رئيس مجلس القيادة اليمني: نأمل أن تظل قضيتنا في قلب جدول أعمال قمة جامعة الدول العربية
ألقى رئيس مجلس القيادة اليمني، رشاد العليمي، كلمة أمام الجلسة المراسمية لجامعة الدول العربية، وجاء نصها كالتالي:
في البداية يسرني سعادة الأمين العام، عن أعرب لكم باسمي وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي والشعب اليمني عن عظيم التقدير لمواقف جامعة الدول العربية المساندة لمشروع استعادة الدولة وإنهاء انقلاب المليشيات الحوثية المدعومة من النظام الإيراني.
وضع القضية اليمنية على رأس أولويات الجامعة العربية
لقد كان لدوركم، أبلغ الأثر في إبقاء القضية اليمنية على رأس أولويات الجامعة العربية، واننا نأمل أن تظل قضيتنا في قلب جدول أعمال القمة المقبلة بالتنسيق مع اشقائنا في تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، وومجلس التعاون لدول الخليج العربية.
واننا نؤكد في هذا السياق، أهمية دور المنظمات والهيئات الإقليمية وفي المقدمة جامعة الدول العربية ومجلس التعاون، والاعتماد عليها في صناعة السلام والدفاع عن مصالح شعوبنا، جنبا إلى جنب مع منظمة الامم المتحدة والمجتمع الدولي.
تكلفة باهظة للحرب
بعد اكثر من سبع سنوات على الحرب المستمرة التي تشنها المليشيات الحوثية في انحاء البلاد، وبوسائل متعددة، لكم ان تتخيلوا حجم الكلفة الهائلة التي تكبدها اليمن وجيرانه، والمخاطر المحدقة بخطوط الملاحة الدولية في واحد من اهم الممرات التجارية في العالم.
اليمن اليوم هو اكبر ازمة انسانية من حيث عدد السكان المحتاجين للمساعدات، وهو اكبر تجمع للنزوح الداخلي على وجه الارض.
اليمن اليوم هو اكبر حقل الغام في العالم منذ الحرب العالمية الثانية، واكبر قاعدة للجماعات المدعومة ايرانيا في تسيير الطائرات المسيرة والصواريخ البالستية.
ان استمرار الهجمات العابرة للحدود من شأنها ان تمثل اخطر تهديد لامدادات الطاقة العالمية، من دول الجوار التي لطالما حرصت على امن واستقرار اليمن وإنهاء معاناة شعبه.
كما ان التخادم الصريح بين عملاء ايران والتنظيمات الارهابية في اليمن ينذر بموجة جديدة من الهجمات والدمار، خصوصا بعدما افرجت المليشيا عن العديد من المحكومين بقضايا ارهابية.
وبصورة عامة فان امننا الغذائي والعسكري والمعلوماتي والبيئي، فضلا عن هويتنا الوطنية والقومية، باتت جميعها تحت خطر التهديد الايراني وعملائهم في المنطقة المتمترسين وراء مشروعهم الهدام.
وفي هذا الصدد، نشيد بقرار الجامعة العربية على مستوى المندوبين بادراج جماعة الحوثي كمنظمة ارهابية، وحث الدول العربية على تفعيل هذا القرار بصورة عاجلة من اجل ردع الانتهاكات الفظيعة بحق شعبنا وتجفيف موارد تمويل هذه الميليشيا الإرهابية.
منذ ان تم تشكيل مجلس القيادة الرئاسي قبل حوالى شهرين من الان، يسود تفاؤل كبير لدى ابناء شعبنا، بمن فيهم اولئك الذين يعيشون تحت قبضة المليشيا الانقلابية.
هذا التفاؤل يعود إلى الآمال المعلقة على المجلس، خصوصا لناحية مطلب استعادة الدولة، واستئناف صرف رواتب الموظفين في مناطق المليشيا واعادة بناء المؤسسات في العاصمة المؤقتة عدن.
