدس، وخلال هذا الصوم تسمح الكنيسة الأرثوذكسية للأقباط بتناول الأسماك، والامتناع عن جميع المأكولات الحيوانية على أن تكتفي بالأطعمة النباتية فقط.
المتنيح البابا شنودة الثالث
وذكر فى كتاب كلمة منفعة للمتنيح البابا شنودة الثالث، أن هذا الصوم هو أقدم صوم عرفته الكنيسة المسيحية في كل أجيالها وأشار إليه السيد بقوله "ولكن حينما يرفع عنهم العريس فحينئذ يصومون" حيث صام الآباء الرسل، كبداية لخدمتهم، وأيضًا تأكيدًا على أهمية الصوم نص الكتاب أن المسيح بدأ خدمته بالصوم، أربعين يومًا على الجبل.
تناول الكتاب صوم الرسل حسب تعاليم المعلم بطرس الرسول كما ورد ذكره في الكتاب المقدس إنه صام إلى أن " جاع كثيرًا واشتهى أن يأكل" (أع 10: 10) وفي جوعه رأى السماء مفتوحة، ورأى رؤيا عن قبول الأمم، وكما كان صومهم مصحوبًا بالرؤى والتوجيه الإلهي، كان مصحوبًا أيضًا بعمل الروح القدس وحلوله.
ويسرد الكتاب بعض الأمور التي تميز بها صوم الرسل، منها "الصوم، والصلاة، والخدمة، وعمل الروح القدس" كما قال: "وبينما هم يخدمون الرب ويصومون، قال الروح القدس أفرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتها إليه فصاموا حينئذ وصلوا، ووضعوا عليهما الأيادي، ثم أطلقوهم، فهذان إذ أرسلا من الروح القدس، انحدرا إلى سلوكية" (أع 13: 2-4).
تتبع الكنيسة القبطية عدة أصوام فهناك من هو خاص بالتوبة، مثل صوم أهل نينوى، ومثل أصوام التذلل التي تكلم عنها سفر يوئيل، وأصوام لإخراج الشياطين، وأصوام للنعم، وآخرى تسبق الأسرار المقدسة كالمعمودية والميرون والتناول والكهنوت، أما صوم الرسل فهو من أجل الخدمة والكنيسة.