د.مصطفى ثابت يكتب: أكذوبة العمل التطوعي في الرياضة المصرية
جميعنا شاهدنا المهازل التي حدثت في الكرة المصرية، وعلى رأسها ما يحدث في المنتخب المصري الأول، وعلى كافة المستويات حتى في الدوري المصري، وبطولات الناشئين، إذ هناك مهزلة إدارية بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
الغريب والعجيب في الأمر، أن الاتحادات ومجالس إدارات الأندية من المفترض أنها عملا تطوعيًا، ولكن في مصر نجد هناك تكالبًا غير طبيعي، على هذا العمل التطوعي، وإنفاق الكثير من الأموال خلال فترة الانتخابات، وهذا أمر غير مبرر، وغير مفهوم، لأن العمل التطوعي من المفترض أن يتولاه من لديهم مهارات، ويستطيعون خدمة المجتمع.
اقرأ أيضا.. د.مصطفى ثابت يكتب: عجائب الأوقاف والضحك على ذقون المصريين
أما في مصر، فهناك تكالب على العمل التطوعي في الرياضة، ويبدو أن هناك بعض المكاسب منه، أكبر من فكرة خدمة المجتمع والناس، ونجد هذا في الفشل المتتالي، مع الفضائح المستمرة لمجلس إدارة اتحاد الكرة، ومنها إعلان رئيس الاتحاد عن طريقة اختيار مدرب منتخب مصر، وهو الأكثر حصولا على البطولات الإفريقية، ولديه لاعب من أغلى اللاعبين والأفضل في العالم، ودولة بها أكثر من 100 مليون مواطن، ثم يخرج رئيس الاتحاد ويقول "اخترنا المدرب عشان ملقناش دولارات في الخزنة".
إن ما يحدث كارثة بكل المقاييس، واتحاد الكرة ليس لديه أي مهارات إدارية، ورئيس الاتحاد كان "استبن"، ومازال "استبن" وغير قادر على إدارته، ويجب فورًا أن يقدم مجلس إدارة الاتحاد استقالته، وتتدخل الدولة في عملية اختيار القيادات، لأننا نمثل مصر، ويجب أن يكون هناك كوادر مميزة من الشباب والمتخصصين، ويجب أن نفهم أن الإدارة فن ومهارة وعلم، و"مش عك، ومش معنى إنك بتعرف تعمل كفتة كويس، يبقى تعرف تدير محل كفتة"، فالإدارة مختلفة تماما عن الصنعة، ويجب على الاتحاد أن يكون لديه المهارات الإدارية والتخطيط اللازم للإدارة، لأن عدم التخطيط هو تخطيط للفشل.
اقرأ أيضا.. د.مصطفى ثابت يكتب: موسيماني وعِند الأسطورة
كما يجب اختيار كفاءات لديها قدرات علمية على الإدارة، لأن مصر لن تتقدم في أي مجال بـ "الهمبكة"، ونحن لدينا خبرات كبيرة في مجال الرياضة والكرة، ويجب الاستعانة بهم، ونقف جميعا إلى جوارهم، أو إعطاء الفرصة لهم، لأن قيادات الأندية في مصر غير مؤهلين لاختيار من يدير الكرة المصرية، ومعظم الأندية يحصلون على "تيشرتات"، وغيرها من الأمور لكي ينتخبوا، ولذلك نحتاج إلى تدخل قوي من الحكومة المصرية في هذا الأمر، وعلى سبيل المثال هناك الدكتور طه إسماعيل، والدكتور كمال درويش، والدكتور خالد بيومي، والكثير من الخبراء المصريين في الاتحاد الإفريقي.
ويجب أن يشكل هؤلاء الخبراء جبهة، ويدخلوا انتخابات اتحاد الكرة، ويخططون لمستقبل الكرة المصرية، كما فعلت بلجيكا، والدول الأخرى مثل اليابان وكوريا، ويجب وضع خطة على مدى قصير وطويل، ويجب إعلانها لكي نخرج من هذا النفق المظلم الذي نعيشه منذ سنوات، وأؤكد مرة أخرى أن مصر لن تتقدم إلا بالعلم، والإدارة علم وفن وليس كل صاحب صنعة هو مدير شاطر، ونحتاج إلى إدارة ثم إدارة، ولذلك أطالب بإقالة هذا الاتحاد، أو استقالته، ويتدخل عقلاء الكرة المصرية لاختيار مجموعة من العلماء المصريين المتميزين لإدارة الكرة المصرية.