"خع سخم وي" الملك الذي وحد القطرين والفكر وقلده رمسيس الثاني.. تعرف عليه

قال بسام الشماع المؤرخ المعروف وعضو الجمعية التاريخية، إن في مصر القديمة شخصيات لازالت مجهولة للكثيرين، وهي شخصيات كانت ذات تأثير مفصلي في التاريخ المصري القديم، وصاحبة تغييرات أثرت في مجريات الأمور حتى يومنا هذا.

توحيد القطرين

وتابع الشماع في تصريحات إلى الفجر، أن مسألة توحيد القطرين، والتي تعتبر التأسيس الحقيقي للدولة المصرية، تُعد من أهم المسائلالتي تناولها التاريخ المصري على الإطلاق، وهناك أبطال معروفون كانو سببًا في توحيد مصرنا، وجعلها بلدًا واحدًا آمنًا لا قطرين شمالوجنوب متناحرين.

وقال الشماع إن المعروف دومًا أن الملك "نعرمر" وهو الشهير بمينا هو موحد القطرين، إلا أنه هناك شخصيات أخرى قامت بنفس هذا الدورلأن توحيد نعرمر لم يدم طويلًا.

خع سخم وي

وأشار إلى أحد ملوك مصر القديمة والذي كانت له تأثيرات عديدة وتأسيسات قلده فهيا ما جاء بعده من ملوك وهو الملك المعروفباسم  "خع سخم وي"، وكان اسمه "خع سخم" فقط ثم أضاف له كلمة "وي" أي "القوتان تظهران" أو "ظهور القوتين"، وليس القوة الواحدةكما كان (خع سخم).

وأضاف الشماع أن سبب إضافة مقطع "وي" يوضحه نقشًا تم اكتشافه على تمثال منحوت لهذا الملك والنقش يقول "الذي انتصر على أعدائه، حيث تم توثيقوإحصاء لعدد أعدائه الذين قتلهم جيشه في مع معركته ضد الشماليين المتمردين، والنقش واضح جدًا على قاعدة تمثاله الموجود حاليًا فىمتحف الأشمولين بانجلترا، وعدد الأعداء كان ٤٧ ألف و٢٠٩. 

حكمه وإنجازاته

حكم "خع سخم وي" في حوالى عام ٢٦٨٦ قبل الميلاد، وهو آخر حاكم أبيدوسي حيث نقل "جسر"  (زوسر) مركز القوة إلى "منف" بعده،وإحدى زوجاته الملكة "ني ماعت حب تم تقديسها وأصبحت معبودة كسلف للأسرة الثالثة.

والانتصار الموثق الذي حققه هذا الملك هو الذي جعله حاكم مصر كلها، وموحد ثاني للقطرين بعد نعرمر فى الأسرة الأولي، وكانت مرحلةحكمة غاية فى الحساسية حيث صارت بمثابة اختبار لاستمرارية الوحدة، واستدامة فكرة توحيد القطرين، وعدم الرضوخ لمبدأ انفصالالقطرين الشمالي عن الجنوبى.

لذا فممن أشهر أعماله توحيد مصر، وكذا تشييد أول بناء لسور ضخم فى التاريخ يصل ارتفاعه إلى حوالى ١٠ أمتار من الطوب الطينيmud brick  في منطقة الكاب آخر في شونة الزبيب بأبيدوس سوهاج.

وله مقبرة فى أبيدوس سوهاج، وفيها تم اكتشاف آنيتان بديعتان جدًا من الدولميت والذهب والكارنيليان (العقيق)، يصل ارتفاع الواحدة إلى7.2 سم والأخرى إلى 4.2 سم، هما بالمتحف المصرى في التحرير، ويرجعا إلى عصر الأسرة الثانية التي حكم فيها "خغ سخموى".

وتعتبر مقبرته هى آخر مقبرة ملكية فى جبانة "أم الجعاب باء" بأبيدوس بل هى الأكبر حجما والأكثر اختلافا (غير عادية).

صاحب أقدم تماثيل حجرية

وخع سخم وي هو صاحب أقدم تماثيل لملك فى تاريخ مصر حتى الآن، والتي منها ما تم اكتشافها فى "الكاب نخن" المسماةهيراكونبوليس باليونانية القديمة، الواقعة بين إسنا وإدفو بمصر العليا (الجنوب).
ومنها تمثال هام بالمتحف المصرى في القاهرة حيث نصف رأسه والتاج الابيض الذي يرتديه مفقودان، وأهميته تتمحور فى أنه من أوائلالتماثيل الملكية المنحوتة من الحجر فى تاريخ مصر.

إقرأ أيضًا: العرض الجديد للمتحف المصري في التحرير 

موحد الفكر العقدي

قال الشماع إن اسم الملك كان يُنقش داخل سِرخ (منظر لواجهة القصر) قبل أن يعرف المصري القديم الخرطوش الملكي، وكان يعلو اسم الملك حيوان المعبودست والصقر حر (حورس).

وربما يدل هذا على أن الملك نجح فى وقف العداء بين التابعين للمعبودين المتخاصمين، هذا إذا أخذنا فكرة العداء بين حر وست كحقيقة وأمرحدث بالفعل على أرض الواقع بين المعبودين الأسطوريين ومن ثم تابعينهما.

ومما يؤكد هذه النظرية أن الملك الذى حكم قبله، "بر ايب سن" كان يضع أعلى "سِرخ" اسمه نقش "ست" فقط، ومن هنا نستنتج أن خع سخم وي أول من حمل الرسمين معًا وذلك قبل الملك رمسيس الثاني بكثير.

ومن هنا نستنتج أن الملك خع سخم وي كما وحد القطرين، استطاع كذلك أن يوحد الفكر العقدي لدى طائفتين كبيرتين من الشعب المصري، وهو ما يؤيدفكرة أن هذا الملك حقق قدرًا كبيرًا من النجاح والاستقرار.