توثق الدراسة ما لا يقل عن 22000 رحلة جوية في السنوات الـ 15 الماضية بالإضافة إلى التأثير النفسي على البلاد
بمعدل 22 ألف رحلة.. بحث دولي يرصد انتهاك الطيران الإسرائيلي داخل لبنان
كشف بحث لمنظمة "آير برشر" صدر اليوم الخميس، عن حجم تأثير توغل الطيران الإسرائيلي داخل الآراضي اللبنانية، وهو الأمر الذي يعتبره اللبنانييون رسالة مستمرة من تل أبيب للتذكير الدائم بأن الحرب ليست بعيدة عنهم أبدًا.
ويوضح البحث، مدى انتشار الوجود الجوي الإسرائيلي، حيث تم توثيق ما لا يقل عن 22000 رحلة جوية في أخر 15 عامًا، وفسرت هذه الأرقام من تحليق الطائرات الإسرائيلية التهديد الدائم بالعنف والي يعد جزءًا من النفسية الجماعية للبلاد.
ويظهر البحث المدعم بخرائط مسارات الطيران، أن الطائرات الإسرائيلية احتلت سماء لبنان، حيث يستمر العديد منها في المتوسط أربع ساعات و35 دقيقة، ومعظمها يشمل الطائرات المقاتلة أو طائرات المراقبة الأكثر تقدماً من الناحية التقنية في العالم والتي لا يمكن للدفاعات الأرضية اللبنانية أن تنافسها.
وكشفت خرائط مسارات الطيران التي سلكتها الطائرات والطائرات بدون طيار والتي تتركز في الجنوب، حيث يبدو أنها تتبع مسارات محددة. لكن بيروت تعد أيضًا وجهة متكررة، وكذلك المناطق الواقعة شمال العاصمة والأقرب إلى الحدود السورية.
واعتمد البحث على تجميع أوراق بحثية من مجلات علمية، والتي تشرح بالتفصيل التأثيرات الفسيولوجية الحادة لضوضاء الطائرات، مع أعراض مثل ارتفاع ضغط الدم إلى انخفاض الدورة الدموية والآلام النفسية الجسدية، بالإضافة إلي التأثير النفسي للطائرات الحربية الأجنبية التي تهيمن على السماء فوق السكان المدنيين، والتي وغالبًا ما تطير على ارتفاعات منخفضة مما يسبب الذعر بين المدنيين.
وصرح "لورانس أبو حمدان" كاتب البحث للـ"جارديان"، أن الدراسات أظهرت أن التعرض المنتظم لتحليق الطائرات الحربية قد أثر سلباً على أولئك الذين يعيشون على الأرض.
وأضاف "أبو حمدان" قائلًا:"أثناء وجودنا في لبنان، نشعر بأن كل تحليق هو لحظة عابرة قصيرة، ولا يمكن أن يسمع اثنان من السكان الطائرات بنفس الطريقة أو في نفس الوقت. وذلك أمر خاطئ”.
واستكمل "أبو حمدان" حديثه قائلًا:"تلتقط مقاطع الفيديو هذه الأصوات والمناظر التهديدية للطائرات العسكرية الإسرائيلية، بالإضافة إلى النقاش بين المواطنين والمقيمين الذين يتحدثون عما يحدث فوقهم".
وتم تجميع البحث من 243 رسالة وجهها لبنان إلى مجلس الأمن، والتي كانت تعتمد في كثير من الأحيان على البيانات المقدمة من قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، وقوات حفظ السلام، والجيش اللبناني.
بالإضافة إلى ذلك، تم تعيين باحثين خلال العامين الماضيين لمسح السماء وتأريخ صور الطائرات الإسرائيلية.
مزاعم إسرائيلية لنفي إنتهاكات الأجواء اللبنانية
ولطالما أكدت إسرائيل أن تدخلاتها في لبنان ضرورية للحصول على معلومات استخباراتية عن حزب الله، مبررين ذلك بأن الحزب يسيطر على معظم القرارات السياسية في البلاد ويتفوق على الجيش الوطني، كما استخدمت الأجواء اللبنانية لقصف أهداف في سوريا مرتبطة بإيران، الداعم الرئيسي لحزب الله.
وتمتلك القوات الجوية الإسرائيلية قدرات عالية في المراقبة الجوية، وتتزايد المخاوف بانتظام من اعتراض طائرات التنصت الإسرائيلية للاتصالات المدنية بشكل منتظم.
وظلت لبنان وإسرائيل في حالة حرب من الناحية الفنية منذ نهاية الحرب الأهلية وانسحاب إسرائيل من جنوب لبنان في عام 2000. وكانت آخر مواجهة بين البلدين الإعتداء الإسرائيلي على جنوب لبنان عام 2006.