وزيرة البيئة تؤكد ضرورة مشاركة الشباب في التوعية بالقضايا البيئية
شاركت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة فى فعاليات منحة ناصر للقيادة الدولية - الدفعة الثالثة، والتي نظمتها وزارة الشباب والرياضة برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي تحت عنوان "قضية المناخ من جلاسكو إلي شرم الشيخ"، وبحضور النائب محمد السباعي وكيل لجنة الزراعة والري بمجلس الشيوخ عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، والدكتورة نهى بكر عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، الدكتور عطية طنطاوي عميد كلية الدراسات الأفريقية، وبمشاركة قيادات شبابية من قارات إفريقيا وآسيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية، تحت شعار شباب عدم الانحياز وتعاون الجنوب جنوب.
جلسات حوارية
وأكدت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة على أهمية عقد جلسات حوارية مع الشباب حول الموضوعات البيئية المختلفة وخاصة التغيرات المناخية، للتوعية بهذه القضية الهامة المؤثرة على كافة مناحي الحياة، والتي ظهرت نتيجة للثورة الصناعية والتكنولوجيا ونتج عنها غازات وانبعاثات تسمى غازات الاحتباس الحراري التى تسببت فى أرتفاع درجة حرارة الأرض، مشيرةً إلى إمكانية ملاحظة المواطن العادي لهذه الآثار كالتغيرات فى درجات الحرارة فى غير مواعيدها سواء فى الصيف أو في الشتاء نزول الأمطار بشدة فى غير مواعيدها وغيرها من الأمور التى يمكن ملاحظتها بسهولة.
وأشارت وزيرة البيئة إلى بعض القطاعات والأنشطة التى تتسبب فى التغيرات المناخية مثل الأنشطة الصناعية، وسائل النقل، الاشتعال الذاتي للمخلفات، مما يؤدى إلى ذوبان الجليد وارتفاع منسوب البحر وغرق الكثير من المجتمعات، والتأثير على العديد من المحاصيل الزراعية، وهذا يدل على الارتباط الوثيق بين تغير المناخ والأمن الغذائي والمائي.
انبعاثات مصر تمثل نحو 0.6%
وأضافت الوزيرة أن الدول النامية لم تكن هي الدول المتسببة فى التغيرات المناخية ولكنها تأثرت بشكل كبير بها، فانبعاثات مصر تمثل نحو 0.6% وانبعاثات القارة الإفريقية لا تتعدى 4%من الانبعاثات العالمية، موضحةً أن الالتزامات الموضوعة على عاتق الدول النامية تختلف عن الدول المتقدمة فالدول النامية لا بد أن تقوم بتنفيذ خطط للتقليل من الانبعاثات والتكيف مع الآثار السلبية للتغيرات المناخية.
وأكدت فؤاد على اهتمام القيادة السياسية بالملف البيئي ووضعه على رأس أولوياتها، بحيث تراعى العمليات التنموية البيئة والموارد الطبيعية، مشيرةً إلى الإجراءات التى اتخذتها مصر من أجل التصدي للتغيرات المناخية، حيث تم إعادة تشكيل المجلس الوطني للتغيرات لمناخية ليكون برئاسة رئيس مجلس الوزراء، إعداد الإستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية 2050، كما تم وضع أليات للحوكمة لتحديد أدوار ومسئوليات كل جهة، وكل فئات المجتمع من شباب ومجتمع مدني ومرأة وغيرها، وتعتبر المرأة من أكثر الفئات تأثرًا بالتغيرات المناخية.
