الكهرباء الأردنية: الاتجاه إلى منظومات الربط البيني بين الدول لم يعد خيارا
قال مدير عام شركة الكهرباء الأردنية المهندس أمجد الرواشدة، إن التحول للشبكات المرنة والاتجاه إلى منظومات الربط الكهربائي البيني بين الدول لم يعد خيارا، بل أصبح ضرورة من ضرورات أنظمة الطاقة الكهربائية الحديثة والأنظمة التي تحتوي على نسب كبيرة من مصادر توليدية من الطاقة المتجددة.
جاء ذلك خلال جلسة ضمن فعاليات اليوم الثاني لمؤتمر "حوار الطاقة المستقبلية للشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأوروبا"، الذي عقد برعاية ملكية سامية، وبمشاركة خبراء عالميين في مجال الطاقة، بهدف تعميق التعاون في مجال الطاقة بين منطقتي الشرق الأوسط وشمال افريقيا وأوروبا.
وأكد الرواشدة أن شركة الكهرباء الوطنية تعكف على العديد من المشاريع، أهمها مشاريع الربط الإقليمي مع دول الجوار والانتهاء من الدراسات الفنية والجدوى لمشاريع التخزين بتكنولوجيا البطاريات والتخزين عن طريق ضخ المياه، إضافة إلى مشاركتها بالعديد من مشاريع الشبكات الذكية وإدارة الطاقة.
واستعرض الرواشدة مشاريع الربط الأردني مع دول الجوار العربي للاستفادة من موقع الأردن الجغرافي المميز، وتشمل تعزيز منظومة الربط الأردني- المصري بعد أن شكل الربط الحالي أحد أقدم وأفضل قصص النجاح في منطقة الشرق الأوسط.
وقال، "تم رفع كمية التزويد على خط الربط الأردني- الفلسطيني من خلال ربط شبكة كهرباء محافظة القدس مع الشبكة الكهربائية الأردنية وستأخذ حيز التنفيذ خلال الشهرين المقبلين، مشيرا إلى أهمية مشروع الربط الأردني – السعودي كأحد المشاريع الاستراتيجية، إلى جانب العمل على مشروع تزويد الجانب العراقي بالطاقة الكهربائية.
وأشار إلى أن العمل جار حاليا على مشاريع ربط واعدة منها مشروع الربط الأردني- السعودي الذي خطى خطوات واسعة في الأسابيع الأخيرة، حيث يجري حاليا التوافق مع الجانب السعودي على اتفاقيات المشروع الفنية والتجارية، حيث من المتوقع البدء بتنفيذ أعمال المشروع خلال العام المقبل، مشيرا إلى أن العمل جار أيضا على مشروع الربط الأردني- المصري- الخليجي.
وبين الرواشدة أهمية أن تشكل منظومات الربط البيني نواة لأسواق كهربائية إقليمية لتبادل الطاقة في المنطقة العربية، للاستفادة من تجربة أسواق تبادل الكهرباء بأوروبا، لما لها من أثر في تخفيض كلف الطاقة الكهربائية، مؤكدا أن لدى المنطقة العربية -التي تنعم بمصادر طاقة متجددة- فرصة استثمارية ذهبية لتصدير هذه الطاقة إلى أسواق الكهرباء الأوروبية التي تسعى دوما للبحث عن هذا المصدر النظيف.
وقال إن التحول الطاقي الذي يشهده العالم حاليا سيرتكز على مرونة الشبكات الكهربائية ومنظومات الربط الكهربائي والانفتاح على التكنولوجيات الجديدة وأسواق الهيدروجين، وستكون هذه التكنولجات الركائز التي ستمكن العالم من دمج المزيد من منظومات الطاقة المتجددة للأنظمة الكهربائية.
وأكد أهمية النجاح الذي حققته شركة الكهرباء الوطنية في مجال تنويع مصادر الطاقة، مشيرا إلى قدرات أنظمة الطاقة المتجددة المربوطة على شبكتي النقل والتوزيع التي بلغت نحو 2500 ميجا واط مقارنة بنحو 4200 ميجا واط من الطاقة التقليدية وتشكل 26 بالمئة من خليط الطاقة المولدة وهي من النسب الطموحة جدا في الأنظمة الكهربائية.
كما استعرض الرواشدة، قصة نجاح الأردن في تطوير الطاقة المتجددة والتحديات التي صاحبت الطاقة المتجددة وآلية مواجهتها من قبل شركة الكهرباء الوطنية، من خلال ربط هذه التحديات بأهداف استراتيجية تعزز أمن التزود بالطاقة وتنويع مصادر الطاقة وتعظم الاستفادة من المصادر المحلية.