ومنذ ذلك الحين، يعمل مجلس القيادة الرئاسي والحكومة، على بلورة السياسات الكفيلة بتحقيق هذه الآمال والوفاء بتعهداته المعلنة.
أفضت هذه الجهود حتى الان إلى الحفاظ النسبي على استقرار سعر العملة وان كانت ماتزال مرتفعة، كما اقر المجلس مصفوفة حكومية تنفيذية لتحسين الخدمات في مدينة عدن والمحافظات الأخرى.
وعلى الصعيد الامني، والعسكري، شكل المجلس لجنة مشتركة لاعادة هيكلة وتوحيد القوات المسلحة والامن، كما تسلم مسودة القواعد المنظمة لعمل المجلس وهيئاته المساندة، اضافة إلى اصلاحات اخرى مرتقبة في السلطة القضائية والقطاعات الخدمية.
الترحيب بجهود السلام
لقد بادرنا منذ اليوم الأول بالترحيب بكافة جهود السلام، وناشدنا المليشيا بالجنوح إلى السلام ووقف دوامة العنف، وتغليب مصلحة الشعب اليمني على مصالح ايران التوسعية.
و من اجل تخفيف معاناة شعبنا واستجابة لمساعي اشقائنا واصدقائنا، اوفى مجلس القيادة بالتزاماته كافة، حتى تحول إلى هدف لضغوط وانتقادات داخلية واسعة، لما فسر على إنه تفريط وتساهل من جانبنا ازاء نهج المليشيا المعروفة بنكث العهود والاتفاقات والنظر لاي دعوة سلام على إنه ا حرب ناعمة لتفكيك بنيتها الداخلية القمعية.
في الشهر الأول للهدنة، دخلت كافة سفن الوقود عبر موانىء الحديدة دون وفاء المليشيا ببند ايداع عائدات رسوم هذه السفن إلى حساب خاص في البنك المركزي لدفع رواتب الموظفين في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
كما سهلنا تسيير الرحلات التجارية بين صنعاء وعمان، ومؤخرا بين صنعاء والقاهرة، في حين ماتزال طرق تعز والمحافظات الاخرى بالكامل تحت الحصار الحوثي، وهي احد عناصر الهدنة التي اعلنها مبعوث الامين العام للامم المتحدة.
بعيدا عن هذا الإحباط السائد من امكانية تحقيق السلام مع جماعة إرهابية، كرست جهودها ومنابرها للتعبئة والموت وليس الحياة، فإننا نأمل دعمكم في حشد القدرات العربية والدولية إلى جانب اصلاحاتنا الضامنة لاستعادة الدولة وتحقيق تطلعات شعبنا في تحقيق الامن والاستقرار والسلام.
ان التحديات الاقتصادية هي اهم كابح امام خططنا الرامية لتحسين سبل العيش والتخفيف من الكلفة الانسانية، وهي الخطط والاهداف التي نأمل من الجامعة العربية الضغط من اجل دعمها وانجاحها عبر تنفيذ قرارات القمم والمجالس الوزارية التي تنص على دعم اليمن وقيادته الشرعية في مختلف المجالات، وخصوصا في المجال التنموي والاغاثي والصحي، وتدريب الكوادر البشرية، فضلا عن امكانية الاستفادة من قدرات المنظمة العربية للتنمية الادارية.
كما نأمل المضي في مبادرة الجامعة العربية من اجل الترتيب لاجتماع عربي ودولي لاعادة اعمار اليمن بالتنسيق مع حلفائنا في تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة، ومجلس التعاون لدول الخليج العربية.
كما نتطلع لدور فاعل من اجل فتح معابر تعز والمدن الاخرى، وانقاذ الناقلة صافر من الانهيار.
وفي الختام اخي الامين العام، فإني وزملائي في مجلس القيادة الرئاسي نتطلع إلى رؤيتكم في عاصمة السلام والتنوير العاصمة المؤقتة عدن.