وأوضحت ياسمين فؤاد أن الدولة المصرية منذ بداية 2021 قامت بتنفيذ عدد 30 مشروع قومى للتصدي للتغيرات المناخية من أجل تحسين نوعية حياة المواطن، فأصبح لدينا خطط لمواجهة التغيرات المناخية فى كافة المجالات كالنقل والكهرباء والبترول والزراعة فعلى سبيل المثال تم تنفيذ مشروعات من أجل إعادة أستخدام الصرف الصحي لترشيد المياه كمحطة بحر البقر، كما نفذت وزارة الموارد المائية الري مشروعات بقيمة 7مليار جنيه لحماية الشواطئ المصرية، بالساحل الشمالي، كفر الشيخ، إسكندرية، دمياط، بورسعيد.
كما أكدت وزيرة البيئة على أن التصدي لقضية التغيرات المناخية غير مرتبط بالبيئة وفقط ولكنها قضية حياة أو موت، حيث نتصدى لقضية الإبقاء على الاحتياجات الأساسية للبشر على كوكب الأرض واحتياجات الإنسان في سبل عيش مستدام.
وأضافت وزيرة البيئة أن مصر تعمل على استضافة المؤتمر والاستعداد له من خلال الحكومة حيث تم إنشاء لجنة عليا برئاسة دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي بصفته رئيس المجلس الوطني للتغيرات المناخية تعقد اجتماعها كل أسبوعين بمشاركة كافة الوزارات المعنية سواء الوزرات التى تعمل على الجزء التنظيمي واللوجستي لإتاحة وتجهيز الأماكن أو تحويل شرم الشيخ لمدينة خضراء من خلال الطاقة أو المخلفات وتحويل نظام النقل بالمدينة ليكون صديق للبيئة سواء غاز طبيعيي أو كهرباء، وهناك الجزء السياسي والفني والذي يعمل على تنفيذ اتفاق باريس.
وأوضحت الوزيرة أن مخرجات ونتائج مؤتمر جلاسكو قائم على وضع اتفاق باريس فى صورة إجراءات وخطة عمل يتم تنفيذها وهو ما سنعمل عليه خلال قمة المناخ بشرم الشيخ، مضيفة أن قضية المناخ لم تعد بحاجة إلى كلام وجمل يتم وضعها على ورق ولكن بحاجة إلى تنفيذ فعلي.
وأضافت أن الرئاسة المصرية وضعت العلم والإنسان فى قلب أهداف مؤتمر تغير المناخ، كما وضعت آليات غير رسمية للمؤتمر بجانب المسار التفاوضي لاتفاقية الأمم المتحدة ستكون هي أساس المناقشات جنبا إلى جنب مع المسار التفاوضي وتشمل قضايا المياه والزراعة والأمن الغذائي والطاقة وكيفية إتاحة الانتقال العادل والتدريجي لاستخدامات الطاقة الجديدة والمتجددة بالدول النامية وخاصة الدول الأفريقية.
وشددت فؤاد على ضرورة الوفاء بالالتزامات الخاصة باتفاق باريس من أجل السيطرة على المشكلة الرئيسية لقضية تغير المناخ، وأن تقوم الدول المتقدمة بالوفاء بالتزاماتها بتوفير التمويل والتكنولوجيات اللازمة للدول النامية، مضيفة أننا نسعى إلى دعم وتعزيز مكانة دور المرأة للتصدي بفاعلية لآثار التغيرات المناخية، وخلف فرص عمل متساوية، مضيفة أن هناك بالمؤتمر يوم خاص بالشباب ليس فقط لسماع صوتهم ولكن نعمل على أن يكون وجود الشباب فعال وقوي على الأرض لتسريع وتيرة العمل المناخي.
وتابعت وزيرة البيئة أن يوم (الحلول) بالمؤتمر نأمل من خلاله وضع ما تم تنفيذه من كل دول العالم من مشروعات على الأرض فعليا، مضيفة أن الوقت غير متاح للتجربة والفشل وهناك مشاريع تم تنفيذها سواء صغير ومتوسطة ومشاريع لإعادة هيكلة المؤسسات داخل الدول ومشاريع خاصة باستثمارات كبيرة مثل مشاريع الطاقة الجديدة والمتجددة يمكن الاسترشاد بها.